الإثنين 2017/10/23

آخر تحديث: 09:59 (بيروت)

معركة درويش وسكاف: ما علاقة جريصاتي وعباس إبراهيم؟

الإثنين 2017/10/23
معركة درويش وسكاف: ما علاقة جريصاتي وعباس إبراهيم؟
ظن الزحليون أن علاقة "السلطتين الكاثوليكيتين" بدأت بالتحسن (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

لم تطو الذكرى الثانية لرحيل الياس سكاف في زحلة، من دون تجدد المناوشات بين زوجته ميريم ومطران المدينة الكاثوليكي عصام درويش. وبإسم "سيدة النجاة" خرج المكتب الإعلامي للمطرانية الكاثوليكية هذه المرة ليرد على "الهجوم" الذي ساقته سكاف على المطران خلال القداس الذي أقامته على نية زوجها. فاستنكر البيان تحويل الذكرى "إلى منبر للتهجم والتطاول على المطران، وتوجيه تهم باطلة له"، بعدما كانت سكاف قد اتهمته من دون تسميته بأنه "سمح لنفسه أن يطلب من بطريرك كاثوليكي عالي المكانة ألا يصلي معنا"، رابطة ذلك بانتخابات المجلس الأعلى للكاثوليك ومعركة نيابة رئاسته.

لم تسم سكاف المطران درويش مباشرة، إلا أن صورة الأخير كانت حاضرة في كلمتها، نظراً لتاريخ "توتر" علاقة الطرفين منذ ما قبل وفاة الوزير سكاف. وقد قالته سكاف بإذن من درويش الذي "كسر قرار مجلس الأساقفة بمنع العلمانيين من القاء الكلمات السياسية في الكنائس"، بعدما كانت قد تحدّت هذا القرار سابقاً بتفجير الشظايا في وجه المطران درويش في كنيسته قبل عامين.

ما كشفه بيان المطرانية أن المطران درويش الغائب في سفر منذ 8 تشرين الأول، لم يدع بالأساس إلى قداس الذكرى الثانية لسكاف، تماماً كما أقصي عن قداس الأربعين. حينها، اتهمت سكاف درويش بعرقلة مشاركة البطريرك وأساقفة الكاثوليك في المناسبة.

وفيما ظن الزحليون أن علاقة "السلطتين الكاثوليكيتين" في المدينة كانت قد بدأت بالتحسن منذ مشاركة درويش بإحياء الذكرى السنوية الأولى لسكاف في رئاسة البطريرك لحام، وأن العلاقات ذهبت إلى نوع من الهدنة توجتها قبل أسابيع تلبية المطران درويش دعوة من قبل سكاف إلى مناسبة تكريمية للمعتمد البطريركي في روسيا، لم تصمد الهدنة طويلاً، بل امتنعت سكاف عن "رد الرجل" للمطران، الذي وجه إليها الدعوة لحضور حفل تكريم اقامة للواء عباس إبراهيم. حينها، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي رواية عن خلاف مباشر بين سكاف وأحد أفراد عائلة إبراهيم على متن رحلة جوية في الدرجة الأولى، اضطرت سكاف إلى نفيها مباشرة، لتعقب النفي بزيارة إلى إبراهيم في مكتبه تدحض ما تم تناولها به.

والحال أنها المرة الثانية التي تطال فيها قذائف المناوشات بين سكاف ودرويش اللواء إبراهيم، خصوصاً أن الأخير ظهر في الصورة الشهيرة التي فجرت المعركة الأولى لوراثة الزعامة الكاثوليكية بعد وفاة سكاف، مع المطران عصام درويش وايلي الفرزلي والوزير سليم جريصاتي في حفل غداء في السفارة السورية اعتبرته ميريم حينها أنه معقود لسلب إرث "زعامة آل السكاف الكاثوليكية" وتحويله إلى الوزير سليم جريصاتي المقرب من درويش.

هذه الاتهامات تسوقها سكاف لمطران المدينة الكاثوليكي منذ ما قبل وفاة زوجها، إذ لا يزال مناصرو الكتلة الشعبية يتحدثون عن زيارة درويش إلى الرئيس نبيه بري من أجل البحث بمرحلة ما بعد سكاف، بينما كان على فراش الموت.

ولعل الموضوع يتخطى الكيمياء المفقودة بين الطرفين، إلى تنافس أبعد على مرجعية المدينة الكاثوليكية. وتبدو الصورة أوضح مع استعادة فصول المناوشات التي دارت على خلفية طلب ميريم تحويل مذهبها "الماروني" إلى مذهب زوجها الكاثوليكي بعد وفاته. ما لم يتم إلا بعدما لجأت سكاف إلى البطريرك غريغوريوس لحام مباشرة، خصوصاً بعدما استمهلها المطران درويش الأمر لدراسة الطلب.

وكان درويش في ذلك يحاول استخدام سلطته الكنسية، بعدما "شهرت" سكاف في وجهه السلطة المدنية لبلدية زحلة السابقة في اعتراضها مشروع إقامة متحف بيزنطي في قطعة أرض تقع في حرم المطرانية ولكن ملكيتها للبلدية، قبل أن يسجل استكمال ورشة المطرانية بعهد البلدية الجديدة هدفاً في مرمى سكاف مجدداً.

إلا أن توتر العلاقة الكاثوليكية "المدنية- الكنسية" في مهدها الأكبر هذه المرة، كاد لا يستثني صورة بطريرك الطائفة المنتخب حديثاً، في ظل محاولات "تناتش" يتعرض لها المجلس الأعلى للطائفة في أول استحقاق انتخابي في عهده، والذي ذكر أن البطريرك عبسي رفض أن يظهر فيه طرفاً. لذلك، امتنع عن المشاركة في الذكرى السنوية لرحيل سكاف قبل أن يزور زحلة راعوياً، وهي زيارة قد تبقى مؤجلة إلى ما بعد انتهاء الانتخابات النيابية أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها