الأربعاء 2017/11/29

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

هكذا صار حزب الله خطراً الكترونياً على إسرائيل

الأربعاء 2017/11/29
هكذا صار حزب الله خطراً الكترونياً على إسرائيل
حزب الله يستفيد من الخبرات الروسية والإيرانية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

جاء اعتراف رئيس الوحدة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الحماية الالكترونية الجنرال ناداف بادان، في قمة رويترز للأمن الالكتروني في 2 تشرين الثاني 2017، بتحسن قدرات إيران في اختراق الشبكات الالكترونية، بمساعدة أطراف مثل حزب الله، ليفتح بعداً جديداً للصراع يتمحور حول القدرات السيبرانية والضرر الذي سيُلحق بإسرائيل.

تسود قناعة اليوم في إسرائيل أن الهجوم الالكتروني الذي قد يستهدف البنية التحتية المدنية الإسرائيلية سيكون أكثر ضرراً من هجوم حزب الله الصاروخي. وقد عبر عن ذلك مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي مطلع العام 2017، لموقع تايمز أوف إسرائيل، بقوله إن "حزب الله قد يعطل البنية التحتية الإسرائيلية باستخدام الهجمات السيبرانية. وهذا يعتبر أشد تأثيراً من استخدام الصواريخ لمهاجمة محطة توليد الخضيرة"، مشيراً إلى محطة كهرباء أوروت رابين التي تعمل بالفحم وتقع في المدينة الساحلية.

وقد نشر قسم البحوث في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أواخر العام 2016، تقريراً أعده ديما أدامسكي، الباحث في كلية الأمن القومي في الجيش الإسرائيلي، يتناول الدروس النظرية والعملية والفنية التي يستقيها حزب الله من الروس، وقد تطبق في حربه المقبلة مع إسرائيل، ويركز على النفوذ الروسي في ما يتعلق بالمعلومات السيبرانية والحرب الالكترونية واستخدام القوات الخاصة في مزيج من القدرات، التي يمكن أن تؤثر على توازن الردع بين إسرائيل وحزب الله. ما قد يؤدي إلى تقويض قدرات الجيش الإسرائيلي في المجال الكهرومغناطيسي، من خلال الممارسات الفنية والتشغيلية المستفادة من مدارس خبراء الحرب الالكترونية الروسية. ويعتبر التقرير أنه حتى لو تمكن حزب الله من دخول شبكة القيادة والتحكم الرقمي للجيش الإسرائيلي، على نحو محدود، فذلك سيؤثر على قدرات المناورة الإسرائيلية، ويمكن أن يمثل "واقعاً جديداً" لمخططي الحرب الإسرائيليين ويشوش على العمليات.

لم يمنع حزب الله الوحدات الإسرائيلية من التشويش على شبكاته جنوب نهر الليطاني في حرب تموز 2006 فحسب، بل أفادت التقارير بأن لديه معدات للتشويش على الرادار الإسرائيلي وأنظمة الاتصالات. وأثناء القتال في بلدة القصير السورية في العام 2013، أظهر الحزب مرة أخرى ميله إلى أمن العمليات من خلال وضع نظام معقد يسمح لمقاتليه بالتحدث بحرية عبر الاتصالات اللاسلكية المفتوحة من دون أن يكونوا قلقين بشأن المحادثات التي يتم اعتراضها.

لكن، حزب الله لا يستفيد من قدرات الروس السيبرانية فحسب، فالإيرانيون أصبحوا لاعباً مهماً على الصعيد الدولي في هذا المجال. ووفق وثائق استخباراتية نشرها إدوارد سنودن في العام 2013، فإن إيران تزيد من رقابتها على حكومة الولايات المتحدة. إحدى هذه الوثائق، التي كتبها الجنرال كيث ألكسندر، المدير السابق لوكالة الأمن القومي، تصف التهديد الإيراني الالكتروني بأنه خطير بما يكفي على الولايات المتحدة لطلب مساعدة بريطانيا في احتواء الضرر من "اكتشافها أدوات استغلال شبكة الكمبيوتر". وفي وثيقة أخرى تسربت من سنودن، ذكرت وكالة الأمن القومي الأميركي أن إيران "أظهرت قدرة واضحة على التعلم من قدرات وأفعال الآخرين، بما في ذلك الهجمات الغربية ضد القطاع النووي الإيراني".

ينبع التطور السريع لإيران في قدراتها السيبرانية من فيروس ستوكسنيت الذي طورته الولايات المتحدة وإسرائيل في العام 2007 لتخريب برنامج الأسلحة النووية الإيرانية. ومنذ ذلك الحين، استثمرت إيران بكثافة في تطوير قدراتها السيبرانية. وفي أواخر العام 2011، انفقت ما لا يقل عن مليار دولار في مجال التكنولوجيا الحاسوبية والبنية التحتية. وفي آذار 2012، زعم الحرس الثوري الإيراني أنه جند نحو 120 ألف شخص لمكافحة حرب الكترونية ناعمة ضد إيران. وقد استفاد حزب الله من ذلك.

التحذيرات الإسرائيلية من قدرات الحزب السيبرانية يؤكدها إيان بريمر، رئيس شركة الاستشارات العالمية في مجموعة أوراسيا، بقوله: "في غضون 10 سنوات، ستكون القدرات الإلكترونية الإيرانية أكثر إثارة للقلق من برنامجها النووي". وقد لفت النشاط السيبراني لحزب الله انتباه الولايات المتحدة في أوائل العام 2008. وكان أكبر دليل على ذلك الحملة التي نظمها حزب الله ضد الشركات الإسرائيلية في العام 2012. ومن المؤشرات على نقل الخبرات الإيرانية إلى حلفائها في المنطقة هو الجيش الالكتروني السوري، الذي كان ناجحاً جداً في مهاجمة وسائل إعلام مثل واشنطن بوست، شيكاغو تريبيون، فايننشال تايمز، فوربس وغيرها. كما أنه اخترق برامج شركات مثل مايكروسوفت وفيراري، وحتى البرنامج الإنساني لليونيسف.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها