الخميس 2017/02/23

آخر تحديث: 05:53 (بيروت)

ورقة تفاهم بين أمل والتيار:إبعاد عون من ساحة بري

الخميس 2017/02/23
ورقة تفاهم بين أمل والتيار:إبعاد عون من ساحة بري
يؤكد بري طي الصفحة مع عون (المدن)
increase حجم الخط decrease
قبل حصول التسوية الرئاسية، كانت مهمة حزب الله مستحيلة في تحقيق تقدم حقيقي وجدي على صعيد العلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. حتّى موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بقي الرئيس نبيه بري معارضاً انتخاب ميشال عون، لكن التسوية كانت أكبر من الجميع، ولولاها لما كان عون في بعبدا اليوم. هذه التسوية فرضت موازين جديدة على الأرضية السياسية اللبنانية. وما كان مستحيلاً بالأمس، بالنسبة إلى حركة أمل، أصبح حاجة ضرورية مقابل تشدد من طرف التيار.

قبل التسوية، كان التيار البرتقالي هو الذي يسعى إلى عقد تفاهم مع بري. استعد رئيس التيار جبران باسيل في أكثر من محطة لتقديم تنازلات لمصلحة بري، مقابل موافقته على انتخاب عون رئيساً. والجميع يذكر زيارة باسيل إلى عين التينة التي أكد فيها أنه متفاهم مع بري في موضوع النفط. ولدى تقديم هذا التنازل طرح باسيل سؤالاً على بري عن الانتخابات الرئاسية فكان جوابه: "عدس بترابو، كل شي بحسابو". أما اليوم فإن الآية انقلبت، وبري هو من يشعر في ضعف أمام العهد الجديد. ورغم تعرضه لسهام عديدة من بعبدا أو الرابية وآخرها التلويح بالفراغ في المجلس النيابي، إلا أنه يجانب الردّ، ويؤكد طي الصفحة مع عون، وتأييده خيارات رئيس الجمهورية.

فرضت هذه المتغيرات سلوك طريق مغاير للعلاقة بين الطرفين، وهي تنطلق بهدف التوافق على وثيقة سياسية، أو وثيقة تفاهم شبيهة إلى حد ما بوثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار، وبين القوات والتيار. على أن تنزع فتيل التوتر بين الطرفين. وتشير مصادر متابعة إلى أن هذه الوثيقة تلحظ البحث في مواضيع عديدة، منها ما هو استراتيجي على صعيد موقف الدولة الخارجي وتأييد المقاومة وأهمية إستمرار المرافق العامة وعدم العودة إلى لغة القطيعة والفراغ. ومنها ما هو تفصيلي في شأن آلية الحكم بين الطرفين، وكيفية مقاربة الأمور المختلفة، سواء في الانتخابات النيابية أم في الإدارة العامة، أو حتى ربما في ما يتعلق بموضوع النفط.

وتلفت المصادر إلى أن الورقة ستشمل عناوين عديدة، سياسية، اقتصادية، اجتماعية وأمنية. وتكشف المصادر عن اجتماعات عديدة عقدت بين الطرفين بعيداً من الإعلام، برعاية عدد من الوسطاء من بينهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يلعب الدور التقريبي بين الطرفين. وقد تم عقد لقاءين بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل لبحث هذه الورقة ونقاطها، لقاء عقد في وزارة الخارجية وآخر في المالية، على أن يعقد في الفترة المقبلة اللقاء الثالث ربما في منزل اللواء إبراهيم، على أن يكون الاجتماع النهائي أو التمهيدي للإعلان عن هذه الورقة.

ورغم تأكيد شخصيات من الطرفين لـ"المدن" أنه يجري بالفعل إعداد هذه الورقة، إلا أن الجميع يشير إلى عدم معرفته بما ستتضمنه، مكتفين بالقول إنها ستهدف إلى تخفيف التوتر والاحتقان بين الطرفين، وتشجيع الجميع على انتهاج الحوار سبيلاً وحيداً للخروج من الأزمات، بما ينعكس إيجاباً على المصلحة الوطنية.

وفي مقابل ذلك، هناك من يعتبر أن بري من خلال موافقته على إبرام هذا التفاهم، يريد تحصين نفسه، وبالتالي فإن أي ورقة تفاهم قد يبرمها مع التيار تهدف إلى حماية موقعه، ولعدم إيجاد مبرر لعون للدخول إلى الساحة الشيعية على حسابه. وهذا ما كان عون يريد تكريسه عبر تسمية وزير شيعي في الحكومة، نظراً للخلاف بينه وبين بري. كما أن بري يتخوف من أن يلجأ عون إلى ترشيح شخصيات شيعية متفاهمة مع حزب الله ومؤيدة لخيار المقاومة لكنها سترفع شعار محاربة الفساد في محاولة للتصويب على رئيس المجلس، وإزعاجه. لذلك، فإن أي ورقة تفاهم من هذا النوع مع التيار قد تبعد هذا الخطر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها