لم تكن نظيرة في المدرسة، ولا في بيت أهلها، بل كانت في منزل زوجها الفسيح، الذي "يشبه القصر وتعيش فيه حياةً رغيدة وهانئة"، تقول جارتها أم خالد.
ثمّة غموضٌ يلفُّ تفاصيل الحادثة. لا أحد يرغب بالتعليق، والكلُّ يتهرب. السكوت يُخيّم على المشهد بعدما صُدِم الجميع ووقعوا في الحيرة.
الرواية الوحيدة التي يتداولها الناس هي أنّ نظيرة أقدمت على قتل نفسها. فـ"بعد عودتها مع زوجها من زيارةٍ لأهلها خارج البلدة، وأثناء قيام زوجها بتبديل ملابسه، سمع في الغرفة المجاورة صوتاً قوياً، فهرع على الفور ورآها مضرجة بالدماء. وبعد نقلها إلى مستشفى اليوسف، تبيّن أنّها فارقت الحياة نتيجة إصابتها بعيار ناري من سلاح صيد في رقبتها".
هذه الفتاة القاصر، يردد أقاربها وجيرانها أنّها لم تُجبر على الزواج. "تركت المدرسة وتزوجت من هذا الشاب، الذي يشتهر مع عائلته في البلدة بثرائهما".
يُنقل عن والدة نظيرة أنّها في الفترة الماضية كانت تعاني من أوجاع في الرأس، وتتحدث عن نيّتها بقتل نفسها من دون أن تفصح عن الأسباب. لكنّ جارتها تقول إنّ نظيرة، الفتاة الجميلة والمحبّة، تربطها بزوجها وعائلته علاقة طيبة ووطيدة. وهذا التناقض يطرح علامات استفهام. فما الذي دفعها إلى الانتحار؟ وهل انتحرت فعلاً؟
لا يملك أحد الجواب. منزلها أٌقفل بالشمع الأحمر. الطبيب الشرعي لا يفصح عن أيّ معلومةٍ في تقريره. والأجهزة الأمنيّة تستكمل التحقيق مع والديّها، بعدما أوقف مكتب المعلومات في حلبا زوجها وسلّمه إلى مخفر العبدة، حيث صرّح أنّ "علاقته بزوجته جيدة ولا يوجد أيّ خلاف بينهما، ولا يعرف سبب قيامها باطلاق النار على نفسها من بندقية الصيد، التي يملكها منذ مدة طويلة قبل أن يتزوج".
لا لزواج القاصرات
غرد وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان: "بغض النظر عن ظروف مقتل الفتاة إبنة الخامسة عشرة والمتزوجة منذ خمسة أشهر في عكار، فالكلمة النهائية لحكم القضاء وما تظهره التحقيقات. إلا أنه من المؤكد أنه كان لهذه الفتاة حق طبيعي في أن تنعم بحنان أهلها وتتابع علومها.. #لا_لزواج_القاصرات".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها