الجمعة 2017/12/01

آخر تحديث: 00:04 (بيروت)

كواليس القوات والمستقبل: اتهامات واتصالات

الجمعة 2017/12/01
كواليس القوات والمستقبل: اتهامات واتصالات
ترفض القوات الاتهامات بانقلابها على عهد الرئيس عون (ألدو أيوب)
increase حجم الخط decrease

في وقتٍ تصاعد الخلاف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، الذي برز خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من خلال بعض الاساءات إلى القوات التي وردت في بعض وسائل الاعلام، وقد وضعتها في خانة الدفاع عن النفس، تكشف مصادرها لـ"المدن"، عن اتصالات سياسية وراء الكواليس حصلت خلال الساعات الماضية، وأفضت إلى إعادة تبريد الأجواء بين الطرفين. وتؤكد المصادر أنه تم الاتفاق على متابعة التواصل في سبيل ترميم التصدّعات بين الطرفين، وأن القوات باقية في الحكومة ولن تغادرها.

ترفض القوات الاتهامات الموجهة إليها بالإنقلاب على عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون، مشددة على أن تلك المزاعم غير مستندة إلى أي وقائع سياسيّة. ورئيس القوات ​سمير جعجع​ سبق أن كرّر، في إطلالات سياسية ومواقف عدّة، تأكيده أّن ​التسوية الرئاسية​ والسياسية أمر، والتسوية الحكومية أمر آخر. بدليل ما يحصل من مشاورات سياسية في قصر بعبدا وفي لبنان، إضافة إلى المشاورات الإقليمية والدولية بشأن تعديل التسوية الحكومية بشقّها السياسي، من أجل تطوير مبدأ ​النأي بالنفس​ أو تحويله من عنوان كليشيه إلى عنوان قابل للتطبيق.

وتلفت المصادر إلى أنّ كل الوقائع والتطورات التي شهدتها المرحلة الماضية أثبتت صحّة خيار جعجع منذ اللحظة الأولى. فتلويح القوات بالاستقالة من الحكومة منذ أربعة أشهر، أي قبل نحو شهرين من زيارة جعجع المملكة العربية السعودية، كان بمثابة صرخة تحذيرية من مغبة الوصول إلى ما وصلنا إليه، نتيجة تجاوزات سيادية يمارسها حزب الله، فضلاً عن تجاوزات داخل الحكومة. فهذه إشكالية سياسية دفعت الرئيس سعد الحريري إلى تقديم استقالته.

أما بالنسبة إلى الهجوم الذي طاول القوات مباشرة بعد استقالة الحريري من الرياض، على اعتبار أنها ركّزت تلقائياً على أسباب الاستقالة من دون الأخذ في الاعتبار وضع الحريري، فتستند المصادر في ردّها إلى تصريح الحريري في المقابلة التي أجرتها معه مجلة "باري ماتش"، الخميس في 30 تشرين الثاني، والتي نفى خلالها أن يكون قد تم احتجازه في الرياض وارغامه على الاستقالة، مؤكداً أن ما حصل كان يهدف إلى خلق صدمة إيجابية للبنان. وتعتبر المصادر أنّ هذا التصريح يكفي لضحد الشائعات المغرضة، ويؤكد أن الغبار السياسي الذي يسوّق له حزب الله وفريق الثامن من آذار، يهدف إلى الهروب من لحظة الحقيقة التي وصلنا إليها، ألا وهي البحث في تجاوزات حزب الله. علماً أن التصريح ليس الأول للحريري، في هذا الاطار، بل سبق أن أكد ذلك مراراً وتكراراً.

أما على مستوى علاقة القوات والمستقبل، فهي ستعود إلى أفضل ما يرام رغم الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية، ويعمل الطرفان على معالجتها وتصحيحها، لأن العلاقة التي تجمعهما هي علاقة بين طرفين سياديين يتقاسمان الثوابت والمسلمات الوطنية نفسها ويشكلان العمود الفقري للجسم السيادي في لبنان.

أما لجهة ما يشاع عن احتمال خروج القوات من الحكومة، فتنفي المصادر هذا الموضوع، مؤكدة أنّ القوات وحدها من يقرّر الدخول والخروج من الحكومة. وتشير إلى أن الرأي العام اللبناني، قبل القواتي، يعتبر أن القوات قدّمت ممارسة استثنائية على مستوى السلطة التنفيذية، وترجمت عنوان البيان الوزاري، ألا وهو استعادة الثقة، من خلال تمسكها بالدستور والقوانين المرعية والعودة إلى المؤسسات الرقابية. فأعطت للناس أملاً بوجود مساحة اصلاحية في هذا السياق، لا شك أنها تصب لمصلحة العهد فيكون هناك ممارسة مختلفة عن السنوات السابقة، على أن يؤسس من خلالها لمرحلة سياسية جديدة.

وترى المصادر أن ما حصل اليوم يشكل انتصاراً سياسياً لمنطق القوات ومنطق الدولة أيضاً. وفي المقابل، يشكل نكسة لحزب الله، على اعتبار أن العودة إلى سياسة النأي بالنفس الفعلية، من خلال انسحابه تدريجاً من أزمات المنطقة وتلافيه التهجم على السعودية والتدخل في الشؤون العربية، هي بحد ذاتها انتصار في هذه الجولة السياسية الناتجة من الاستقالة. وتختم المصادر مؤكدة أن استقالة الحريري أتت لإعادة تصويب الأمور مجدداً والحد بشكل كبير من الدور الخارجي للحزب، في ظل ضمانات وتعهدات خارجية يُعمل عليها اليوم وسط حركة دبلوماسية ناشطة لمنع أي انزلاقات في المستقبل على هذا المستوى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها