الثلاثاء 2017/12/12

آخر تحديث: 17:46 (بيروت)

ضربات النأي بالنفس: الحريري متريث

الثلاثاء 2017/12/12
ضربات النأي بالنفس: الحريري متريث
كل إنسان يفهم النأي بالنفس على طريقته (المدن)
increase حجم الخط decrease

بعد أسبوع على بيان الحكومة، الذي تلاه رئيسها سعد الحريري، وقرارها النأي بالنفس، يمكن اختبار هذا النأي بعدد من المحطات. وآخرها دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الاثنين في 11 كانون الأول 2017، "الذين يؤمنون بالمقاومة إلى التواصل والتلاقي لوضع استراتيجية موحدة لمواجهة العدوان، ووضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل في هذه المواجهة الكبرى". وقد كشف أن حزب الله سيقوم بـ"مسؤولياته كاملة في هذا المجال".

لكن، قبل ذلك، وتحديداً السبت في 9 كانون الأول، ظهرت صور مسؤول عصائب أهل الحق العراقية، قيس الخزعلي أثناء جولة له على الحدود اللبنانية الجنوبية. ثم تسريب فيديو، الأحد في 10 كانون الأول، لعسكري عراقي وآخر أفغاني، مع عنصر من حزب الله، يحرسون في بلدة كفرحمام الجنوبية.

وقبل ذلك، كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في طهران، الأربعاء في 6 كانون الأول، عندما قال إن "محور المقاومة هو الذي يصوغ اليوم معادلات المنطقة"، مشيراً إلى أن "الكيان الصهيوني والنظام السعودي مهما استقويا بالارهاب والارهابيين، فإنهما لا يستطيعان تغيير المعادلة". وهذا ما علق عليه الحريري، نفسه، بالقول إنه "لن يرد عليه الآن"، رغم قوله سابقاً إنه سيشرف شخصياً على تطبيق النأي بالنفس.

ويبدو أن الحريري متريث أيضاً في مراقبته النأي بالنفس. أقله، هذا ما يمكن فهمه من قول عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، لـ"المدن"، إنه "في ظل الظروف الحالية، وما تتعرض له القدس، هناك نوع من غض النظر. لكن، كل القوى التي لا تدور في فلك حزب الله لا تزال ملتزمة بالنأي بالنفس عن صراعات المنطقة. أما القوى الدائرة في فلك حزب الله فهي غير ملتزمة به، بدليل السياحة المقاومجية التي قام بها الخزعلي في الجنوب".

لكن، عدم التزام حزب الله بالنأي بالنفس لا يؤدي، وفق علوش، إلى "موته"، خصوصاً في ظل "التزام الرؤساء الثلاثة به". وفيما يفترض أن النأي بالنفس، في نسخته الجديدة، فُصّل على قياس حزب الله، لا يجد المستقبل، في ظل تجاوزه المتكرر، ما يرد به غير "الاصرار عليه، طالما أننا لا نستطيع اجبار الطرف الآخر بالقوة على النأي بالنفس".

هذا الالتباس، في الالتزام أو عدمه، يبدو وضوحاً عند مصادر القوات اللبنانية، التي تفسر النأي بالنفس بأنه "إلتزام فريقنا به مقابل اكمال حزب الله مسيرته. فالنأي بالنفس ولد ميتاً، والقوات اللبنانية لم تخطئ في ظنها أن حزب الله سيستمر في زج لبنان بالصراعات".

لكن حزب الله في ميوله الديمقراطية، يترك تفسير النأي بالنفس إلى الجمهور. فإذا كان النائب نوار الساحلي، في حديثه إلى "المدن"، يفضل عدم التعليق على الموضوع، فإنه يقول إن "كل إنسان يفهم النأي بالنفس على طريقته". في حين يقول مصدر في قوى 8 آذار إن "كل ما يخص إسرائيل والقضية الفلسطينية لا يدخل في إطار النأي بالنفس. بالتالي، فإن ما اتفق عليه مجلس الوزراء لا يزال سارياً". وهذا ما يؤكده مصدر في التيار الوطني الحر أيضاً.

لكن، ماذا عن زيارة الخزعلي؟ يقول مصدر في قوى 8 آذار إن "هذه الزيارة لا تعدو كونها زيارة عادية، ولا تدخل في إطار خرق السيادة اللبنانية". أما مصدر التيار فيقدم جواباً أدق في تفاصيله. فـ"الخزعلي زار الجنوب قبل الاتفاق على النأي بالنفس. ما يطرح سؤالاً عن توقيت التسريب والجهة المسربة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها