الخميس 2017/11/23

آخر تحديث: 00:28 (بيروت)

حزب الله لـ"المدن": مستعدون لتقديم ضمانات للحريري

الخميس 2017/11/23
حزب الله لـ"المدن": مستعدون لتقديم ضمانات للحريري
يعتبر حزب الله أن مفاعيل استقالة الحريري قد انتهت (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
تعادل فرحة حزب الله بعودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان وتراجعه عن الاستقالة، فرحة تحرير الجنوب. يضيف حزب الله إلى سجّله انتصاراً جديداً داخلياً بأبعاد إقليمية ودولية. وأثبت أنه القادر على التحكم في مفاصل التطورات الداخلية، بمعزل عما يتعرض له من عقوبات في الخارج. ليس المجال هنا لنقاش أبعاد الخطوة، أو التصعيد الإقليمي الذي فرض على الحزب تغييراً في خطابه وموقفه واستعداده لتقديم تنازلات، على غرار إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الحزب لا يتدخل في اليمن. في الشكل، يتخطى النقاش بالنسبة إلى حزب الله كل هذه المواضيع الشائكة والتي مازال أمامها طريق طويل قبل الوصول إلى التسوية. ما يهمّ الحزب الآن، هو التأكيد أنه أفشل المخطط السعودي، واستطاع استعادة الحريري إلى كنف التسوية، أي إلى كنفه.

يشير حزب الله إلى صوابية رأيه وتدبيره منذ اللحظة الأولى لتقديم الحريري الاستقالة. ويعتبر أنه منذ اللحظة الأولى، أصاب التقدير في أن الحريري كان مجبراً على ذلك، ولم يكن يريدها. وما يؤكد ذلك تراجعه عنها، في ظل مساع دولية وإقليمية. ويعتبر الحزب أن ما جرى هو خطوة إيجابية جداً، على صعيد مسيرته السياسية، وهو يتخذها مناسبة ليجدد القول إن مساعيه تصب لمصلحة لبنان، كما سيستخدم هذه التطورات لتبرير مواقفه السابقة، وتبرير تدخله في معارك خارج الحدود، بذريعة أنه يهدف إلى حماية لبنان وأهله وأراضيه.

يهزأ حزب الله من الطروحات والمعادلات التي تطرح مسألة السلاح وتسليمه. ويعتبر أن هذا السلاح يؤكد مجدداً أهمية التمسك به، لحماية لبنان ورئيس حكومته حتى، معتبراً أن السلاح غير مطروح على طاولة المفاوضات، وغير قابل لأي مساومة. ويقول قيادي في الحزب: "لم يعتد حزب الله يوماً على مقايضة ملفّ بملف آخر. والأزمة الأخيرة خير دليل على هذا الكلام". ويتوجه الحزب إلى السعودية بالقول إن "الأزمة الحالية ونتائجها، يجب أن تفرض على السعوديين وقف المكابرة، والإقلاع عن التعامل مع الأزمة بتفرد". وذلك يشير إلى عدم فهم السعودية تركيبة الساحة اللبنانية وخصوصيتها. وهذا ما أدى إلى كوارث في إدارة الملف اللبناني.

يرى حزب الله أن خطوة الحريري في التراجع عن الاستقالة، منسقة مع السعودية، ولا مجال للحديث عن أي كلام آخر. فلا يمكن للحريري أن لا ينسق هكذا خطوة مع الرياض، وقد استند الحريري في موقفه هذا إلى مساعدة من دول عديدة ساهمت في إنزال السعودية عن الشجرة التي تسلّقتها بدون دراسة العواقب، وبدون وجود خطّة واضحة المعالم. ويقول القيادي في الحزب: "أدوات السعودية في لبنان غير متاحة، وهي لها نفوذ في لبنان يجب الاعتراف به، ولكن ما نريده هو التعاطي مع الساحة اللبنانية بحكمة ودراية وعدم تفجير الصراعات داخل لبنان، لأنها لن تحقق أي نتيجة".

يستمر حزب الله في طروحاته الثابتة، ويؤكد وجوب فصل لبنان عن الملف الدولي والإقليمي، واستمرار مفاعيل التسوية. أي إبعاد لبنان على الصراع الإقليمي، وعدم إدخاله في خضّمه. مع الإشارة إلى أن هذا لا يعني أن الحرب بين السعودية وحزب الله ستنتهي، بل هي مستمرة في الإقليم، وتتخذ أشكالاً عدة دبلوماسية، عسكرية ومالية. ولكن الحزب يحرص على عدم انسحاب هذه المعركة إلى الداخل اللبناني. وهو ما نجح مجدداً في تفاديه، من خلال خطوة الحريري التراجعية.

وفي توصيف الحزب معنى تريث الحريري في استقالته، يعتبر القيادي أن الاستقالة لم تعد موجودة، وفي امكان الحكومة العودة إلى العمل وعقد الجلسات. ولكن استخدام العبارة، يهدف إلى فسح المجال أمام مزيد من المشاورات، ما يعني انتهاء مفاعيل الخطاب السعودي، أو بيان استقالة الحريري من الرياض. ويعتبر الحزب أن الحريري يريد بعض الضمانات، وملاقاته في منتصف الطريق، و"نحن لسنا بعيدين عن الرئيس نبيه بري، الذي يريد اعطاء الحريري ضمانات تتعلق بالنأي بالنفس، ونحن مستعدون لتقديم ذلك".

ولكن ما هي هذه الضمانات؟ حتى الآن يتكتم الحزب على ذكرها، معتبراً أنه يريد انتظار الطروحات لأجل الردّ عليها، ولكن يعطي كلام نصرالله عن اليمن مثالاً. فنصرالله أعلن أن ليس لديه أي علاقة في ما يجري في اليمن، بالإضافة إلى الإشارة إلى امكانية الانسحاب من العراق بعد انتهاء داعش. عليه، فإن الضمانات التي يريد الحريري الحصول عليها، قد تكون مشابهة لهذه المواقف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها