صيدا بعد استقالة الحريري: البلد مثل الشاورما

تفاجأ أبناء مدينة صيدا، مسقط عائلة الحريري، باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، السبت في 4 تشرين الثاني. فليس هناك ما لاح بالأفق يشي باستقالته. وقد حاول ناشطون مستقبليون وفعاليات صيداوية تقصي الحقيقة من عمة الرئيس المستقيل النائب بهية الحريري فأتاهم الجواب "الست خارج السمع، وإن شاء الله خير". وهذه المرة، لم يخرج صيداويون إلى الشارع مرددين عبارتهم الشهيرة "قومي يا صيدا قومي سرقوا منا الحكومي"، كما فعلوا يوم أطيح بحكومة الحريري، في العام 2011.

بعد ساعات من إعلان الاستقالة استوعب مستقبليو صيدا ومؤيدو الحريري الخبر. وهم غردوا واصفين الخطوة تارة بـ"ضربة معلم" وطوراً "الزلمي معه حق. لقد ضاق ذرعاً بممارسات الهيمنة والسيطرة. حزب إيران وحده المسؤول عما ستؤول إليه الأوضاع اللبنانية".

الاستقالة ستشد من عضد المستقبليين، الذي تراخى أخيراً، وبدا واضحاً في حفل اضاءة شعلة ميلاد الرئيس الراحل رفيق الحريري قبل أيام. وسيسعى تيار المستقبل إلى استثمار الاستقالة لإعادة الالتفاف حول الحريري الذي انتقل سريعاً من موقع "المفرط بحقوق السنة، والمقدم للتنازل تلو الآخر" إلى "رجل القرار وحامي الحقوق"، في نظر مستقبليي صيدا.

عند ساحة النجمة وسط المدينة، حيث يتجمع سائقو سيارات الأجرة، راح سائق تاكسي ينادي على زبائنه "واحد ع السعودية، واحد ع الرياض". سُئل ما القصة؟ فقال: "الله يطعمك الحجة والناس راجعة. الحريري استقال". هذا السائق واضح ميله إلى معارضي الحريري. صاحب محل لبيع ساندويشات الشاورما قال: "البلد كله ع كف عفريت ومتل الشاورما". لكن، من يتحمل المسؤولية؟ يجيب: "الحق على الطليان، أو بمعنى أدق الحق على السعودية وإيران".

ادانة إعلان الحريري استقالته من السعودية بدلاً من لبنان، وفق معارضين، قابلها رد من ناشطي المستقبل: "خذونا بحلمكم، يا محور الممانعة. من بيته من زجاج الارتهان لا يرشق الناس بالحجارة".

وفي شرق صيدا، التزم معظم أبناء القرى بعبارة "أعان الله فخامة الرئيس. لا يريدون لعهده النجاح".