الجمعة 2017/12/15

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

إسرائيل قلقة: المخابرات تغير عملها على الجبهة اللبنانية السورية

الجمعة 2017/12/15
إسرائيل قلقة: المخابرات تغير عملها على الجبهة اللبنانية السورية
في الواقع الإقليمي الجديد اندمج لبنان وسوريا في جبهة واحدة (Getty)
increase حجم الخط decrease
ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما نسمعه من تصريحات يُعبر بالضرورة عن الحقيقة. هذا هو لسان حال القادة العسكريين الإسرائيليين وسط ضبابية الرؤية السياسية التي تجتاح إسرائيل في أعقد مشهد سياسي منذ التأسيس. ذلك أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمةً لها، أجج المشاعر العربية ضدها وأعطى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كما يزعم المحللون الاستراتيجيون الإسرائيليون، الحجة اللازمة لإعادة الأولوية للصراع ضد إسرائيل، بعدما أوشكت الحرب في سوريا على نهايتها. حتى أن عدم رد إيران وحزب الله على الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا أصبح مصدر قلقٍ يحتاج التوقف عنده.


ونظراً إلى أهمية هذا الموضوع صرح الجنرال ياكوف أميدرور، وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامن نتنياهو، أخيراً لوكالة فرانس برس، قائلاً: "لا أعرف إذا كانت الغارات الإسرائيلية تردع إيران وحلفاءها. لكن من الواضح أنه في حساب التكلفة والمكاسب، خلصت إيران إلى أن شن حرب ضد إسرائيل ليس أمراً يجب عليها القيام به في الوقت الراهن".

في الواقع الإقليمي الجديد، اندمج لبنان وسوريا في جبهة واحدة، وفق تقديرات المخابرات الإسرائيلية. ومع انتشار حزب الله في لبنان وسوريا، وبناء قوات الحرس الثوري قدرات عسكرية للحزب في سوريا ولبنان، يبدو وفق وكالة JNS.ORG الإسرائيلية، أنه لم يعد ممكناً رؤية أي أهمية حقيقية للحدود اللبنانية- السورية. ما تطلب من قيادة المنطقة الشمالية والمخابرات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي تغيير طريقة عملها في الساحة الشمالية لإسرائيل، لتتمكن من متابعة حركة الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود بشكل أفضل. وأثر على التخطيط الإسرائيلي، على أساس أن التصعيد في سوريا يمكن أن يؤدي بسرعة إلى تصعيد في لبنان، والعكس بالعكس.

الصراع مع إيران والحزب تطرق إليه البروفيسور إيال زيسر، وهو الخبير في الشأن السوري، للوكالة بقوله إن "المحور الذي تقوده إيران ليس لديه اهتمام بالمشاركة في تصعيد مع إسرائيل بعد الغارات الأخيرة"، مفترضاً أن "إيران لا تزال تحاول تعزيز قوتها في سوريا، ويمكن للاحتكاكات المستمرة أن تجبرها في النهاية على الرد إذا ما استمرت إسرائيل في الهجوم. لكن، الأولوية اليوم بالنسبة إلى إيران هو الفوز أولاً، وترك إسرائيل جانباً".

وسواء أكانت إسرائيل قد ردعت المحور الإيراني بغاراتها، أو ببساطة أن هذا المحور مشغول جداً ويفضل عدم الانخراط في حرب، فإنه في الحالين يواصل، وفق الوكالة، إحراز تقدم في ربط سوريا بمنطقة النفوذ الإيرانية. فمن ناحية، لديه ممر بري من طهران، عبر بغداد، إلى دمشق وبيروت، بالإضافة إلى القوات في سوريا. ومن ناحية أخرى، فإن الروس سيحاولون بالتأكيد الحد من قوته، إذ لديهم حضور ولا يمكن تجاهلهم. لكن، هذا لا يعني أن سوريا تحت سيطرتهم.

وتعليقاً على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاب القوات الروسية من سوريا، قال زيسر للوكالة إن مثل هذه التصريحات لا يمكن الاعتماد عليها. فـ"بوتين أعلن بالفعل الانسحاب مرات عدة، لكن بقيت قواته في الواقع". أضاف: "أعتقد أن هذا الانسحاب سيكون جزئياً ورمزياً ولن يؤثر على وجود روسيا وموقفها في سوريا".

هذه العوامل المذكورة آنفاً تُعمم أجواء القلق في إسرائيل. إذ يعتبر زيسر أنه رغم وجود عناصر كافية لمنع التصعيد في سوريا واندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل في هذا الوقت، فإن الانتصار في سوريا يمكن أن يدفع المحور الإيراني إلى زيادة الاستفزاز نحو إسرائيل، وأن يصبح أكثر عدوانية، مع احتمال أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر في لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها