الثلاثاء 2017/11/28

آخر تحديث: 06:14 (بيروت)

هكذا ترى إسرائيل لبنان: مملكة وإدمان

الثلاثاء 2017/11/28
هكذا ترى إسرائيل لبنان: مملكة وإدمان
يرى الإسرائيليون أن لبنان في ذكرى استقلاله الـ74 تحول إلى مملكة الكراهية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تحت عنوان "ما هو الخطأ الذي حدث في البلاد التي كانت تُعتبر سويسرا الشرق الأوسط"، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تحليلاً يعكس النظرة الإسرائيلية لاستقلال لبنان، والأسباب التي أدت إلى الترهل الذي نعيشه حالياً.

تصف الصحيفة لبنان في ذكرى استقلاله الـ74 بأنه تحول من أرض الجمال والثروة إلى مملكة الكراهية والغدر والخداع. فمشاكل لبنان بدأت في العام 1941، عندما اشتبك الفاشيون الفرنسيون في لبنان مع القوات البريطانية والقوات الفرنسية الحرة، (وأيضاً عشرات من مقاتلي الهاجاناه، بمن فيهم موشيه دايان، الذي فقد عينه بعد ذلك في معركة جنوب صور).

هكذا، ظهر لبنان كحلبة لحروب الشعوب الأخرى. وهو دور سيلعبه، وفق الصحيفة، بشكل متقطع حتى يومنا هذا، مستهزئاً بأمل مؤسسيه في جعله سويسرا الشرق الأوسط، ومن دون الاستفادة من التراث التجاري الذي يعود إلى الفينيقيين القدماء، والأرض التي تُعتبر واحة إقليمية، جسدياً وسياسياً، يملؤها التسامح والازدهار في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة والغاضبة.

مر لبنان، وفق الصحيفة، بتجربة مُرة أخرى في العام 1958، عندما اشتبك جمال عبدالناصر ودوايت أيزنهاور في لبنان، حيث طالب عبدالناصر بيروت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع القوى الغربية. ما جعل قادتها يدعون إلى الغزو الأميركي لبيروت. مع ذلك، عاد لبنان إلى عاصفة الحياة. وفي الستينيات كانت بيروت موطناً لـ100 مصرف أجنبي معظمها تقدم للمودعين المشبوهين السرية الكاملة والحد الأدنى من الضرائب والقيود المفروضة على العملة. وقد ارتفعت مشتريات السيارات أكثر من عشرة أضعاف بين عامي 1950 و1965. وكان السياح يزدحمون في منتجعات التزلج على الجليد الموجودة في غابات الأرز، كما كان نصيب الفرد من الدخل أعلى من المملكة العربية السعودية، ناهيك بمئات المطاعم الساحلية بمواصفات دولية والفنادق الجديدة. كل ذلك ما كان يمكن تصوره في أماكن أخرى في العالم العربي.

لكن، هذا المشهد الجميل لم يدم طويلاً بسبب استخدام ياسر عرفات لبنان لتنفيذ هجماته على إسرائيل. ثم قيام سوريا، التي تعتبر لبنان جزءاً من سوريا الكبرى، بتغذية الحرب بين المسلمين والمسيحيين، قبل غزو البلاد واحتلالها لمدة 29 عاماً. وقد ترافق ذلك مع إرسال أرييل شارون الجيش الإسرائيلي لمطاردة عرفات على طول الطريق إلى بيروت. كما أن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت، وفق الصحيفة، من أسباب زوال الحلم. إذ قامت طهران بتدريب الفقراء في الجنوب الشيعي، وسرعان ما تحولوا إلى دولة راديكالية داخل الدولة.

شهدت نهاية الحرب الأهلية استعادة بعض الروح العالمية السابقة في لبنان. لكن، جزيرة التسامح يبدو أنها، وفق الصحيفة، قد اختفت. فبعدما انسحبت سوريا وإسرائيل، دخلت إيران والسعودية للتنافس على النفوذ. وبعدما عاد إلى حد ما السلام بين المسيحيين والمسلمين، وجدت بيروت نفسها على خط الصدع السني- الشيعي. واللافت، وفق الصحيفة، أنه في الوقت الذي استعد فيه قادة لبنان هذا العام للاحتفال بالاستقلال، استطاع رئيس الحكومة سعد الحريري الافلات من الوحشية السعودية، للعودة إلى التعدي الإيراني، بعدما قامت فرنسا نفسها التي احتلت لبنان تاريخياً، والتي يحتفل اللبنانيون بالاستقلال عنها، بمساعدته على العودة إلى بيروت.

فقدان الانتماء اللبناني وغياب الوحدة الوطنية والطائفية المقيتة كانت ولا تزال عوامل ينظر إليها أعداء لبنان على أنها نقاط ضعف كبيرة. ووفق الصحيفة، كان من الممكن أن يتجنب لبنان النظام الضيق الذي يتم بموجبه تخصيص برلمانه ومناصبه الرئيسية وفقاً للانتماء الديني. لكن، بلاد الأرز اختارت أن تكون مدمنة على عقلية إقطاعية تحل القبائل فيها محل الدولة. وهذا هو السبب في أن لبنان بدلاً من أن يصبح نقيض جيرانه، بقي نموذجاً مصغراً ومحركاً وميداناً لمعركة الشرق الأوسط الطائفي واليائس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها