الإثنين 2017/03/13

آخر تحديث: 19:08 (بيروت)

القوات تخترق طرابلس

الإثنين 2017/03/13
القوات تخترق طرابلس
القوات تعمل على توسيع دائرة تمثيلها في طرابلس (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

أخذت زيارة وزير الصحة غسان حاصباني إلى طرابلس، الإثنين في 13 آذار، منحىً شموليّاً. فالزيارة التي حملت في الأصل عنواناً صحياً- خدماتياً، لم تخلُ من غايةٍ سياسيّة– انتخابيّة لكسر الجليد، الذي دام عقوداً بين القوات اللبنانيّة ومدينة طرابلس.

حاصباني، الذي قام بجولةٍ طويلةٍ، بدأها من سرايا طرابلس وتنقل فيها بين أحياء باب التبانة وجبل محسن من أجل زيارة مراكزها الصحيّة للوقوف على وضعها وحاجاتها، نظمت له منسّقية القوات في طرابلس أيضاً جدول زيارات سياسيّة، بدءاً من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، والنائب سمير الجسر، ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، والمطران أفرام كرياكوس في مطرانية الروم الأورثوذكس في طرابلس.

لاقى حاصباني حفاوةً شعبيةً في الاستقبال، رغم حيثيّة تمثيله السياسي. إذ استطاع بهدوئه وابتسامته أن يُرجِّح كفّة التمثيل الوزاري على التمثيل السياسي، وكان مُصغيّاً إلى معاناة الناس ومطالب المستشفيات. فـ"نحن لم نأتِ لإعطاء وعود كبيرة ومجانية، بل أتينا للعمل من أجل تحسين القطاع الصحي في الشمال وتطويره، واستمعنا إلى الجميع، لأننا في صدد إعداد وتنفيذ خُطط تطويرية وتجهيزية في المستشفيات والمراكز والاعتناء بسلامة الغذاء وكل ما يمكنه أن يصحح المسار الإنمائي في طرابلس، الذي سيعود بالنفع على سائر لبنان"، يقول حاصباني لـ"المدن".

وبينما أثنى الوزير على إنجازات المستشفى الحكومي "أورانج ناسو" المتخصصة بغسيل الكلى والولادات رغم النقص في تجهيزاته، أعطى إدارة المستشفى تعهداً لمدّه في غضون شهر بكلّ ما يحتاج إليه على المستويين التنظيمي والتقني، وفق إمكانيات الوزارة. فردّ عليه المدير: "نحن وأهل طرابلس أملنا فيك كبير".

لكن هذه الزيارة، وفي حساباتها السياسية، أظهرت صعوبة "طي صفحة الدم"، ورمت بثقلها على الوزير السابق فيصل كرامي ومناصريه. ففي الوقت، الذي توصف فيه علاقة سمير جعجع بقيادات الشارع السنّي، ما عدا كرامي، بـ"الوديّة والسويّة"، لاتزال جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامي، التي اتُهم فيها جعجع، ذنباً كبيراً لا يتيح لآل كرامي أن يمنحوا جعجع "السماح"، وحجرة في طريق دخول القوات سياسياً إلى طرابلس. فمشكلة كرامي، ليست في زيارة الوزير حاصباني لأن العلاقة مع وزارة الصحة، وفقه، لا يشوبها أيّ خلل بصرف النظر عن هوية وزيرها. أمّا "ما يستفزنا، فهو أن تتحول الوزارة إلى ورقة خدماتية بغية تحقيق أهداف القوات السياسية بالدخول إلى طرابلس".

في الواقع، تعمل منسقية القوات في طرابلس، بقيادة رئيسها فادي محفوض، على تركيز قاعدتها في المدينة بهدوءٍ من دون "كيديّة". وفيما تسعى إلى افتتاح أول مكتب رسمي في طرابلس، خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما يصرّ كرامي على رفضه، يشير مصدر قيادي لـ"المدن"، إلى أنّ "هيكيلة" هذا المكتب قائمة منذ مدّة، وتقوم بنشاطاتها داخل الميناء وأحياء طرابلس، عبر تسليم المقاليد الحزبية إلى شخصيات طرابلسية جديدة وبارزة على مسافة من المجتمع المدني وخصوصية المدينة.

ويؤكد مستشار جعجع للشؤون الخارجية إيلي خوري، وهو أحد المرشحين عن المقعد الماروني في طرابلس، أن القوات تعمل على توسيع دائرة تمثيلها في طرابلس وعدم حصرها بالمسيحيين، "على أن نطوي صفحة الماضي ونؤسس إلى مستقبل مشترك يجمع أبناء الشمال".

تزامناً مع الجولة الطويلة، كان وزير الخارجية جبران باسيل يعقد مؤتمراً صحافياً في شأن مشروع القانون الانتخابي الجديد. يعلق حاصباني: "نحن لا نعترض على أيّ قانون يسير قُدماً باتجاه الانتخابات، والأمر مرهون بالصيغة النهائية التي سيتفق عليها مجلس الوزراء. ما يجعل احتمال تأجيل الانتخابات تقنياً وليس سياسياً".

وعن تمثيل طرابلس بالمقعد الماروني، يقول: "خياراتنا الانتخابية مفتوحة، وصورة الترشيحات التي ستعلنها القوات ستتضح أكثر بعد الاقتراب من انجاز قانون الانتخابات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها