السبت 2017/03/11

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

هذه أسباب الاشتباكات حول مخيم برج البراجنة

السبت 2017/03/11
هذه أسباب الاشتباكات حول مخيم برج البراجنة
دقّت ناقوس خطر حول انفجار محتمل بين المخيم والجوار (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease
هو الاشتباك الأعنف بين جزء من مخيم برج البراجنة وبعض من المحيط منذ ثلاثين عاماً، تاريخ انتهاء حرب المخيمات. اشتباكات وإن لم تكن ذات بعد سياسي، إلا أنها دقّت ناقوس خطر حول انفجار محتمل بين المخيم والجوار.

نحو أربع ساعات ونصف من الاشتباكات بين ما يُعرف بـ"حي البعلبكية" والجزء المواجه له من المخيم، استُخدم فيها الرصاص والقنابل اليدوية وعدد محدود من القذائف الصاروخية من عيار أر بي جي، وأدت إلى سقوط قتيل وستة جرحى.

هناك روايتان عن بداية الاشتباك، الأولى تتحدث عن خلاف بين عصابتين لتجارة المخدرات، أما الثانية فتحكي عن وسيط لبناني لإدخال مواد البناء للمخيم مقابل بدل مالي ويُدعى (ح. جعفر) لم يرضَ بالمبلغ الذي دفعه شخص من المخيم من عائلة القفاص، فحدث تلاسن تحول اشتباكاً مسلحاً. الرواية الثانية هي الأكثر تداولاً، وإن كان لا يمكن الجزم بها تماماً.

وفي الروايتين قام جعفر بإطلاق النار على القفاص فأصابه ببطنه. تبع ذلك اشتباكات بين عائلتيهما، ثم ما لبثت أن توسعت باستخدام الأسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية. وللمرة الأولى يُستخدم رصاص القنص لأماكن بعيدة داخل المخيم، فأصاب عدداً من المدنيين، وأدى إلى مقتل أبو هيثم الأسمر، وهو في العقد السابع من العمر.

اتساع الاشتباكات فاجأ الفصائل الفلسطينية وكذلك حزب الله وحركة أمل ذات النفوذ الأكبر في حي البعلبكية. فجرت اتصالات متسارعة، أفضت إلى الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في حي البعلبكية، وتواجد مكثف للفصائل الفلسطينية وأمل وحزب الله في مواقع الاشتباكات. وكان ذلك بعد مرور نحو ساعتين على الاشتباكات.

وبالفعل، استطاعوا تنفيذ وقف لإطلاق نار، استمر لأكثر من نصف ساعة، قبل أن تصيب رصاصة من نوع M16 المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم برج البراجنة أبو خليل قاسم بخاصرته، لتعود الاشتباكات بقوة حتى الساعة السادسة مساء. مصادر في حركة حماس قالت لـ"المدن" إن إصابة قاسم متوسطة، ولا خطورة جدية على حياته كما أُشيع. وتنفي المصادر أن يكون مسؤولها السياسي مستهدفاً بإطلاق النار. وتؤكد أن إطلاق النار كان عشوائياً، وأصيب معه اثنان آخران من أهالي المخيم، بينما كان يحاول، مع مسؤولين آخرين، تثبيت وقف إطلاق النار. نجحت بعد ذلك المساعي المبذولة في سحب المسلحين، ووقف إطلاق النار.

المنطقة التي بدأت فيها الاشتباكات طالما تشهد اشتباكات لم تبلغ الحدّة التي بلغتها اليوم. وهي منطقة مستحدثة بعد عدوان 2006، وكانت تفصل بين الجهة الجنوبية للمخيم وحي البعلبكية، لكن مع فوضى الإعمار التي حدثت وقتذاك، اتفق أصحاب النفوذ في المخيم والجوار على تقاسم إعمار المنطقة. ما أدّى إلى خلق عشوائية جديدة متداخلة بين سكان المخيم والحي المقابل.

الفصائل الفلسطينية التي أبدت، في بيان، حرصها على العلاقة من الجوار، تساءلت خلال اتصالاتها مع القوى اللبنانية الفاعلة التي تلت وقف إطلاق النار، عن سبب عدم اعتقال ح. جعفر قبل أسبوعين عندما أطلق النار على الفلسطيني ع. خبيزة، وأصابه في ساقه، عندما رفض الأخير السماح لجعفر بتشييد بيت لكلبه ملاصق لجدار منزل خبيزة.

ولا تخفي مصادر في فصائل فلسطينية تخوفها من تكرار ما يحدث في المستقبل إن لم يُعمد إلى حل جذري لواقع المنطقة، مثل تثبيت نقاط أمنية. وترجع أسباب تخوفها لأسباب عدة: الواقع الاقتصادي المتراجع في لبنان وما يمكن أن يخلّفه من أزمات أمنية، كذلك استهداف حزب الله واللاجئين معاً بافتعال اشتباكات تسيء إلى الطرفين. وتشدد تلك الفصائل على أن عصابات تجارة المخدرات في المنطقة أصبحت أكثر تنظيماً، ودورها صار أقرب إلى دور المافيا المنظمة مما يمكّنها من لعب دور يحدّ من القدرة على ضبطها.

وتختم تلك المصادر بالإشارة إلى نقطة إيجابية، وهي أن بقية المناطق المجاورة للمخيم، ظلت الحركة فيها طبيعية خلال الاشتباكات. ما يؤكد أن ما جرى لم يأخذ طابعاً سياسياً، ويمكن منع تكراره إذا وُجدت خطة جدية لذلك.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها