السبت 2017/01/28

آخر تحديث: 00:33 (بيروت)

التحقيقات مع العاصي: كوستا هو الهدف

السبت 2017/01/28
التحقيقات مع العاصي: كوستا هو الهدف
العاصي كان مرصوداً وعناصر الأمن يتابعونه وينتظرون في المقهى (المدن)
increase حجم الخط decrease
أنهت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تحقيقاتها مع عمر حسن العاصي، الذي كان يعتزم تفجير نفسه في مقهى كوستا في الحمرا يوم السبت الفائت. وقد أحالته إلى القضاء المختلص لاستكمال التحقيق معه واتخاذ المقتضيات القانونية بحقه.

وفي هذا السياق، يكشف مرجع عسكري بارز لـ"المدن" أن عملية القبض عليه قبل تفجير نفسه، التي حصلت بالتنسيق بين مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، هي عملية مخابراتية بامتياز، مستغرباً التشكيك فيها.

لا يخفي المرجع العسكري اتخاذ مزيد من الاجراءات الأمنية في المناطق اللبنانية، تحسباً للقيام بعمليات أخرى. ويكشف عن احتمال وجود مزيد من الأشخاص المتورطين والمرتبطين بالتنظيمات الإرهابية، وخصوصاً داعش. وقد يكونون على تواصل مع قادة في التنظيم في الرقة. وقد اعترف العاصي، وفق المرجع، بأن مهمته كانت محصورة في هذا الهدف، ولم يكلف بأي عملية أمنية أخرى. ويقول إن "العاصي كان مرصوداً منذ فترة، وكانت المعلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمنية. لذلك، كان يخضع لمتابعة ورصد دقيقين. وكانت المعلومات متوافرة عن إمكانية استهداف مقهى كوستا. لذلك، كان هناك عناصر تراقب المقهى قبل وصول العاصي إليه، فيما كانت عناصر أخرى تراقبه شخصياً".

ويكشف عن أن العاصي لم يكن يحمل هاتفاً خليوياً لحظة القبض عليه. ما يدحض الأقاويل التي نسبت إلى شهود عيان بأنه كان يجري إتصالاً هاتفياً لدى القبض عليه،. ويؤكد أن العاصي إلى جانب اعترافه بالتنسيق مع داعش، أكد أنه على استعداد لتكرار المحاولة وتفجير نفسه لو سمحت له الظروف ذلك، وذلك لما يعتبره دفاعاً عن أبناء بيئته ضد ما يتعرضون له. وهو لا يخفي أنه كان من مؤيدي الشيخ الموقوف أحمد الأسير وكان مشاركاً في النشاطات التي قام بها الأسير في صيدا.

واعترف العاصي، وفق المرجع، بأنه كان ينسق ويتواصل من أجل تنفيذ العملية الإنتحارية مع أشخاص في الرقة، ولا لأحد منهم في لبنان. ويفسّر المرجع ذلك بأن تنظيم داعش يتخذ أسلوباً جديداً في التعاطي مع الساحة اللبنانية، ولاسيما بعد كشف شبكات مرتبطة به والقبض على العديد من عناصره. ويلفت إلى أنه في إنفجار برج البراجنة، وفي غيره من العمليات التي لم تنفذ وكان التنظيم يخطط لها، كان يلجأ إلى التنسيق مع أكثر من شخص، وكان العمل بأسلوب مجموعات، لكن الآن يبدو أن هذه الأمور تغيّرت، تجنباً للإيقاع باكبر عدد من العناصر المرتبطين في التنظيم. ويقول المرجع إن ذلك يستوجب جهداً أكبر من الأجهزة الأمنية للقبض على هؤلاء الأشخاص، لأنه خلال التحقيق معهم، يعترفون عن أشخاص خارج لبنان، بما أنهم لا يعرفون بعضهم البعض ولا تنسيق في ما بينهم. بالتالي، فإن أسلوب عمل الأجهزة الأمنية سيتغير، لمكافحة وفكفكة هذه "القنابل العنقودية المتنقّلة"، وفق توصيف المرجع.

رغم ذلك، فإن الوضع الأمني مازال تحت السيطرة، وإن كان هناك تهديدات. فالأجهزة الأمنية تقوم بعملها، ومثلما قبضت على العاصي، كذلك قبضت على غيره. وهي تستمر في اتخاذ مزيد من الإجراءات. وآخرها ما كان في طرابلس لأجل عدم ترك أي ثغرة يستخدمها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها