الخميس 2017/10/05

آخر تحديث: 18:13 (بيروت)

أيها السائقون: لا تدفعوا هذه الغرامات

الخميس 2017/10/05
أيها السائقون: لا تدفعوا هذه الغرامات
تراكم المخالفات يؤدي إلى تأخر قضاة السير في اصدار الأحكام (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease
كم مرة سُطر بحقك ضبط مخالفة سير من دون أن تعلم؟ أو أنك علمت ولم تدفع الغرامة المالية؟ في الحالين، توقع أن تصدر بحقك أحكام بعد أعوام من مخالفتك، كما أنك ستبلّغ بها بعد سنوات. كيف يحصل ذلك ولماذا؟ وهل كان يفترض أن تسقط هذه الأحكام مع مرور الزمن؟

حسان، صدر بحقه قرار جزائي في تشرين الأول 2014، حكم بتغريمه 150 ألف ليرة وبالحبس يوم واحد عن كل عشرة آلاف ليرة لبنانية عند عدم الدفع، بسبب مخالفة وقوف صف مزدوج تعود إلى العام 2009. وقبل أيام قليلة (آخر أيلول 2017)، تبلغ بالحكم وسدد المبلغ. طلال أيضاً، لبناني مقيم خارج لبنان، أبلغ قبل نحو أسبوعين عبر الهاتف، بقرار جزائي صادر بحقه في العام 2014، بسبب ارتكابه مخالفة "ممنوع وقوف" في مطار بيروت الدولي في العام 2011، حين تم تسطير ضبط بحقه.

إهمال؟
مخالفات كثيرة مشابهة حدثت وتحدث يومياً، تستدعي تسطير مخالفات السير. ويؤدي تراكم هذا العدد من المخالفات إلى تأخر قضاة السير في إصدار الأحكام بحق المخالفين نتيجة قلة عددهم، وهم ينظرون في قضايا أخرى أيضاً. وبعد صدور الأحكام تأخذ إجراءات التبليغ سنوات إضافية.

لكن، هناك وجهة نظر تقول إن الغرامات المالية في قانون السير القديم كانت شبه مناصفة بين المالية وصندوق تعاضد القضاة. أما مع القانون الجديد فإن النسبة التي يحصّلها القضاة أقل بكثير مما كانوا يحصلون عليه في القانون القديم. ما قد يفسر، ربما، سبب تفضيل القضاة النظر في قضايا أخرى، واهمال قضايا مخالفات السير.

هل تسقط؟
قانونياً، سقطت الأحكام الصادرة بحق حسان وطلال بسبب مرور الزمن عليهما. وكان يمكنهما الامتناع عن الدفع والاعتراض، كما نص القانون قبل مرور 10 أيام على التبليغ، إذ "يصبح القرار نافذاً إذا لم يتم الاعتراض عليه. كما أن العقوبة تزداد إلى النصف في حال رد الاعتراض"، وفق نص الحكم.

ووفق قانون السير القديم تسقط المخالفة بعد فترة سنة من تاريخ تسطير الضبط في حال لم تتم الملاحقة. أما في حال صدور حكم القاضي الجزائي، فإن الحكم يسقط بعد سنتين في حال عدم التنفيذ. أما في القانون الجديد، فبالإضافة إلى المخالفات المذكورة في القانون القديم، أضيف نوع جديد من الجرائم هو الجنحة، التي تسقط بعد ثلاث سنوات في حال عدم تحريك الدعوى، والحكم بعد صدوره بخمس سنوات، وفق المحامي حسن بزي.

من جهته، يؤكد المحامي هاني الأحمدية أن الأحكام الغيابية تسقط حكماً مع مرور الزمن، وبأنه يمكن الاعتراض على الحكم خلال المهلة المذكورة، حتى ولو أن القرار صدر قبل أعوام. لكن، المشكلة تكمن في أن عدداً كبيراً من المواطنين يفضلون دفع الغرامة على الاعتراض، وذلك بسبب عدم وجود مجانية التقاضي في لبنان، الذي يعتبر باهظاً بالنسبة إلى الطبقة الفقيرة، لاسيما أن الإجراءات كثيرة. وفي الواقع، قيمة الغرامة لا تستدعي كل هذه الإجراءات. بالتالي، يفترض بالمعنيين اعتبار الحكم لاغياً تلقائياً مع مرور الزمن من دون تبليغ المخالف.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها