الإثنين 2017/11/06

آخر تحديث: 15:53 (بيروت)

هذا ما فعله نصرالله في الشارع السني

الإثنين 2017/11/06
هذا ما فعله نصرالله في الشارع السني
حالةٌ من التقلّب يعيشها المزاج السنّي (Getty)
increase حجم الخط decrease

خلافاً لما كان متوقعاً، امتصّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه، الأحد في 5 تشرين الثاني، غضب الشارع السنّي، وأربكه في تعاطيه معه من جهة، ومع المملكة العربية السعوديّة من جهة أخرى.

قبل خطاب نصرالله، عاشت الطائفة السنيّة ساعاتٍ من التأهب. الكلُّ كان يتوقع تصعيداً "شيعيّاً" يردًّ به السيد على خطاب الاستقالة الذي أدلى به الرئيس سعد الحريري من السعوديّة. كان الشارع السنّي على شفير الانفجار، تخوفاً من فتنة سنيّة– شيعيّة يؤججها كلام نصرالله. لكن، مثلما جاءت استقالة الحريري مباغتة، استطاع نصرالله أن ينقل آنيّاً، محور النقاش السنّي، من "ماذا يفعل حزب الله؟" إلى "ماذا تفعل السعوديّة؟".

في الشكل، سياسة عدم التصعيد ضدّ الحريري التي اتّبعها نصرالله في خطابه، مقابل هجوم قيادات المستقبل على حزب الله لمؤازرة الحريري في مضمون بيانه، أحدثت شرخاً لدى السنّة وأفرزت كثيراً من التساؤلات والشكوك حول الدور الذي تلعبه السعوديّة. وبعيداً من نوايا حزب الله، التي دارت حولها علامات الاستفهام، بدا نصرالله في خطابه متعاطفاً مع السنّة في سؤاله عن مصير رئيس الحكومة المستقيل، وهو السؤال الذي يطرحه أبناء الطائفة أيضاً، الذين أجمعوا في معظمهم، على اعتبار الاستقالة لا تعبّر عن رغبة الحريري، وإنّما هي إملاء سعوديّ فُرض عليه.

حالةٌ من التقلّب يعيشها المزاج السنّي، جعلته يقف عاجزاً عن تحديد وجهة موقفه. والتشرذم السنّي قبل الاستقالة لا يُشبه ما بعدها. الصورة باتت وسيلة المواجهة الوحيدة. فردُّ المستقبليين على نصرالله، لنفي أن يكون الحريري في إقامة جبرية في السعوديّة، اقتصر على صورتيّن نشرهما الحريري في حسابه في تويتر. الأولى ليل الأحد تجمعه مع السفير السعودي وليد اليعقوب. والثانيّة صباح الاثنين، في 6 تشرين الثاني، أثناء زيارته الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

لكنّ، هاتيّن الصورتيّن، ورغم تأكيد الأخيرة أنّ الحريري يتحرك بشكل طبيعي في السعوديّة (ولو ظاهريّاً)، لم تُلغِ الأسئلة السنيّة، التي طرحها كذلك نصرالله، لمعرفة مصير الحريري الذي جاءت استقالته متزامنة مع حملة اعتقالات شملت أمراء من أركان الأسرة الحاكمة ووزراء حاليين وسابقين ومسؤولين ورؤساء شركات سعوديين.

ثمّة فئةٌ سنيّة، لم تقرأ في الاستقالة انتفاضةً على حزب الله فحسب. والحديث عن "تنازلات" الحريري لخصومه أستُؤنف بعد استقالته لاعتبار أنّ خروجه من الحكم بهذا الشكل لن يكون حلاً. الأسئلة بدأت تتكثّف، وتحديداً تلك التي يطرحها أهالي الموقوفين الإسلاميين، إذ استقال الحريري قبل البتّ بقانون العفو العام.

هي المرّة الأولى التي تردد فيها فئة واسعة من السنّة شعار: "مثلما لا نرضى بالوصاية الإيرانيّة لن نرضى بالوصاية السعوديّة". والسعي لإيجاد صيغةٍ تحافظ على "وحدة الطائفة السنيّة" في لبنان، والبقاء تحت سقف دار الفتوى، طرحٌ أطلقه رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي خلال لقائه مفتي الجمهوريّة الشيخ عبداللطيف دريان. وهو لم يأتِ من عبث. ووفق معلومات "المدن"، فإنّ هذا الطرح، جاء بعد إلتماس مخاوف جديّة من خروج السنّة من المعادلة السياسيّة في لبنان، وأن يُضحى بهم كما جرى في العراق وسوريا، لتبقى السلطة محصورة في أيادي حزب الله وحركة أمل والتيّار الوطني الحرّ.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها