الثلاثاء 2017/01/24

آخر تحديث: 00:42 (بيروت)

شباب القوات والتيار يتقاربون.. وحزب الله ثالثهما

الثلاثاء 2017/01/24
شباب القوات والتيار يتقاربون.. وحزب الله ثالثهما
تعبيد الطريق لتغيير الأجواء بين شباب الحزبين لم يكن سهلاً (ألدو أيوب)
increase حجم الخط decrease

ليست العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر علاقة مكاتب سياسية فحسب، بل هي علاقة بين مكونين سياسيين واجتماعيين. فالوصول إلى تفاهم معراب، في 18 كانون الثاني 2016، الحدث الذي تتفق القوات والتيار على أنه "غيّر التاريخ السياسي المسيحي في لبنان"، لم يحصل بكبسة زر، بل جرى تعبيده من خلال العمل على القواعد الشعبية تحديداً. وأهمها تعزيز العلاقات الشبابية والطلابية بين مصلحة الطلاب في القوات وقطاع الشباب في التيار.

أهمية العلاقة بين مصلحة الطلاب وقطاع الشباب بدت واضحة قبل تفاهم معراب، خصوصاً أنه بعد أيام من زيارة سمير جعجع الرابية، في تموز 2016، حين "أعلنت النوايا"، حصل لقاء بين شباب القوات وشباب التيار في معراب ضمّ قيادات، وشهد حضور جعجع، وإلى جانبه النائب إبراهيم كنعان في لحظة ثناء. والآن، وبعد مرور عام على "تفاهم معراب"، كيف تغيّرت العلاقة بين الطرفين على الصعيد الشبابي؟

المجال الأول الذي تُلاحظ فيه هذه العلاقة، حيث يخوض كل فريق شبابي معركته السياسية الأهم، أي الانتخابات الطلابية. وهنا يميّز رئيس مصلحة الطلاب في القوات جاد دميان، في حديثه إلى "المدن"، بين مرحلتين: قبل انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وبعده. فانتخابات الجامعتين الأميركية واليسوعية، مثلاً، جاءت قبل الانتخابات الرئاسية وقبل تقارب التيار مع المستقبل. ما دفع القوات حينها إلى "الالتزام بتحالفها مع المستقبل ضمن أجواء إيجابية غير مشحونة، بل سليمة وديمقراطية مع شباب التيار"، يقول دميان.

انتهت الانتخابات في الأميركية بأجواء متقاربة بين التيار والقوات، خصوصاً بعدما كانت خلية التيار الحلقة الأضعف ضمن تحالف 8 آذار. وفي اليسوعية لم يقصّر الأشقاء الجدد في التحالف عندما أتيح ذلك، وتشاركوا لوائح كلية الطب تبعاً لدينامكياتها. لكن ذلك لم يكن جزءاً من تحالف أكبر.

أما في مرحلة ما بعد انتخاب عون، فيشير دميان إلى ما حصل في انتخابات جامعة اللويزة-برسا، حيث تحالفت الأطراف الثلاثة، القوات والتيار والمستقبل في الانتخابات الطلابية. كما أن الأجواء السياسية في الجامعة اللبنانية- فرع الفنار تحسّنت كثيراً وباتت إيجابية. كأنّ مرحلة ما قبل انتخاب عون كانت مرحلة التقارب، ومرحلة ما بعد انتخابه هي مرحلة قطف ثمار التحالف. وهذا ما ينبّئ بتعاون أكبر وعملي أكثر بين الطرفين "المسيحيين" في الانتخابات المقبلة.

لكن رئيس قطاع الشباب في التيار إيلي ملحمة يرى أنّه "من المبكر الحديث عن الانتخابات الطلابية قبل حصول الانتخابات النيابية، ومعرفة ما سينتج عنها من تحالفات لأنها تؤثّر على نحو مباشر"، مؤكداً أن "التيار يسير في اتجاهات ثلاثة ضمن الانتخابات الطلابية: مصلحة الطلاب، مصلحة التيار، ومصلحة الأطراف الحليفة التي منها حزب الله، الذي هو حليف استراتيجي للتيار أيضاً".

تعبيد الطريق لتغيير الأجواء بين شباب الحزبين ربّما لم يكن سهلاً، خصوصاً أن شباب الأحزاب هم الفئة التي تكون عادة في مرحلة تكوينها، وبالتالي يصعب إقناعها بتغيير المفاهيم التي تربّت عليها. فدميان لا ينفي "وجود كثير من الحواجز عند شباب قواتيين، وهي استمرت حتى بعد تفاهم معراب. لكن اداء عون حتى الآن غيّر ذهنية كثيرين من الذين شككوا. فربما كان لا بد من رؤية خطوات عملية ومنتجة من التفاهم ليقتنع الجميع به".

ويقول ملحمة: "صحيح أن العلاقات كانت شبه مقطوعة بين الطرفين في السنوات التي سبقت التفاهم الأخير ونتائجه، لكن علينا أن نتذكر أن شباب التيار والقوات كانوا في الخانة نفسها في مواجهة الاحتلال السوري في زمن الوصاية". وهذا عامل تاريخي سهل ربما إقناع شباب التيار بالقبول بخطوة كهذه.

لا ينفي ملحمة ودميان أن العلاقات بين المصلحة والقطاع لم تعرف تطبيقات عملية واضحة حتى الآن، إلا أنهما لا ينفيان أيضاً أن الطرفين على تماس مستمر ويلتقيان من فترة إلى أخرى في اجتماعات سياسية واجتماعية. ويعد دميان بـ"خطوات جديدة وعملية سيتم الإعلان عنها قريباً في إطار التعاون بين الطرفين".

النظر إلى العلاقات المستقبلية بين المصلحة والقطاع لا يمكن فصلها عن التوجه السياسي للحزبين. وهذا طبيعي. وفي الدينامكيات، يبدو أن الأدوار انقلبت. فبعدما كانت البداية أصعب على القوات في الدفع نحو التفاهم، خصوصاً أن التيار كان المستفيد المرحلي تبعاً لانتخاب عون رئيساً، يبدو أن الصعوبة انتقلت إلى التيار، الآن، الذي يقع في الوسط بين القوات وحزب الله. ما يصعب المهمة على شبابه، خصوصاً داخل الجامعات. لكن هذا ما لا يرى فيه ملحمة مشكلة، إذ إن "وجود التيار في موقع جامع يسهل أكثر مما يصعب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها