في الذكرى 34 للتفجيرات التي استهدفت مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية، في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، وأدت إلى مقتل 299 جندياً أميركياً وفرنسياً، نشر الكاتب الأميركي تود روبرسون الذي كان موجوداً في لبنان خلال تلك المرحلة ما حصل من أحداث في لبنان في موقع Stltoday الأميركي الإخباري.
في ذلك اليوم، قاد شخص شاحنته المليئة بالمتفجرات نحو مبنى مشاة البحرية الأميركية، الخاضع لحراسة مشددة جنوب بيروت، حيث كان المئات من الجنود الأميركيين نائمين. وكانت هذه القوات جزءاً من قوة حفظ السلام المتعددة الجنسية التي تضم أيضاً قوات من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
كان روبرسون يقيم في بيروت على بعد أربعة أميال إلى الشمال من موقع التفجير. وقد سمع الدوي المرعب، إذ تسببت كمية طنين من المتفجرات بانهيار المبنى المكون من 4 طوابق. ثم ما لبث أن وقع هجوم آخر على ثكنة فرنسية، أدى إلى مقتل 58 جندياً.
قبل نشر مقال روبرسون قام جوني هاربر، وهو ضابط في الشرطة البحرية، كان يدير موقع بندقية رشاشة بالقرب من موقع الانفجار في بيروت بإرسال ذكرياته عن الحادثة عبر البريد الالكتروني إلى روبرسون، واصفاً ما حدث بـ"الفظيع والدموي". فذكرياته الخاصة تتمحور حول حالة الفوضى التي لا يمكن الدفاع عنها، خصوصاً بعدما أدخل الرئيس رونالد ريغان قوات المارينز في مهمة غير مركزة، محكوم عليها بالفشل.
بعد هذا الانفجار سيتغير، وفق روبرسون، عمل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى الأبد. إذ قام حزب الله بإعادة تشكيل كل شيء اعتقد الغربيون أنهم يعرفونه عن تقسيم السلطة في المنطقة. فقبل أسبوع من التفجيرين صُدمت القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان بظهور عشرات من الرجال الشيعة لإحياء مراسم عاشوراء في مدينة النبطية. ما أدى لاصابتهم بالذعر وإطلاقهم النار على هؤلاء الرجال. وقد أصبحت النبطية في نهاية المطاف مقر حزب الله لسلسلة طويلة من الهجمات التي دفعت إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي.
يتحدث روبرسون عما كان يجري في بيروت خلال تلك الفترة. فقبل بضعة أيام من التفجيرين شن مسلحون شيعة هجمات جريئة على قوات المارينز. وأدت إحدى الهجمات إلى مقتل أحد جنود المارينز وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وفي تموز 1982، تم اختطاف ديفيد س. دودج، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت. وأمضى سنة في الأسر، بعضها كان في إيران. وفي نيسان 1983، دُمرت السفارة الأميركية في غرب بيروت، الواقعة خارج سياج الجامعة، بقنبلة ضخمة وُضعت في شاحنة.
في العام، 1984 اغتال مسلحون مالكولم كير، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت خارج مكتبه. وأعلن تنظيم الجهاد الإسلامي، وهو الاسم الذي يرجح أن حزب الله استخدمه خلال هذه الفترة، وفق روبرسون، مسؤوليته عن العملية. وقد تصاعدت عمليات اختطاف الغربيين، بما في ذلك خطف ويليام باكلي، مدير مكتب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في بيروت. إلا أن حزب الله، الذي كان وجوده معروفاً فحسب بين أولئك الذين عاشوا في بيروت آنذاك، نفى أي تورط له.
انسحب جنود المارينز في نهاية المطاف من لبنان، وقد أمضى روبرسون آخر ليلة بلا نوم معهم في ما تبقى من قاعدة المطار التي دُمرت. وبقي بعدها في بيروت لمدة عام كامل بعد تفجير المطار، حتى أختُطف أيضاً من قبل مسلحين يزعم أنهم قالوا له إنهم ينتمون إلى حزب الله. وبعد فترة وجيزة استطاع الهروب من خاطفيه، وغادر إلى الولايات المتحدة.
وقد حاول روبرسون بعدها معرفة من كان المسؤول عما جرى. إلا أن الغموض بقي سيد الموقف. فبعد بضعة أسابيع من هجمات 11 أيلول 2001، عاد لزيارة مواقع التفجيرات المختلفة وتتبع خطوات خاطفيه، وقد قابل قادة من حزب الله في النبطية ورتب لمقابلة مع رجل دين كبير في الحزب في بيروت، والتقيا في شقة قريبة من مكان تفجير المطار. وعندما أخبره روبرسون عن عملية خطفه، رفض رجل الدين هذا الاتهام وجزم أن الحزب لا يقوم بمثل هذه العمليات.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها