الإثنين 2017/12/11

آخر تحديث: 00:48 (بيروت)

حزب الله يبدأ الانسحاب من سوريا؟

الإثنين 2017/12/11
حزب الله يبدأ الانسحاب من سوريا؟
كيف سيتم نقل مقاتلي حزب الله وأسلحته من سوريا؟ (Getty)
increase حجم الخط decrease
منذ أشهر تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن توحيد الجبهات، وفتحها على بعضها البعض. ولدى وصول الحشد الشعبي العراقي إلى الحدود مع سوريا، والسيطرة على أبرز المعابر، أدخل نصرالله الحشد في معادلة الصراع مع إسرائيل، إذ اعتبر أن وصل الحدود العراقية السورية ببعضها البعض، وتوفير هذا الخطّ الآمن، يشكّلان تحوّلاً استراتيجياً في مسار الصراع. في حينها، لوّح نصرالله بأن أي حرب قد تندلع، لن يكون الحزب وحيداً فيها، ولن تقتصر الجبهة على جنوب لبنان، إنما ستفتح جبهة من الجنوب السوري، وكذلك سيكون هناك تحرك من جهة العراق إلى شرق سوريا وصولاً إلى جنوبها، استناداً إلى مقاتلي الحشد الشعبي.

في استكمال هادئ لهذا الكلام، حصلت قبل أيام زيارة الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلي إلى الجنوب. سرّب الفيديو الذي يتوعّد فيه الخزعلي إسرائيل بعد أيام من إدانة نصرالله وإستنكاره الخطوة الاميركية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وجاء الفيديو بعد أيام من إعلان الحكومة النأي بالنفس، فمثّلت هذه الزيارة التي لم تعرف تفاصيلها بعد، خرقاً للقرار الحكومي، وخرقاً للقرارات الدولية ولا سيما 1701 و1559. لكن رسالة جولة الخزعلي الحدودية تتخطى هذه التفاصيل، لا سيما أن تسريبها يأتى مع إعلان العراق انتهاء القتال ضد تنظيم داعش. بالتالي، ما أريد قوله من الجولة هو أن دور الفصائل العراقية لم ينتهِ، وهو سيتطور ليشارك في قتال إسرائيل، وللتركيز على مواجهة إسرائيل في المرحلة المقبلة.

تفيد بعض الإشارات بأن زيارة الخزعلي هي استباقية لحصول أي تطورات في المنطقة، بعد الضغوط التي تمارس على حزب الله وإيران للانسحاب من الميادين. قدوم الخزعلي إلى لبنان بعد إعلان انتهاء قتال داعش في العراق، سيعني أن الحزب سيعود من العراق إلى لبنان. والجولة على الحدود مع فلسطين المحتلة، تعني أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على جبهة فلسطين، وربما ذلك يأتي لتمهيد الطريق أمام العودة من سوريا. ما يعني أي تطورات على الساحة السورية تفرض إنسحاب الحزب من هناك، تكون خلفيتها مبررة ومدعّمة بأن التحضير لمواجهة إسرائيل هو الغاية بعد التطورات الأخيرة التي حصلت.

ثمة سؤال كبير يطرح في الأورقة المحلية والكواليس الدولية، إذا ما حانت لحظة انسحاب حزب الله من سوريا. وهل القرار اتخذ؟ وكيف سيتم ذلك؟ حتى الآن، لا معطيات تفيد بكيفية هذا الانسحاب، ولا بالتوقيت الذي ستستغرقه هذه العملية، لا سيما أن لدى الحزب آلاف المقاتلين في سوريا، وكميات ضخمة من العتاد والأسلحة. ما يحتاج إلى ترتيبات لوجستية وسرّية لتوفير انسحابها الآمن إلى لبنان.

تشير بعض المعلومات إلى أن قرار انسحاب الحزب من سوريا وضع على نار حامية، وبدأ التداول بهذا القرار، وفي كيفية اتخاذه وتنفيذه. هناك من يحدد مهلة لذلك، ويقول إنه في بداية السنّة الجديدة ستبدأ الإجراءات اللوجستية لإعادة التموضع، تمهيداً للانسحاب على دفعات. وهذا بناء على توافق دولي كان قد بدأ في مؤتمر سوتشي الذي جمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا، حيث شددت موسكو على وجوب سحب كل المقاتلين الأجانب من سوريا، بمن فيهم حلفاء إيران. ويتزامن ذلك مع زيادة الضغط الدولي والعربي على إيران وحلفائها للانسحاب من الميادين العربية. ويشمل الاتفاق، وفق المعلومات، انسحابا المقاتلين الأجانب في التنظيمات الأخرى، لا سيما في محافظة إدلب، عبر ترتيب خروج المقاتلين المتطرفين الأجانب، والسماح لبقاء السوريين بعد القاء سلاحهم.

أولى إشارات انتهاء المعارك، بالنسبة إلى الداخل اللبناني، ستبدأ من افتتاح معبر الجوسيه رسمياً هذا الأسبوع. وهذه ستكون إشارة إلى أن حزب الله أنجز المهمة في سوريا، والمنطقة الحدودية أصبحت آمنة ما يسمح بإعادة فتح المعبر رسمياً. وهذه الخطوة ستمهّد الطريق للحزب حين يريد إعلان الانسحاب من سوريا. فيما تفيد المعلومات بأنه سيحتفظ ببعض المواقع العسكرية على الحدود بين البلدين أو في بعض القرى السورية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها