السبت 2017/10/14

آخر تحديث: 00:35 (بيروت)

هكذا خاض لبنان انتخابات اليونيسكو:الحريري في واد وباسيل بآخر

السبت 2017/10/14
هكذا خاض لبنان انتخابات اليونيسكو:الحريري في واد وباسيل بآخر
رفض وزير الخارجية بتأييد من رئيس الجمهورية انسحاب لاكويه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

خرجت المرشّحة اللبنانية فيرا خوري لاكويه من انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" لمنصب المدير العام، خلفاً للبلغارية إيرينا بوركوفا، بعدما تراجع عدد الأصوات التي حازتها من ستة في الدورة الأولى إلى أربعة، بعد إصرارٍ لبناني على إكمال المعركة حتى النهاية، وسط تحفّظ وزير الثقافة غطاس خوري الذي ارتأى الانسحاب "بشرف" قبل فوات الأوان.

لم تكن المرشّحة اللبنانية في وارد الانسحاب من انتخابات اليونسكو وخاضت المعركة الانتخابية حتى النهاية، بعد قيامها بجولة على 43 دولة لعرض برنامجها وحصلت على دعم العديد من الدول. لكنها اضطرت إلى الانسحاب منها مرغمة بعد تراجع ملحوظ من المرتبة الرابعة في الدورة الأولى إلى المرتبة الأخيرة في الثالثة، التي تقرر فيها مصير الانتخابات بعد تحرّر الدول داخل المجلس التنفيذي من التزامها دعم مرشّح معيّن.

لا شكّ أنّ احتمال أن تكون لاكويه مرشحة توافق دولي كان وارداً جداً، كونها تعمل في المنظّمة منذ أكثر من عشرين عاماً، وهي على علم بشؤونها، إلى جانب الرفض الذي برز داخل المنظمة الدولية لعدد من المرشحين، بسبب تضارب المصالح بين دولهم.

غير أنّ مصادر وزارية مطّلعة تؤكد لـ"المدن" أنّ الاتصالات التي جرت في الآونة الماضية كشفت أن التوافق حول مرشح عربي بعد الدورة الأولى صعب المنال، وهو ما لحظه الوزير خوري، خصوصاً أنّ قطر اعتبرت أنها الأحق بين المرشحين العرب، وأمنت مساعدات قيمة للمنظمة لتنفيذ برامجها، في حين رفضت المرشحة المصرية الانسحاب للمرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري لأسباب سياسية. وتشير المصادر إلى انعدام أمل لبنان بالفوز، في ظل مشاركة دول وضعت كل ثقلها في المعركة الانتخابية، مثل قطر ومصر وفرنسا. وتكشف أن مرشحي قطر ومصر عرضا على لاكويه الانسحاب من المعركة، في مقابل نيل منصب نائب المدير من الجهة التي ستفوز. وافق على الطرح في بيروت كلّ من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الثقافة غطاس خوري، في حين رفض وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الانسحاب، بتأييد من رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك إثر معلومات وصلت إليه تبشّر بأن الأمور تسير على ما يرام وأن دولاً عربية وعدته بالانسحاب لمصلحة لبنان، إلى أن حصل ما لم يكن في الحسبان.

ووفق المصادر، فإنّ وزير الثقافة كان يفضّل لو انسحبت لاكويه في الدورة الأولى برصيد جيّد، وذلك بعدما جاءت في المرتبة الرابعة متصدّرة الصين وفيتنام. فللبنان صداقات مميزة في اليونسكو، فضلاً عن نحو 50 موظفاً. ما يدلّ على أن تمثيل لبنان يتخطّى العدد المحدد لكل دولة. عليه، وفي ظل هذا الواقع، لم يكن من ضرر أن ينسحب لبنان بإرادته من هذه المعركة محافظاً على أفضل العلاقات مع الدول الأخرى، بل لكان حاز منصب نائب المدير العتيد.

وترى المصادر أنّ "توفر حظوظ لبنان بمنصب المدير لا تكون إلا على خلفية تسوية عربية تقضي بانسحاب كل من مصر وقطر لمصلحة مرشح عربي آخر كلبنان مثلاً. وعندها فقط تُنسب إليه صفة المرشح القوي، في حين أصرّ كل من المرشحين المصري والقطري على البقاء حتى النهاية. ما يعني أن التسوية تمّت على حساب لبنان".

يُذكر أن صحيفة لو موند الفرنسية نشرت تحقيقاً عن هذه الانتخابات اعتبرت فيه أن لا حظوظ للمرشحة اللبنانية بالفوز، لكونها تعتبر مدعومة من رجل الأعمال ذي السمعة السيئة جيلبير شاغوري.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها