الجمعة 2017/11/10

آخر تحديث: 18:36 (بيروت)

موسكو: استقالة الحريري قد تفجر الشرق الأوسط

الجمعة 2017/11/10
موسكو: استقالة الحريري قد تفجر الشرق الأوسط
الحريري في نظر ولي العهد السعودي ضعيف جداً ويميل إلى المساومات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

ثمة شبه اجماع لدى المستشرقين والمحللين الروس، المتابعين لشؤون الشرق الأوسط، أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وإعلانها من الرياض، السبت في 4 تشرين الثاني، هما نذير مرحلة جديدة عاصفة في الشرق الأوسط. ويرى البعض منهم أن الشرق الأوسط متجه إلى تحولات حادة ومؤلمة، بل هو معرض لإعادة التشكل من جديد.

وتؤكد جميع المواقع والصحف الروسية أن الاستقالة هي جزء من "الإنقلاب الزاحف"، الذي يقوم به "ستالين السعودي"، كما تصف صحيفة الكرملين "vzgliad"، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتقول الصحيفة إن الحريري "هرب من لبنان إلى السعودية" كي لا يواجه المصير الذي لقيه والده في العام 2005. والمعلومات عن محاولة إغتياله من المحتمل أن يكون قد تلقاها من السعوديين، الذين بدورهم تلقوها من الأميركيين أو حتى من الإسرائيليين، "إذا كانت مثل هذه المعلومات موجودة في الأصل".

وترى الصحيفة أن ما يجري في السعودية الآن هو بين "الإرهاب الكبير" و"انقلاب القصر"، وأن الأمر ، كما يبدو، لا يزال في طور البداية ليس إلا. وفي هذا السياق، جاء "فرار الحريري" إلى هناك، وفق الصحيفة، التي ترى أن الوضع في لبنان سيعاد تشكيله لمصلحة روسيا وإيران. أما المصالح السعودية فستضيع تدريجاً.

وتقول الصحيفة إن الهزيمة الفعلية للمصالح السعودية في سوريا شكلت العامل المحفز لانقلاب القصر هذا. لكن، الأمير محمد سيصطدم في داخل السعودية بالعديد من المجموعات المعارضة، والمستقبل وحده سيبين إذا ما كان بمقدوره، كما ستالين، أن يقلب هذه المجموعات ضد بعضها.

وتوافق صحيفة "nezavisimaya" على القول إن السعودية بعدما خسرت المعركة في سوريا، في بعض اتجهاتها، تحاول الآن، مع حلفائها، الإنتقام وتعويض الخسائر، وذلك بزج قوى جديدة في اللعبة والعمل على أراضٍ جديدة. ومن المحتمل أن يشغل موقع الحريري المستقيل سياسيٌ آخر أكثر عداوة لحزب الله، في حين يترأس الحريري المعارضة في وجه رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف حزب الله.

وكانت الصحيفة قد نشرت مقالاً بعنوان "استقالة الحريري قد تفجر الشرق الأوسط"، ذكرت فيها أن الحريري لم ينجح تماماً في تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقه، ولم يبرر الآمال السعودية المعقودة عليه في مواجهة حزب الله. إلا أنه، كما يبدو، نجح الآن في لعب الدور المرسوم له، وأثار أزمة سياسية داخلية في لبنان، واتهم إيران وحزب الله بـ"نشر الصراعات في العالم كله". وقد تتحول هذه الاتهامات إلى بداية حملة مكثفة ضد إيران، "وليس بالضرورة أن تكون دعائية فحسب". فالولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل تنتظر منذ زمن طويل حجة للحد من النفوذ المتزايد لطهران وحزب الله، وتوجيه ضربة لهما، وفق الصحيفة.

وإذا كان ليس مفهوماً حتى الآن كيف سيتم ذلك، إلا أن المؤكد، في رأي الصحيفة، أن مثل هذه السيناريوهات قد كُتبت. وهذا ما تعززه تصريحات السعودية الأخيرة عن حقها بالرد وطلب سلطات البحرين والكويت والسعودية والإمارات من رعاياها مغادرة لبنان.

وتحت عنوان "استقالة رئيس الوزراء اللبناني، تبدو كأنها الخطة B في إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، نشر موقع "CA-IrNews"، الناطق بالروسية، آراء عدد من المستشرقين والخبراء الروس في قضايا الشرق الأوسط.

ينقل الموقع عن المستشرق إيغور بانكراتيف قوله إن الحريري، في نظر ولي العهد السعودي، ضعيف جداً ويميل إلى المساومات. وبما أن التحالف المعادي لإيران يعتبر لبنان هو الجبهة الأكثر ملاءمة لمجابهة توسعها، فمن الضروري إذاً أن يترأسه زعيم آخر أكثر صلابة. ويرى بانكراتيف أن الرياض تعتبر اللواء أشرف ريفي هو الزعيم السني المؤهل لذلك. وهو يملك أيضاً علاقات وثيقة جداً مع السعوديين مثل الحريري. ويقول هذا المستشرق إن السعودية هي بصدد تشكيل حلف في لبنان من تلك القوى المستعدة للمواجهة الصلبة، بما فيها الأعمال العسكرية المباشرة مع حزب الله و"العملاء الإيرانيين" في البلاد. ومن الواضح أن هذا الأمر يقود إلى دورة جديدة من الحرب الأهلية.

ويقول بانكراتيف إن إسرائيل ستشارك بقوة في العمليات الحربية لمساندة الذين يقفون ضد إيران وحزب الله والرئيس عون والقوى المعادية للسعودية في لبنان. ولا تخفي إسرائيل أن أحد أهم أهدافها هو إسقاط عون، الذي أصبح لبنان وحزب الله واحداً في عهده، كما تردد البروباغندا الإسرائيلية منذ انتخابه رئيساً. بالتالي، فإن الحرب التي ستخوضها إسرائيل ضد حزب الله ستعمم على جميع المناطق اللبنانية، وفق بانكراتيف.

ويقول الخبير القرغيزي بختيار إركيمباييف إن التغير الشديد في الوضع في سوريا، وتعزيز حزب الله مواقعه في لبنان، يشيران إلى أن الحريري لم يفشل في مهمته في سوريا فحسب، بل قام بخطوة عملية تجاه الأخصام السابقين. والولايات المتحدة وحلفاؤها، بمن فيهم إسرائيل والسعودية، لا يستطيعون السماح بالتوسع اللاحق لروسيا في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط قد بدأت من تنظيف النخب السياسية في دول المنطقة، وفقه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها