الأربعاء 2017/11/15

آخر تحديث: 11:21 (بيروت)

لماذا يسلم فلسطينيون أنفسهم في عين الحلوة؟

الأربعاء 2017/11/15
لماذا يسلم فلسطينيون أنفسهم في عين الحلوة؟
المخاطر الأمنية التي كانت تتهدد المخيم انتفت مبرراتها (خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease

ليس مهماً إذا كانت القوى الأمنية اللبنانية هي من أوقفت فلسطينيين مطلوبين أو أن هؤلاء قاموا بتسليم أنفسهم طوعاً. فما وجب التوقف عنده هو ارتباط بعضهم بعلاقة قربى وثيقة بمسؤولين أصوليين متشددين أرقوا أمن مخيم عين الحلوة. وهذا ما يطرح تساؤلات عدة، لجهة التوقيت والغاية من وراء هذا التسليم أو التوقيفات.

توقيف كمال بدر، شقيق بلال بدر، ويحيى ياسين ابن عماد ياسين، الذي ألقى الجيش اللبناني في أيلول 2016 القبض عليه في عملية أمنية دقيقة بصفته أمير داعش في عين الحلوة، كما قيل، وتوقيف ابن شقيقة المتشدد الأصولي هيثم الشعبي. الانتماء العائلي لهؤلاء، دفع إلى الافتراض أنهم رؤوس دسمة في لائحة المطلوبين إلى السلطات الأمنية. والبعض ذهب في اعتقاده أن تسليم هؤلاء ربما هو مقدمة لتسليم قادتهم.

غير أن مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع قللت، لـ"المدن"، من أهمية دور من سلموا أنفسهم، قائلة إن "ملفاتهم مش حرزانة وغير متهمين بملفات ارهابية خطيرة". وتروي المصادر: "منذ أكثر من شهر ونحن نحاول أن نقنع كمال بضرورة تسليم نفسه. ونعتقد أن ملفه الأمني غير خطر، وهو ليس ارهابياً ولا متهم بتنفيذ اغتيالات، بل تهمته اطلاق نار والمشاركة في اشتباكات والانتماء إلى مجموعات ارهابية".

تضيف المصادر: "كمال كان منتمياً إلى جبهة التحرير الفلسطينية (مثل شقيقه بلال) ويقيم في منزل مع شقيقه، وطبيعي أن يدافع عنه وعن منزلهما". أما ابن عماد ياسين فـ"يعتبره سكان المخيم ولداً. ولا نعتقد أن هذا الولد خرب بلداً". مع ذلك، "لا ندري إذا كان التحقيق سيثبت تورطهم بأعمال ارهابية". وتشير المصادر إلى أن "ابن حجير (أحد المطلوبين) قد يسلم نفسه أيضاً". لكنها لا تتوقع قيام من تصفهم بـ"أصحاب الملفات الدسمة والخطيرة بتسليم أنفسهم، بل هم سيحاولون ربط مسألتهم بتسويات قد تجري لاحقاً أو هكذا يظنون". ومن دون أن تفصح عن اسمه، تقول المصادر إنها حاولت اقناع "مطلوب مهم بتسليم نفسه، لكنه متردد والفكرة غير ناضجة عنده".

فلسطينيو عين الحلوة يؤكدون أن عملية تسليم مطلوبين من أصحاب الملفات غير الخطرة لأنفسهم ستتوالى فصولاً لتنظيف سجلاتهم الأمنية. اذ يطلب متهمون من قيادات فلسطينية استيضاح الجهات الأمنية اللبنانية عن تهمهم "كي يبنوا على الشيء مقتضاه".

في ما مضى ضغطت قوى أمنية لبنانية على مسؤولين فلسطينيين من أجل تسليمها مطلوبين، خصوصاً متهمين لبنانيين بأعمال ارهابية. وقد برز في حينها اسما شادي المولوي والفنان المعتزل فضل شاكر. لكن، اليوم "شادي ضاع واختفى بعدما غادر المخيم، وأبو خطاب المصري سبقه في الفرار. وشاكر تجري محاكمته غيابياً، وهو علق أخيراً بإيجابية على الأحكام التي صدرت بحقه، مؤكداً أن العدالة ستنصفه". ويكشف مسؤول فلسطيني لـ"المدن" أن "شقيقاً للفنان شاكر قد يسلم نفسه قريباً".

مخاطر أمنية كبيرة كانت تتهدد المخيم انتفت مبرراتها. هكذا، يشعر سكان عين الحلوة، معتبرين أن من يسلمون أنفسهم اليوم، التقطوا فرصة أن "الارهاب قد انتكس وأن غطاءات كانت توفر لمتشددين داخل المخيم قبل معارك الجرود قد ذهبت أدراجها والشاطر من يحمي نفسه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها