السبت 2017/11/25

آخر تحديث: 13:31 (بيروت)

لماذا يتواصل زياد عيتاني مع العدو؟

السبت 2017/11/25
لماذا يتواصل زياد عيتاني مع العدو؟
تواصل عيتاني مع عائلته من مقّر توقيفه
increase حجم الخط decrease

شكل توقيف الممثل والمسرحي زياد عيتاني صدمة في الأوساط اللبنانية كافة. أوقف عيتاني بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، إذ تقول المعلومات الأمنية إن امرأة سويدية كان على اتصال بها منذ العام 2014، أوقعت به. وقد أوقف يوم الخميس، 23 تشرين الثاني، أثناء عودته من تدريبات مسرحية، واقتيد إلى منزله في فرن الشباك، للتفتيش، وأحيل إلى التحقيق لدى جهاز أمن الدولة. ومنذ شيوع الخبر، ينقسم الرأي العام اللبناني، بين مستغرب ومستبعد.. ومصدّق.

أسئلة كثيرة تطرح على خلفية القضية، أو الاتهام، عن السبب الذي يدفع عيتاني إلى التعامل مع العدو؟ يثير الشارع اللبناني أسئلة لا تنضب، بعضها للإشارة إلى أن الخبر غير منطقي وغير ممكن، والبعض الآخر يتبنى الرواية، لأن لا دخان بلا نار. ومن بين الأسئلة المشككة، ثمة من يشير إلى المبلغ المالي الذي كان عيتاني يتقاضاه شهرياً، والذي يتفاوت بين 500 و1000 دولار، وهو مبلغ زهيد نسبياً، أمام جرم العمالة.

يستمر التحقيق مع عيتاني لدى مديرية أمن الدولة. وتشير المصادر الأمنية إلى أنه اعترف بما نُسب إليه من تهم، على رأسها التواصل مع كوليت فيانفي، التي علم فيما بعد أنها ضابطة في الاستخبارات الإسرائيلية، وتحمل جواز سفر سويدي. وتقول المصادر الأمنية إن عيتاني خضع للرصد والمراقبة منذ أكثر من أربعة أشهر، وحين زار مدينة اسطنبول أخيراً، كان هناك من يرصد تحركاته، وتم تثبيت حصول اللقاء مع الضابطة الإسرائيلية، التي كانت تنوي زيارة لبنان لتلتقيه أيضاً، لكن القبض عليه أجّل حضورها.

حتى الآن، لا تثبت المصادر أن عيتاني اعترف بتخطيطه لتنفيذ عمليات اغتيال، إنما هو أقر بالتواصل مع الضابطة الإسرائيلية، لأجل تقديم معلومات عن شخصيات سياسية، وعن تقديراته للوضع السياسي في لبنان، ومتابعتها وموافاتها بالتفاصيل اللبنانية، بالإضافة إلى إرسال معلومات عن أماكن سكن بعض الشخصيات السياسية. وهي كانت سألته إذا ما كانت لديه علاقات سياسية، فأجاب بأنه على علاقة بأحد مستشاري وزير الداخلية نهاد المشنوق، وعلى علاقة بنجل الوزير السابق عبدالرحيم مراد. وتعتبر المصادر أن بروز هذين الإسمين هو ما دفع البعض إلى الاعتقاد بالتحضير لعمليات اغتيالهما، من دون أن يتم تثبيت ذلك.

كذلك، وفق المصادر، طلبت الضابطة الإسرائيلية من عيتاني أن يوسع علاقاته السياسية. وقد وعدته بتمويل نواة حركة سياسية ترتكز على مفاهيم السلام واللاعنف، على طريق التمهيد للتطبيع مع إسرائيل، بغلاف التسويق لحلّ الدولتين، والتسليم بوجود إسرائيل. وتفصح المصادر أن الاتصال بينهما كان يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بالأمس تواصل عيتاني مع عائلته من مقّر توقيفه، وطلب احضار حاجياته من ثياب وغيره، بما يكفي لمدة عشرة أيام. وهو كان قد أوصل رسالة إلى بعض من سأل عنه، بأنه سيخرج بعد عشرة أيام، ولا داعي للقلق. وكان ذلك قبل إصدار مديرية أمن الدولة بيانها الذي أكدت فيه اعتراف عيتاني بما وجّه إليه.

لا شك أن مسألة كهذه لا تعدّ تفصيلاً عابراً، إذ إنه في الفترة الأخيرة، عملت الأجهزة الأمنية على تفكيك العديد من شبكات التواصل مع العدو والتجسس لمصلحته. ما يعني أن هناك نشاطاً استخبارياً للعدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وفيما تؤكد المعلومات أن عيتاني متورط إلى حدّ ما بالتواصل مع الضابطة الإسرائيلية، ثمة مَن يقلل من شأن هذا التواصل، وهناك من يتحفّظ على ذلك ويرفضه، حتى ولو اقتصر على تواصل وبدون تكليفه بمهمات. لأنه لو لم تُوكل إلى عيتاني مهمات حالياً، فبالتأكيد عملية الاستدراج ستستمر ليصبح أسيراً لدى الإسرائيلين، وغير قادر إلا على تنفيذ ما يريدونه.

لكن السؤال الأساسي الذي يُطرح، هو لماذا قد يتورط شخص كعيتاني في مسألة كهذه؟ لا أحد يستطيع الإجابة سوى عيتاني نفسه. فيما هناك من يعتبر أن عيتاني قد يكون استدرج بطريقة سيئة ووقع في الفخ من قبل هذه المرأة التي يقال إنها جملية، وهي التي بدأت التواصل معه. وهناك من يذهب ليعتبر أنها استدرجت عيتاني إلى علاقة عاطفية أو جنسية عبر الاتصال المصور. وقد تكون سجّلت مكالمات معه، وابتزّته بها. وهو ما دفعه إلى الرضوخ إلى طلباتها واستمرار التواصل معها وتلبية ما تريده. مَن يطرح هذه الفرضية، يشير إلى أنه قبل فترة، تعرض عدد من الشبان لعمليّات ابتزاز منظمة، تسلّحت بتسجيلات. في المقابل، هناك من لا يزال غير مصدّق ما حصل، وينتظر تطورات في التحقيق والقضاء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها