الثلاثاء 2017/10/24

آخر تحديث: 06:11 (بيروت)

الحريري يرد على روحاني.. بالتنسيق مع عون؟

الثلاثاء 2017/10/24
الحريري يرد على روحاني.. بالتنسيق مع عون؟
لماذا لم يرد عون على روحاني؟ (Getty)
increase حجم الخط decrease

أثار كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني موجة ردود في الداخل اللبناني. لا شك أن ما قاله روحاني يندرج في إطار شد العصب الإيراني بمواجه الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها طهران. لذلك، هو خاطب وجدان الإيرانيين بعنوان أمتهم الآخذة في التوسع في المنطقة، في إشارة منه إلى أن هذا التوسع لن يتوقف والدور الإيراني لن يتأثر. لذلك استخدم عبارة: "مكانة الأمة الإيرانية في المنطقة اليوم أكبر من أي وقت مضى". وسأل: "أين من الممكن، في العراق وسوريا ولبنان وشمال افريقيا والخليج الفارسي، اتخاذ قرار حاسم من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟".

ما قاله الرئيس الإيراني لا يختلف عما قاله قادة إيرانيون سياسيون وعسكريون سابقاً، إذ أكدوا مراراً أن سوريا ولبنان محافظات إيرانية، إلا أن ما فعله روحاني هو توسيع إطار السيطرة الإيرانية ليكون الإعلان عن التأثير الإيراني في شمال أفريقيا. وهو الموقف العلني الأول الذي يشير إليه مسؤول إيراني بهذا المستوى. ولا ينفصل هذا الكلام عن منحى التصعيد في المنطقة، سواء أكان في استمرار توجيه الضربات الإسرائيلية ضد أهداف لحزب الله في سوريا، أم من خلال الضغط السياسي الأميركي على طهران.

استدعى كلام الرئيس الإيراني ردّاً من رئيس الحكومة سعد الحريري، فاعتبر "قول روحاني أن لا قرار يتخذ في لبنان دون إيران قولاً مرفوضاً ومردوداً لأصحابه. لبنان دولة عربية مستقلة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول على كرامتها". وهنا، وفق البعض، يتضح التنسيق بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ميشال عون في مسألة الردّ على هكذا أمور، خصوصاً أن الرد كان يجب أن يأتي على لسان نظير الرئيس الإيراني وليس على لسان رئيس الحكومة، إلا أن ذلك متفق عليه بين الرئيسين من ضمن بنود التسوية الرئاسية، كي لا يكون عون محرجاً. فيما خرجت أصوات مطالبة بتحرّك وزارة الخارجية للرد على هذا الكلام، سواء أكان عبر استدعاء السفير الإيراني وتسليمه رسالة احتجاج، أم عبر أي طريقة دبلوماسية أخرى.

إلا أن السجال اللبناني وتقاذف المواقف، لا يبدو أنه يفي بالغرض، لا سيما أن المسألة أصبحت مرتبطة بما هو أكبر منها، إذ إن كلام روحاني جاء ملتقياً في مكان آخر، مع اتهامات وجهها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى حزب الله بأنه المسؤول عن توجيه صواريخ في الجولان قبل يومين، بهدف إشعال حرب بين سوريا وإسرائيل. واللافت في كلام ليبرمان أنه وجه تحذيراً إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد ومن خلفه موسكو بضرورة كبح جماح حزب الله وإخراجه من سوريا، لا سيما أن الصواريخ أطلقتها خلية سورية بناء على أوامر الحزب وبدون علم دمشق. ما يفصح عن محاولة إسرائيل زرع الشقاق بين الأسد وحزب الله وإيران في رهان منها على الدور الروسي. وهذا أيضاً يتلاقى مع مساع أميركية مع موسكو لأجل إبعاد إيران وحزب الله من سوريا. وهو ما كان مدار بحث بين الروس والسعوديين.

حجم الضغط المقرون بالعقوبات وبالتصعيد السياسي، ينذر في مكان ما بإمكانية تطور الأمور إلى صراع عسكري في الأشهر المقبلة. ففيما يعتبر البعض أنه لا يمكن لهذا التصعيد أن ينتهي بدون معركة عسكرية، يرى البعض الآخر أن نتيجة هذا الصراع ستؤدي في النهاية إلى حرب تهدف إلى إخراج حزب الله من سوريا، وتحجيم نفوذ إيران هناك. وعليه يطرح هؤلاء سؤال إذا ما كانت لحظة الضغط الفعلي على حزب الله قد دنت لأجل إخراجه من سوريا، لا سيما مع استعادة الأميركيين خطاب الثأر من حزب الله، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر إن "من فجروا مقر المارينز في لبنان أصبحوا قادة في حزب الله". في إشارة منه إلى ضرورة الانتقام من هؤلاء.

الحزم الأميركي يتلاقى مع الحزم السعودي، الذي جدّده الوزير ثامر السبهان حين قال: "لا يتوقع الارهابيون ومليشياتهم وأذنابهم أن اعمالهم لن يحاسبوا عليها. اجتثاثهم امر حتمي وضرورة ملحه للعيش بأمن ومحبه وسلام (نحن في زمن الحزم)". وقد ترافق ذلك مع عودة سعودية قوية إلى لبنان والمنطقة، كانت تجلياتها في الملف العراقي والزيارة التي أجراها رئيس وزراء العراق حيدر العبادي إلى الرياض. فالسعودية تعمل على تعزيز دورها في المنطقة، مقابل السعي لتقليص الدور الإيراني. فهل يؤدي هذا التصعيد إلى إنفجار الحرب، أم أن لدى موسكو ما يكفي من أوراق للجم التصعيد وإيجاد مخارج التسويات؟ وحدها الأيام هي التي ستكفل الإجابة عن هذا السؤال، لا سيما أنه في المرحلة الضاغطة يصبح التوقّع ضرباً من ضروب الخيال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها