الثلاثاء 2017/01/03

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

الغابون- عاليه: سعيد ينجو من صخور الإهمال

الثلاثاء 2017/01/03
الغابون- عاليه: سعيد ينجو من صخور الإهمال
هذه الطريق من مسؤولية وزارة الأشغال وليس بلدية الغابون
increase حجم الخط decrease

تسير عجلة الإنماء في لبنان ببطء، ويمكن ألاّ تسير أيضاً، بحسب ما تشير الوقائع المأسوية أحياناً، وآخرها سقوط صخرة كبيرة على سيارة رجل كان يمرّ بطريق الغابون– عاليه الدولية. وهذه ليست مسألة جديدة تعاني منها المنطقة، بل تعود إلى 6 سنوات، طالب خلالها أهالي 27 قرية مجاورة لطريق الغابون بإصلاحها.

في 29 كانون الأول 2016، وبينما كان سعيد بونجم يمرّ في الطريق عينها التي يسلكها من العمل إلى البيت، يومياً، نجا من حادث مأسوي سببه "الكوارث الطبيعية". فنظراً لعدم اتساع الطريق لسيارته مع شاحنة كانت تمرّ في تلك الاثناء، أوقف بونجم سيارته، فاسحاً المجال لمرور الشاحنة، لكن صخرة ضخمة اخترقت الشباك الخلفي لسيارته، وكسرت شباكاً آخر.

وتقول ابنته هبة، لـ"المدن"، إن "والدي نجا هذه المرة، لكن ثمة أشخاصاً يشوّهون جراء هكذا حوادث"، مذكرة بشاب أصيب بشلل، في العام 2015، بعدما وقعت عليه صخرة، على الطريق نفسها.

وتروي بونجم معاناة أهل القرى المجاورة وقلقهم من خطر سقوط الصخور على باصات تقلّ تلاميذ المدارس، في ظل إهمال تام ومستمر منذ سنوات. "تواصلنا مع البلدية مرّات عدة، والردّ منذ سنوات هو نفسه. يقولون إن كتاباً قد أرسل إلى وزير الأشغال العامة والنقل، لكن لم نر أي خطوات عملية بعد".

من ناحية أخرى، لا يرى الأهالي أي جدوى من التحركات المطلبية. "إنها حركات طفولية"، بتلك العبارة كانوا يردّون على التحركات التي تحصل، تقول هبة. لكن "الوضع اختلف الآن، وبات كثير ممن كانوا يرفضون التحركات المطلبية يقولون إنهم مستعدون للقيام بها".

لا يحمّل أهالي المناطق المجاورة لطريق الغابون- عاليه الدولية أي مسؤولية للبلدية. فـ"بلديّتنا تقوم بواجباتها ضمن إمكانياتها، لكننا ننتظر الحلول الجذرية من وزارة الأشغال العامة والنقل"، يقول أحدهم.

ويقول رئيس بلدية الغابون أكرم معروف أبي حسين إن البلدية تتابع الموضوع منذ نحو 6 سنوات، وقد عقدت اجتماعات عدة مع القائمقام. ومن بعدها اجتمع رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وسلّموا أوّل كتاب في هذا الشأن إلى وزير الأشغال العامة والنقل في حينها غازي العريضي. يأسف أبي حسين لتوقّف العمل على الملف عند استقالة العريضي، قائلاً إن الوزير "كلّف لجنة فنية لدراسة الموقع، وهذا ما حصل. لكن لم تحصل أي خطوات عملية بعدها"، رغم أن اللجنة الفنية أفادت أن الحلّ هو وضع شريط من حديد يمنع انجراف التربة.

الكتاب عينه أرسل إلى وزير الأشغال غازي زعيتر، لكن شيئاً لم يتغير أيضاً. ومن بعدها ارتأت البلدية أن تطلب المساعدة من قيادة الجيش نظراً إلى خطورة الوضع، فأرسل الجيش فريقاً فجّر الصخور الكبيرة، المعرّضة للسقوط أكثر من غيرها.

"تتكبّد البلدية خسائر كثيرة في كل شتاء جراء هذا الأمر، خصوصاً في ما يتعلّق بإحضار الآليات لإزالة الردم وفتح الطريق"، يقول رئيس البلدية. ويؤكد أن "هذه الطريق من مسؤولية وزارة الأشغال وليس بلدية الغابون، لأنها طريق دولية".

الخطوة الأخيرة التي قام بها رئيس البلدية كانت تواصله مع قائمقام عاليه بدر زيدان من أجل إرسال كتاب مشترك إلى وزير الأشغال الجديد. وتمّت الموافقة على إرسال الكتاب بعد انتهاء فترة الأعياد. والبلدية تعوّل على "العهد الجديد"، ويقول رئيسها إنه "لا بدّ من حلّ جذري، لمسألة تتعلّق بحياة الناس". فهل سنرى أي خطوات عملية من الوزير الجديد؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها