الأحد 2017/11/12

آخر تحديث: 00:14 (بيروت)

هل تتآمر القوات على المستقبل؟

الأحد 2017/11/12
هل تتآمر القوات على المستقبل؟
القواتيون يرفضون اتّهامهم بالوقوف وراء خطة الاستقالة (ألدو أيوب)
increase حجم الخط decrease

لا تزال استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة ومصيره المجهول الشغل الشاغل لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تنفك تطلق التخمينات والتحليلات والاستنتاجات المتناقضة للأسباب التي تقف وراء هذه الخطوة غير المتوقّعة، ناسبةً إياها إلى مصادر وأوساط مطّلعة. وآخر المعلومات المتداولة تتحدّث عن قلق يساور تيار المستقبل من دور تلعبه القوات اللبنانية في المؤامرة على الحريري. فهل وصلت الأمور بين الحلفاء إلى حدّ "الانتقام"؟

لطالما كانت القوات من المعترضين على الحكومة، حتى أنها لوّحت مراراً بالاستقالة على خلفية ما وصفته "تلازم الحكومة مع مواقف حزب الله وخروجها عن سياسة النأي بالنفس"، محذّرة "من تداعيات النهج المعتمد". بالتالي، اعتبرت القوات أنّ استقالة الحريري هي نتيجة طبيعية لخروج الحكومة عن المرتكزات الأساسية التي قامت على أساسها.

إلا أن القواتيين يرفضون اتّهامهم بالوقوف وراء خطة الاستقالة، والدعوة إلى خوض معركة سياسية من دون التوقّف عند مصير الحريري. هذه الاتهامات تأتي في سياق محاولات التضليل والكذب والافتراء، وفق رئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور، الذي يقول لـ"المدن"، إنّ القوات والمستقبل دخلا معاً هذه الحكومة على قاعدة توازن سيادي، ويخرجان منها معاً، في حال اهتزّ هذا التفاهم السياديّ بينهما.

هل يكون المستقبل اليوم أقرب إلى حزب الله من القوات؟ وهل بات الحزب يدافع عن المستقبل في وجه السعودية؟

ينفي عضو كتلة القوات النائب جوزف المعلوف هذه الادّعاءات، موضحاً لـ"المدن" أن أقوى تحالف تجاه إعادة بناء الدولة والمحافظة على ثوابت ثورة الأرز يكمن في التحالف الأساسي بين القوات والمستقبل. فالمستقبل لا يستطيع أن يقوم بمواجهة سيادية من دون شريك مسيحي قوي. والقوات تدرك أنها تحتاج إلى شريك سني قوي لخوض مواجهة سيادية قوية. ويشدد المعلوف على أن "تراكم الأمور على الشيخ سعد هو ما دفع به إلى الاستقالة"، لافتاً إلى أنه مهما تم الاصطياد بالماء العكر، فإن هذه العلاقة ثابتة أكثر من أي علاقة في البلد. فنوايا مروّجي هذه الافتراءات معروفة، ولكنها لن تؤدي إلى مكان.

هذا الكلام يؤكده القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ"المدن"، نافياً ما سمّاه "الأخبار الصفراء التي تشنّ جزءاً من الحرب النفسية الممارسة ضد قوى 14 آذار وجميع القوى المعادية لحزب الله. ويعتبر أنها محاولة لضرب أي تحرّك جدّي في اتجاه المواجهة مع الحزب، إضافة إلى تسخيف الأمور وتوجيهها، انطلاقاً من السبب الرئيسي لاستقالة الحريري الذي هو حزب الله وتصرفاته، وتحويلها إلى نقاش في أمور لا علاقة لها بالموضوع إطلاقاً. فعلى عكس التوقعات، وحّدت خطوة الحريري المستقبل وأعادت توحيد قوى 14 آذار، على حد تعبيره.

وهذا ما يؤيّده النائب المستقبلي أحمد فتفت، معلناً "أنّنا في المستقبل دعاة حكومة سيادية برئاسة الرئيس سعد الحريري. هذا هو موقفنا وموقف حلافائنا في القوات اللبنانية وآخرين في وطننا". أضاف: "نريد أن نحفظ هذا البلد ممن أهدروا الفرص خلال سنة بأكملها. أما الآن وقد وصل الجميع إلى ما وصلنا إليه من واقع مرير، بدأوا التحدث عن التهدئة والوحدة الوطنية. أليسوا هم من أوصلوا الوطن إلى ما وصل إليه؟".

في هذا الاطار، كان جعجع غرّد عبر تويتر، السبت في 11 تشرين الثاني، قائلاً: "إلى كلّ الذين يذرفون الدموع على غياب الرئيس سعد الحريري من فريق 8 آذار، لو كنتم فعلاً تريدون عودته إلى لبنان لتطلَبَ الأمر قراراً واحداً لا غير وهو الإنسحاب من أزمات المنطقة. والسلام".

ويرى جبّور أنّ حزب الله واهم إذا كان يعتقد أن باستطاعته إخراج المستقبل من خطه الوطني التاريخي السيادي، معتبراً أنها محاولة ساقطة ويائسة، لأنّ المستقبل ورئيسه في صميم هذا الخط وفي صلب هذا التوجه. ويعتبر أن السعودية، الوطن الثاني للحريري، هي البيئة الحاضنة للمستقبل واللبنانيين.

أمّا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد فينتقد، في حديث إلى "المدن"، المحاولات الفاشلة لصرف الأنظار عن السبب المباشر في وصول الأمور إلى هذه المرحلة، وما ذكره الحريري بوضوح في خطاب الاستقالة، ألا وهو ممارسات حزب الله، ومن خلفه إيران.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها