انتهى اليوم الانتخابي الطويل في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، الجمعة في 6 تشرين الأول، بنتيجة واضحة لمصلحة 14 آذار في فرع جبيل، وتضارب في احتساب نتيجة فرع بيروت بين الأطراف، بينما خيّمت على الجامعة أخبار الطلّاب الذين "فقدوا" أصواتهم عندما اكتشفوا أنّ آخرين قاموا بالتصويت عنهم على النظام الإلكتروني الخاص بالتصويت.
كلمة السر
خلال اليوم الانتخابي بدأت الأخبار تتناقل عن عمليّات تصويت جماعيّة تتم بالنيابة عن ناخبين من دون علمهم، إذ تعتمد الجامعة نظام الانتخاب الإلكتروني من دون مراكز انتخاب. ويؤكد عدد من الطلّاب لـ"المدن" أن السبب هو اختيار الجامعة كلمة سر موحّدة لجميع حسابات الطلّاب التي يتم استعمالها للتصويت الإلكتروني، إذ يقوم الطلّاب عادةً بتغييرها في ما بعد لحماية أصواتهم.
ولأن عدداً كبيراً من الطلّاب لم يغيروا كلمة السر الموحّدة لعدم إهتمامهم بالانتخابات أو عدم الإنتباه إلى ضرورة هذا الأمر، تمكّن البعض من دخول حساباتهم والتصويت بالنيابة عنهم عبر تجربة كلمة السر الموحّدة على عدد كبير من الحسابات في وقت واحد.
إحدى الطالبات، سيرينا سليمان، نشرت على صفحتها قصّة مشابهة. فعندما أرادت التصويت عند الساعة 11:15 قبل الظهر لمرشّح "يشبه أفكارها وهمومها"، تفاجأت بعدم قدرتها على دخول الرابط الخاص بذلك. ثم اكتشفت أنّها وقعت ضحيّة عمليّة قرصنة لصوتها الانتخابي.
وأبدت سيرينا خيبتها من المسألة، معتبرة أنّ الفاعل سرق صوتها الانتخابي. ما أفقدها قدرتها على التصويت للتغيير هذه السنة. وشبّهت الطالبة فعل سرقة صوتها بالسرقة التي "يمارسها الزعماء في لبنان كل يوم لحقوقنا".
تقدّم القوات في جبيل
يؤكد رئيس مصلحة الطلّاب في القوّات اللبنانيّة جاد دميان لـ"المدن" فوز 14 آذار في فرع جبيل بـ10 مقاعد (9 للقوّات و1 مستقبل)، مقابل 4 مقاعد لتحالف 8 آذار (3 تيار وطني حر و1 لأمل)، بينما فاز المستقلّون بمقعد واحد. ويشير دميان إلى التقدّم الكبير للقوّات في فرع جبيل، حيث ارتفع عدد مقاعد تحالف القوّات والمستقبل مقارنةً بالعام الماضي من 8 إلى 10.
أما بالنسبة إلى فرع بيروت، فيؤكد دميان أن النتيجة كانت تعادل الطرفين (7 مقابل 7)، بينما فاز مستقل واحد من حملة "غيّر". وينفى دميان الأخبار التي نسبت المرشّح المستقل إلى قوى 14 آذار، "فلو كان معنا لقمنا بإعلان الفوز في بيروت بالأكثريّة بكل سرور".
في المقابل، يؤكد مسؤول حركة أمل في الجامعة أسامة الخليل، لـ"المدن"، فوز تحالفه في انتخابات بيروت، نافياً الأخبار التي تحدّثت عن تعادل في هذا الفرع. ويقول الخليل إنّ تحالف 8 آذار مع الإشتراكي فاز بـ7 مقاعد (3 أمل، 2 حزب الله، 1 إشتراكي، 1 تيّار وطني حر)، مقابل 5 مقاعد لتحالف 14 آذار كانت من حصّة تيّار المستقبل. أمّا المقاعد الثلاثة الباقية فهي من حصّة مستقلّين.
ويشير الخليل إلى أنّ انضمام أحد المرشّحين المستقلّين إلى تحالف 8 آذار وارد جدّاً في ضوء المفاوضات التي تجري معه في هذه اللحظة. وعن سبب التضارب في احتساب نتيجة بيروت، يشير إلى أن القوّات والمستقبل قاما باحتساب مرشّحين من المستقلين لمصلحتهما، "وهذا غير صحيح أبداً".
بغض النظر عن نتيجة فرع بيروت الحقيقيّة، ستظهر سريعاً النتيجة الفعليّة عند إجراء انتخابات رئيس المجلس في المرحلة المقبلة، إذ من المتوقّع أن تظهر الاصطفافات بوضوح أكثر. والأكيد أنّ إدارة الجامعة يجب أن تقوم- بأسرع وقت- بمراجعة طريقة الانتخاب الإلكتروني من دون مراكز انتخاب، إذ تبيّن وجود خروقات واضحة وخطيرة تهدّد جدّية العمليّة الانتخابيّة برمّتها. وهذه الطريقة تحرم الناخب- من جهة أخرى- من أحد أهم عناصر نزاهة العمليّة: حماية الناخب من الضغوط عبر التصويت خلف ستار.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها