السبت 2017/02/11

آخر تحديث: 07:40 (بيروت)

الجماعة الإسلامية تحيي ذكرى ثورة الخميني.. بروتوكوليّاً

السبت 2017/02/11
الجماعة الإسلامية تحيي ذكرى ثورة الخميني.. بروتوكوليّاً
هل تتحالف الجماعة مع حزب الله؟ "الأمور مرهونة بأوقاتها" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لم تمر مشاركة الجماعة الإسلامية، مساء الخميس في 9 شباط، في إحياء ذكرى "ثورة الخميني" في السفارة الإيرانية في بيروت، من دون أن تلقى موجةً من التعليقات المنددة، بعدما سرب أحد الحاضرين في السفارة صورة رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية أسعد هرموش وهو يتوسط الحاضرين.

هذه المشاركة، التي فتحت السجال في الساحة السنيّة عن عدم وضوح خطّ الجماعة و"ضبابية" مواقفها، أعادت الجدل عن طبيعة العلاقة التي تربطها بحزب الله، انطلاقاً من رمزيتها الإسلامية– السنيّة، ولاسيما بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011.

فمن جهة، تعلن قيادات الجماعة على منابرها وفي خُطب الجمعة الدعم الكامل لفصائل الثورة في مواجهتها النظام السوري وحلفائه، إضافة إلى "إلزامية" مناصرتهم شرعاً، ومن جهةٍ أخرى، تسير علاقة الجماعة مع حزب الله والسفارة الإيرانية في طريقٍ "ودّي" من دون أن تعكّر المواقف السياسية صفوها، إذ يتبادلون الزيارات والتهاني في المناسبات، ويتشاركون الدعوات على موائد الإفطار.

هذا التناقض، الذي أفرز رفضاً واستفهاماً جماهيرياً، يستغربه هرموش ويصفه بـ"محاولة تشويه صورة الجماعة الإسلامية"، ولاسيما أنها تتبع سياسة "المسافة الواحدة" مع القوى السياسية ومكونات الداخل اللبناني. فـ"الجماعة هي جزء من النسيج اللبناني ولها الحق بممارسة علاقاتها البروتوكولية كما سائر القوى في لبنان، وهذا ما يفعله تيار المستقبل في حواره مع حزب الله، فما الفرق بيننا؟"، يسأل هرموش ويقول لـ"المدن": "لقد كنا في السفارة إلى جانب تيار المستقبل ومشايخ من دار الفتوى، ونحن نضع مشاركتنا في احياء عيد وطني إيراني في خانة الواجب البروتوكولي ليس أكثر، بعدما زارنا السفير الإيراني في مكتبنا السياسي، وهنأ القيادة الجديدة ودعانا إلى الغداء في منزله. ما يعني أن لا بُعداً سياسياً لمشاركتنا ولا تعني أننا غيّرنا مواقفنا السياسية، سواء تجاه السياسة الإيرانية وتدخلها في لبنان، أم من جهة رفضنا الكليّ لمشاركة حزب الله في الحرب السورية".

وعن التحضير للانتخابات النيابية، يقول هرموش: "أطلقنا في المكتب السياسي ماكينتنا الانتخابية، وجهزنا قواعدنا للعمل في جميع المناطق التي نوجد فيها، ولدينا توجه بترشيح مرشحين لنا في مختلف المناطق، بعدما أصبحت خياراتنا بالتحالف مفتوحة. فنحن نسعى إلى أن نتحالف مع الهيئات والجمعيات والمنظمات الإسلامية السنية، ثم مع تيار المستقبل، على قاعدة الأقرب فالأقرب، من أجل توحيد الطائفة السنيّة وتقليص حدّة الانشقاق الحاصل في صفوفها. أمّا إذا لم نتفاهم مع تيار المستقبل، فسنبحث حتماً عن بدائل أخرى".

وردّاً على إمكانية استمثار "هدوء" العلاقة مع حزب الله في التحالفات الانتخابية، يعتبر هرموش أن التحالف الانتخابي ليس تحالفاً "عقائدياً" ولا سياسياً، بقدر ما هو تحالف استراتيجي- انتخابي كما جرى بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. يضيف: "لم يعد هناك ما يسمى 8 و14 آذار. ذلك أنّ المعايير السياسية انقلبت رأساً على عقب. بالتالي، فإن التحالفات اختلفت عن السابق، وهذا ما كان واضحاً بعدما غابت الاصطفافات السياسية في تشكيل الحكومة". أمّا في ما يخص التحالف مع حزب الله، فـ"هذا الحديث سابق لأوانه، لكن الأمور مرهونة بأوقاتها، وإذا وجدنا مع الحزب في دوائر انتخابية مشتركة، فلا شيء سيمنع ذلك. لكن في العموم، لا تماس مناطقياً مباشراً مع حزب الله، لأن مرشحينا سيكونون في المناطق ذات الطابع السنّي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها