الجمعة 2017/02/24

آخر تحديث: 06:09 (بيروت)

زحمة زوار.. خوف من المرحلة المقبلة

الجمعة 2017/02/24
زحمة زوار.. خوف من المرحلة المقبلة
أكد عباس أن المخيمات لن تكون بؤراً إرهابية (Getty)
increase حجم الخط decrease
بين زحمة الزيارات التي يقوم بها مسؤولون عرب وأجانب إلى لبنان، برزت مواقف عديدة للنائب وليد جنبلاط، قد يقرأ منها إشارات لتوجهات دولية جديدة. من فرنسا اعتبر جنبلاط أنه لا داعي لتكرار أي سيناريو مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان قد حصل في السابق أيام عهد الرئيس السابق جورج بوش. لا يمكن التغاضي عن موقفي جنبلاط المباشرين، برفض أي توجه أميركي لمواجهة حزب الله في لبنان، وبإلغاء مفاعيل القرار 1559. نوعاً ما، تشبه تصريحات ترامب المواقف التي اتخذها بوش في السابق، وأدت إلى إحراق المنطقة، وفق توصيف جنبلاط. بالتالي، هناك تخوف مما قد يقدم عليه الرئيس الأميركي الجديد.


قد يكون خوف جنبلاط مبنياً على أي موقف قد يتخذه الأميركيون ضد حزب الله وإيران، وتكون ارتداداته سلبية على لبنان سياسياً وأمنياً، في واقع مشابه للمرحلة التي امتدت بين عامي 2004 و2009. واللافت أن هذه المواقف أتت تزامناً مع مواقف تصعيدية اتخذها الأمين العام لحزب الله السيد حصن نصرالله مرفقة بتهديدات إلى العدو الإسرائيلي. فيما هناك من يتخوف من أي نشاط عسكري قد تشهده الجبهة الجنوبية.

ويبدو أن لبنان سيكون محطّ أنظار في المرحلة المقبلة، ربطاً بالتطورات في المنطقة، وأولها ما يحكى عن استعداد الإدارة الاميركية لإنشاء مناطق آمنة. وهنا، لا بد من ربط الزيارة التفقدية التي أجراها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور روبرت كوركر إلى جرود عرسال، حيث إطلع على الواقع الجغرافي للمنطقة عن قرب. ولا تستبعد مصادر متابعة أن يكون لهذه الزيارة اللافتة والأولى من نوعها لمسؤول أميركي ارتباط بمسألة المناطق الآمنة وإنشاء واحدة في القلمون السوري وصولاً إلى جنوب العاصمة دمشق وريف حمص.

وتلفت المصادر إلى أن كروكر أكد أمام من التقاهم أن بلاده مستمرة في توفير الدعم العسكري للجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة انعكاسات الحرب السورية على لبنان. كما أكد أهمية استمرار التعاون في مجال محاربة الإرهاب. فيما النقطة الأهم، وفق المصادر، تركزت على التأكيد الأميركي على دعم المناطق الآمنة في سوريا، استناداً إلى الرؤية التي حددها الرئيس دونالد ترامب وكلف لأجلها وزير الدفاع والخارجية وضع خطة تحدد السبل الكفيلة بذلك.

وتكشف المصادر أن كروكر التقى بعيداً من الإعلام شخصيات عدة، من بينها شخصيات سياسية معارضة لحزب الله، من مختلف الأطراف، في صورة تشبه إلى حد ما اللقاءات التي تعقد في الفترة التي سبقت لقاء قرنة شهوان وفي مراحل 14 آذار. كذلك التقى أشخاصاً من المجتمع المدني، حيث استطلع رؤيتهم لحقيقة الوضع في لبنان.

وهذه الزيارة، من المفترض أن تستكمل من قبل وفد عسكري أميركي يزور لبنان في الأسبوع المقبل، سيبحث، وفق ما علمت "المدن"، بنوعية الدعم الذي سيقدم للجيش اللبناني، وسيطّلع على إمكان إنشاء مناطق آمنة في سوريا. ما يدفع مصادر سياسية متابعة إلى اعتبار أن المرحلة المقبلة في لبنان قد تكون أصعب مما كان الوضع عليه في السابق. وتعتبر المصادر أنه من الواضح أن ترامب يضع في أولوياته مواجهة إيران عبر بوابة لبنان وسوريا. وهذا قد يشكل صعوبة في بعض الملفات. علماً أنه لا يمكن إسقاط احتمال دخول العامل الإسرائيلي على الخط.

وليس بعيداً من هذه الزيارات والتقديرات، فإن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان تأتي في السياق نفسه، حيث عقد اجتماع بحسب ما علمت "المدن" ليل الخميس، بين قادة أمنيين يرافقون عباس وقادة أمنيين لبنانيين، لبحث كيفية حلّ أي خلل أمني قد ينطلق من المخيمات الفلسطينية ويؤثر على الداخل اللبناني. وأكد عباس أن المخيمات لن تكون بؤراً إرهابية. وقد جرى إتفاق على ضرورة تعميق التنسيق بين الفصائل والأجهزة الأمنية اللبنانية لضبط المخيمات إلى أقصى الحدود، وتسليم كل المطلوبين.

كل ذلك، تربطه المصادر بالإتصال الذي جرى بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس سعد الحريري، للتأكيد أن أي مواقف من هنا أو هناك لن تؤثر على العلاقة الجيدة بين لبنان والسعودية، وتحديداً بين المملكة والعهد الجديد. وهي إشارة إلى أن لبنان لن يخرج عن الاجماع العربي. وهذا ما تنتظره الدول العربية منه في الموقف الذي سيتخذه في القمة العربية التي ستعقد الشهر المقبل في الأردن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها