الأربعاء 2017/02/15

آخر تحديث: 00:19 (بيروت)

مواجهة مناصري حركة أمل بالحب

الأربعاء 2017/02/15
مواجهة مناصري حركة أمل بالحب
القوى الأمنية تلجأ إلى تمويت وجودها والتحول إلى حائط (المدن)
increase حجم الخط decrease
تحرك مناصري حركة أمل، أمام مبنى تلفزيون الجديد، يبدو متوقعاً دائماً. فهؤلاء، لسبب أو لآخر، لا يخرجون عما نمطوا به في الوعي العام السياسي أو ما دونه. وهم، على ما يثبتون مرة تلو الأخرى، لا يعرفون غيره، فيما يبدو سبب ذلك غير مهم، في كل الأحوال. 


لكن المشكلة، كما أظهرت مشاهد الثلاثاء، 14 شباط، هي في من يواجههم. أي تحديداً القوى الأمنية، التي في حرصها الزائد على طرفي الاشكال، وفي تسويتها بينهما، تحولت إلى حائط. وهذه ليست صورة جديدة، بل نمطية أيضاً. وفي قياس القوة، يبدو مفهوماً ذاك السلوك السلمي الذي لجأ إليه الأمنيون، الذين يفترض، أقله نظرياً، أنهم وحدهم مَن يملكونها.

لم يقل أحد بعد تعليقاً عن هذه الحادثة أن الأمن بالتراضي، على ما شاع قبل سنوات. وهو توصيف يصح تجنبه، في كل الأحوال، لفواته عن زمننا، وما نحن عليه. فالسلوك الأمني، الحائطي، يبدو هذه المرة أقرب إلى المداراة بالحب، كما في كل مرة يكون فيها المحتجون ميليشيات أو ذكرى منها أو خيالاً لها.

هكذا، لا ينتظر العناصر، وهم يخفضون رؤوسهم اتقاءً للحجارة أو المفرقعات وغير ذلك مما يطيّره الأخوة الغاضبون، وقد قيل إن من بينهم اصابات، غير ذاك الاتصال شبه الالهي، الذي راح التلفزيون نفسه، المتورط في الحب ومسايرته وحجب النظر منذ تأسيسه، في استجدائه والتحفيز عليه. فما كان من المذيعة، المنتظرة وصول أحد الأخوة إلى كادر تصويرها، كما في أسوأ الاحتمالات المتخيلة، إلا أن تشكر عناصر القوى الأمنية، التي تمنع ولا تردع، كأنها لا تفعل شيئاً، وتطلب مزيداً منهم، فيما هم كانوا، في تكاثرهم التدريجي، يضيقون على أنفسهم، وعلى خوفهم، ليس إلا.

سلوك المذيعة، كما القوى الأمنية، يحتاجان إلى تفسير. الأولى لا تلام. والثانية، يمكن القول أيضاً، إنها لا تلام. فهي تلجأ إلى تمويت وجودها، والتحول إلى حائط، تواطوءً مع حياد لا يُعرّف إلا بالضعف، الذي يشهد عليه ذاك الانسحاب السلمي من المحتجين، الذي بدا أنه سابق على انتهاء غضبهم. أو مفاجئاً. وهذا ضعف المؤسسات بين الجماعات وأهلها. والدولة، تمثيلاً لكل ما هو رسمي عندنا، لا تؤدي تقريباً غير هذا الدور. لكن ليس دائماً. أقله نتذكر الحراك ومواجهاته. وكدنا هذه المرة، نحن مشاهدي التلفزيون، أن نشتهي بعضاً من الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورشاشات المياه، ووزيراً قوياً بعضلاته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها