الجمعة 2017/11/17

آخر تحديث: 00:46 (بيروت)

هذا ما ستفعله السعودية

الجمعة 2017/11/17
هذا ما ستفعله السعودية
ستسعى الرياض لتوجيه ضربات ضد حزب الله؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

نجحت فرنسا في العودة إلى المسرح الإقليمي، وأكدت مجدداً أنها قادرة على التأثير في الملف اللبناني. ولكن، هناك من يعتبر أن ما تطمح إليه باريس هو أكبر من مجرّد لعب دور على الساحة اللبنانية، وهي تريد تطوير ذلك لتحقيقها اختراقات في ساحات أخرى، بعد انكفائها عن الميدان السوري. ربما تنطلق باريس من جزئية المخرج الذي حققته في استقبال الرئيس سعد الحريري على أراضيها، لما هو أوسع من ذلك، ويتّصل بالشروع في تنظيم حوار إيراني سعودي عبرها. ولعلها تبدأ هذه المفاوضات بطريقة غير مباشرة بين الطرفين، وإذا ما جرى تحقيق تقدّم، يمكن أن يتطور المسعى إلى حوار مباشر. وفي هذا السياق تفيد مصادر متابعة بوصول مسؤول شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا إلى لبنان، حاملاً رسالة تطمينية بأن فرنسا إلى جانب لبنان، على أن يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون وعدداً من المسؤولين. فيما تلفت مصادر إلى أن الرسالة التي يحملها قد تكون مهمّة.

تعمل فرنسا على نزع فتيل التوتر. وهي كان لديها موقف لافت قبل فترة، يناقض توجه الإدارة الأميركية التي تريد إلغاء الإتفاق النووي مع إيران، فيما تؤيّد باريس ضرورة التمسك به. وهذه ورقة ستستثمر فيها باريس مع طهران، أما مع السعودية فستستثمر في إمكانية إنتزاع تنازل من إيران في اليمن. بالتالي، تخفيف التصعيد في المنطقة والدخول في حوار جدّي. ولكن، يبقى السؤال الأساسي إذا ما كانت إيران مستعدة للتنازل في هذا المجال.

وفيما تراجعت اللهجة التصعيدية للبنان ضد السعودية بعد تقدم المبادرة الفرنسية، فإن السؤال الأساسي هو ما الذي ستفعله السعودية، وهل ستستمر في التصعيد، وكيف؟

تشير المعلومات إلى أن السعودية وبعض الدول الخليجية، تعد ملفات موثقة عن تورط حزب الله في عدد من الدول العربية. وتثبت علاقته بإطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض. وتلفت المصادر إلى أن السعودية تريد التصعيد ضد لبنان، إذا لم يتخذ موقفاً صريحاً من هذه التصرفات، ويعمل على إدانتها بشكل مباشر وبدون ابتكار أي صيغة تورية.

هذا الجو التصعيدي لا يمكن فصله عن الموقف الواضح الذي أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إذ قال: "إذا استمر حزب الله على هذه السياسة والنهج، فهذا الأمر سيجعل لبنان يستمر بعدم الاستقرار ويجعل الوضع خطيراً". وإذ سأل ما دخل المقاومة بالمحاربة في سوريا واليمن؟ لفت إلى أن "هناك تشاوراً جارياً لمحاولة الخروج بخطوات تعيد للبنان سيادته وتقلص العمل السلبي الذي يقوم به حزب الله"، معتبراً أن حزب الله إرهابي من الطراز الأول، ويجب العمل على نزع سلاحه ليضمن لبنان استقراره".

في كلام الجبير مؤشر واضح للسقف السعودي المرفوع، وهو يؤكد أن المسألة لم تعد محصورة بعودة الرئيس سعد الحريري أم لا، أو بتشكيل حكومة أم لا. وبمعزل عن تشكيل حكومة فإن السعودية ماضية في اتخاذ إجراءات بحث حزب الله، من خارج السياق الرسمي اللبناني بعد سقوط حكومة الحريري، وفي حال تشكّلت حكومة أخرى ضمّت حزب الله، فيعني أن لبنان برمّته سيكون معرّضاً لإجراءات عقابية.

سيكون اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب مفصلياً بالنسبة إلى العلاقات السعودية اللبنانية. وإذا لم يلتزم لبنان بالاجماع العربي، وإذا لم يلتزم بمطالبة السعودية بالضغط على حزب الله لضرورة الانسحاب من الدول التي يقاتل فيها، فهذا يعني أن السعودية قد تصعّد، لتذهب نحو مقاطعة لبنان على أكثر من صعيد. وهناك من يعتبر أن الإجراءات لن تقف عند هذا الحدّ، وسط غضب سعودي كبير على حزب الله. وبعد تمريرها قراراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يطالب بضرورة إخراج حلفاء إيران من سوريا، فإن السعودية ستحاول الضغط على التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لتوجيه ضربات عسكرية ضد حزب الله. صحيح أن هذا الكلام لا يبدو واقعياً، لكن يجري تداوله إلى حدّ بعيد في الأوساط السعودية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها