يرقد فاروق عبدالله، وهو من شحيم، في غرفة العناية المشددة داخل مستشفى الراعي في صيدا، يصارع الموت. وهو بحاجة إلى عملية زرع كبد متوفرة في مصر، ونسبة نجاحها تصل إلى 85%. لكن، كيف يمكن لعائلة فاروق أن تتدبر أمرها، وتعويض عبدالله ومستحقاته وحقوقه المالية لم تدفعها شركة سعودي أوجيه المفلسة، شأنه في ذلك شأن آلاف موظفي هذه الشركة؟
عمل فاروق، وهو في العقد السادس من عمره، وله ثلاثة أولاد، مسؤولاً عن صيانة القصور الملكية في شركة سعودي أوجيه في السعودية. "أنظف موظف"، يقول زملاؤه. إذ "أمضى 25 عاماً في خدمة هذه الشركة، مخلصاً ووفياً. وبدأ معاناته مع المرض عندما كان في السعودية، حيث استفرغ دماً قبل عامين تقريباً"، وفق زوجته ريما عبدالهادي شحاده، التي تشير إلى أن "التأمين الصحي كان قد توقف هناك بسبب وضع الشركة المتعثر وتكلفة العلاج ستكون على نفقتنا. فأتينا إلى لبنان، وقال لنا الدكتور محمد جواد خليفة إن حالته هي من المستوى 12 وعلاجه الريجيم والأكل المدروس والدواء والنفسية المرتاحة".
كان عبدالله وعائلته يمنون النفس في نهاية مشوار عمله بالحصول على تعويض يعود به إلى لبنان للاهتمام بالعائلة. لكنه، عاد مريضاً خالي اليدين. "ليس معه حق الدواء. نفسيته تعبت بسبب ظروف الشركة"، تشرح شحاده لـ"المدن". فـ"منذ مدة أدخلناه المستشفى بسبب تراجع حالته الصحية. وهو الآن في غيبوبة في العناية المشددة".
تضيف: "مصير زوجي معلق، ولا أعرف في أي ساعة يفارقني. فيا شيخ سعد (الرئيس سعد الحريري) حن علينا وأعطنا مستحقاتنا، كي ننقذ زوجي. أطلب منك رأفة بوضعنا أن تنظر بنا وتتعاون معي لأحصل على حق زوجي. وأذكرك أن والدك كان يتطلع إلى الفقير والغني، وصاحب حق يعطي الحقوق لمستحقيها".
وكان الأطباء قد أعطوا العائلة الأمل بأن عملية سريعة لزرع الكبد ستنقذ حياة عبدالله. لكن كلفتها 65 ألف دولار، يضاف إليها دواء المناعة.
وتضامناً مع عبدالله، وبدعوة من لجنة المتابعة لتحصيل حقوق عمال وموظفي سعودي أوجيه، نُفذ اعتصام رمزي، الجمعة في 27 تشرين الأول، بالقرب من مستشفى الراعي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها