الأربعاء 2017/10/25

آخر تحديث: 08:07 (بيروت)

لعنة النبي ساري تتسبب بالحوادث.. أو فوضى الأوتوستراد؟

الأربعاء 2017/10/25
لعنة النبي ساري تتسبب بالحوادث.. أو فوضى الأوتوستراد؟
السرعة هي العامل الأساسي في حوادث السير (صفاء عيّاد)
increase حجم الخط decrease

عند كل حادث سير يقع على أوتوستراد الزهراني- صور، وتحديداً في منطقة النبي ساري- أبو الأسود، يتحدث أهل المنطقة عن "لعنة ساري"، التي أطلقوها على هذا الأوتوستراد، نتيجة ارتفاع عدد القتلى الذين قضوا على هذه الطريق.

يقال إن لعنة مقام النبي ساري هذه تعود إلى أنه "يريد الإنتقام من المواطنين نتيجة اقتطاع جزء من أرضه لمصلحة شق الأتوستراد". لكن آخرين يقولون إن هذه الحوادث مدبرة من قبل أشخاص يرمون الحجارة ليلاً في اتجاه السيارات لتتسبب بحوادث بقصد السرقة.

في كل الأحوال، لا يؤكد أحد من أهالي عدلون والقرى المجاورة أو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجود نبي يدعى ساري. بل هناك مَن يقول، بمن فيهم حارس المقام أبو حسين، إنه كان "من الأولياء الصالحين الذين تعاقبوا على السكن في المنطقة"، لكن "لا معلومات موثقة عنه وعن نسبه والحقبة الزمنية التي عاش فيها". أما عملية إقتطاع الأرض لمصلحة الطريق، فجاءت بـ"موافقة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وقبضوا ثمن ذلك"، وفقه.

وما يمكن أن يُفهم من هذه الحالة أن الخرافة، في تفسير الحوادث، أسهل من ايجاد حل لها. فحتى اليوم لم تتحرك وزارة الأشغال العامة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الأوتوستراد، الذي تمر فيه أكثر من 5000 سيارة يومياً. وأبرزها وجود خسفات وتشققات على جسر الزهراني وتفاحتا والبيسارية، أظهرها الكشف الفني الذي أجراه مهندسو اتحاد بلديات الزهراني على الأوتوستراد.

ووفق رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، فإن خطأَ هندسياً أرتكب عند تنفيذ المشروع من قبل شركة الاتحاد، التي بدورها كلفت شركة قاسيون تنفيذ الأشغال. فالعيب الإنشائي في "كوع النبي ساري" يتمثل بإنحراف المسلك الغربي من الطريق في الاتجاه المعاكس خلافاً لمعايير السلامة المرورية. ما يؤدي إلى فقدان كثيرين السيطرة على سياراتهم وإلى تدهورها في اتجاه الوادي والحقول المحاذية. وقد قدمت الدراسة التي أجرها الاتحاد هندسة أفضل للطريق.

ويؤكد مطر أن السرعة هي العامل الأساسي في حوادث السير، إضافة إلى غياب الإنارة الليلية والإشارات التي تحدد سرعة السير والعاكسات الضوئية التي تحدد جوانب الطريق والفاصل بين الأوتسترادين. كذلك غياب الإشارات التي تحذر السائقين من الإنزلاقات الخطرة، ناهيك بعدم الصيانة الدورية التي تقع على عاتق وزارة الأشغال.

ويكشف التقرير الفني الذي أرسل إلى وزارة الأشغال تكاثر المفترقات التي أستحدثت في السنوات الماضية للوصول إلى البلدات المحاذية للأوتوستراد. إذ أصبح لكل بلدة أكثر من مدخل ومخرج، فيما المخطط الأصلي يشتمل على ثلاثة مفترقات فقط، هي الزهراني والسكسكية وأبو الأسود. وهذه الفتحات تسهم بزيادة حوادث السير.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها