الأحد 2017/01/08

آخر تحديث: 02:37 (بيروت)

"وِلعت" بين الكتائب والقوات

الأحد 2017/01/08
"وِلعت" بين الكتائب والقوات
هل يحصل تقارب بين القيادتين الكتائبية والقواتية في وقت قريب؟ (أرشيف، ألدو أيوب)
increase حجم الخط decrease
لا تكاد المعارك الفايسبوكية تهدأ بين القواتيين والكتائبيين حتى تندلع من جديد. كأننا في اشتباكات محاور، لكن فايسبوكية هذه المرّة، تعلَّق بعد إعلان وقف لإطلاق النار من جانبي الطرفين ولا تلبث أن تُستأنف بعد مدّة لأسباب قد لا تستدعي بالضرورة استئنافها. لكن، هناك جمراً تحت الرماد على ما يبدو بين الجانبين، وهناك قلوباً مليانة، والأهم أنّ ثمة تراكماً للاحتقان بينهما، ولذلك تراهما "يجنّان" على بعضهما البعض عند أوّل فرصة، ثمّ يهدآن ويرجّحان كلام العقل و"القضية".

ليل الجمعة كانت المواجهات بين الطرفين في ذروتها.. الرصاصة الأولى على فايسبوك اطلقها مسؤول جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية شارل جبور ردّاً على تناول موقع الكتائب القوات بكلام "لا يمكن السكوت عنه". قال جبّور أوّل الأمر إنّ ما دفعه إلى الهجوم هو ما أورده موقع الكتائب عن "التخبط الذي تعانيه القيادة القواتية وعدم ارتياحها لتموضعها الجديد إلى جانب فريق ٨ آذار، وحساسيتها المفرطة تجاه أي نقد يطالها، وكل ذلك للتغطية على خياراتها الخاطئة. رحم الله من قال: اللي بيطلع من تيابو بيبرد". ردّ جبّور: "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده"... لتنطلق بعدها مواجهات عنيفة على محاور فايسبوك بين القوات والكتائب، تخللها تراشق بأقذع العبارات بين الطرفين. ليعود جبّور فيورد خمسة توضيحات لسبب "هجومه" على الكتائب، منها أنّ الكتائب ومنذ زمن الحرب ترمي مسؤولية أفعالها التي تريد التبرؤ منها على القوات. ومما قاله: "عند المواجهة مواجهة وحدودا السما، هيدا التطاول المستمر من الكتائب على القوات، إما يتوقف وإما يتحمل المسؤول عن هذا الحقد مسؤوليته". كما اعتبر أنّ "هناك عقدة كتائبية اسمها القوات"، سائلاً: "العلاقة القواتية- الكتائبية تراجعت بعد استلام (النائب) سامي (الجميل) القيادة الكتائبية، وبالتالي من يكون المسؤول عن تدهور تلك العلاقة؟".

الجديد في سجال القوات"- الكتائب هذه المرة أنّه تجاوز القواعد الحزبية و"الجيشين الإلكترونيين"، وقد دخل عليه أحد المسؤولين الحزبيين، أي جبّور، بطريقة مباشرة. هذا يدفع إلى السؤال إذا ما كانت القيادة القواتية قد اختارت هذا التوقيق لإشعال السجال مع الكتائب، وعن هدفها من وراء إشعاله في هذا التوقيت؟ أوساط قيادية في القوات تنفي لـ"المدن" أنّ تكون القيادة القواتية قد "افتعلت" مشكلة مع الكتائب، لكنّها في الوقت نفسه تشير إلى أنّ خطاب الكتائب غير مقبول تجاه القوات وتحديداً منذ تفاهمها مع التيار الوطني الحر، ثمّ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.. وتسأل: "لماذا هذا الاتهام الكتائبي للقوات بالاستسلام لحزب الله و8 آذار في التسوية الرئاسية الأخيرة؟ في وقت سعت الكتائب بكل قوتها لدخول الحكومة وهي امتنعت عن المشاركة لأنها لم تخصص بحقيبة. بالتالي، هي كانت مستعدة للمشاركة في الحكومة لو خصصت بحصة ترضيها. عليه، لا يمكن الكتائب أن تزايد على القوات في مسألة المشاركة في السلطة، لأنّ معارضتها غير مبدئية. أمّا أوساط الكتائب فتكتفي عند سؤالها عن أسباب السجال المستجد مع القوات بالتذكير بالبيان الذي صدر عن مجلس الإعلام في الحزب وجاء فيه: بعد استهداف حزب الكتائب في الساعات القليلة الماضية بحملة شنها قواتيون وعلى رأسهم مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في القوات، وقد ارفقوا هذه الحملة باساءات واهانات ومغالطات فاضحة، ردّ موقع الحزب الالكتروني وكتائبيون ومناصرون على هذه الحملة. الآن، وبعدما عمّمت القوات بوقف هذه الحملة، وإيمانا بأن لغة المنطق والعقل هي التي يجب أن تسود، لا اللغة المسيئة التي طالت الكتائب، يطلب مجلس الإعلام في حزب الكتائب،  من جميع الحزبيين والمناصرين التوقف عن الرد عن أي إساءة أو إهانة أو عملية  تشهير تطال الحزب".

وقد جاء هذا البيان بعد إصدار القوات بياناً تطلب فيه من مناصريها بـ"التوقف عن الرد على إي إساءات او إهانات يتعرض لها الحزب"، ومما جاء فيه: "تعرض حزب القوات اللبنانية إلى اساءات وإهانات متكررة من قبل كتائبيين، ما دفع بجهاز الإعلام والتواصل في الحزب إلى الرد على تلك الحملة. وانطلاقاً من مسؤوليتنا في الحفاظ على الاجواء الإيجابية التي يجب أن تسود، تطلب الأمانة العامة في حزب القوات اللبنانية وبإيعاز مباشر من رئيس الحزب، من جميع الحزبيين والمناصرين التوقف عن الرد (...)".

ويتضح من لغة البيانين أنّ كلاً من القوات والكتائب يتّهم الآخر بالإساءة والتعرض له، من دون أن يوحي أي منهما بإمكان قيام حوار بين القيادتين في وقت قريب. علماً بأنّ الرئيس أمين الجميل كان قد برّد التشنّج بين الحزبين عقب سجال مماثل عقب انتخاب عون. وقد قال الرئيس الجميل من بعبدا في 15 تشرين الثاني الفائت: "هناك تنافس وهو أمر طبيعي وديموقراطي بين الحزبين، ونأمل أن تكون غيمة صيف عابرة. وإذا لم نتفق مع القوات فكيف يقوم لبنان؟". لكن، لم تتبع هذا الكلام أي خطوات عملية للتقريب بين الحزبين اللذين يبتعدان أكثر فأكثر عن بعضهما رغم "روابط التاريخ والدم" بينهما!   
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها