السبت 2017/01/21

آخر تحديث: 00:17 (بيروت)

هل يزور الجميل معراب قريباً؟

السبت 2017/01/21
هل يزور الجميل معراب قريباً؟
صفحة جديدة بين القوات والكتائب؟ (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
ثمّة في العلاقة بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية أمر مختلف وديناميكي وحتّى مسلّ أحياناً يخالف نمطية العلاقات بين القوى السياسية اللبنانية سواء الحليفة أو الخصمة. فتعاطي القوى السياسية مع بعضها البعض قائم على خصومة أو تحالف، إلّا في حالة القوات والكتائب، حيث العلاقة بينهما لا هي تحالف ولا هي خصومة. ربمّا لأنّ بين الحزبين عصبية مشتركة و"رابطة أخوية". وهذا يجعل علاقتهما شبيهة بعلاقة الأشقاء في هبوط وصعود دائم، مرّة يتفقون ومرّات يختلفون ويتناكفون. إلا أنّه في البيت غالباً ما يتدخّل الأهل لحلّ خلافات الأخوة، وقد ينجحون أو لا في مسعاهم، لكن "أهل" الكتائب والقوات هم منهما وفيهما وليسوا "فوقهما" كما الأهل "فوق" أبنائهم. فلا بكركي تدخلت في هذا الخلاف ولا أي مرجعية أخرى. علماً بأنّ بكركي حاولت أخيراً فضّ الخلاف بين التيار الوطني الحر والمردة، لكنّها لم تسعَ مرّة لإصلاح ذات البين بين القوات والكتائب عندما يختلفان، ربمّا لأنّ خلافهما لا يتفاقم إلى حدود خطيرة، وربما لأنّ البطريرك بشارة الراعي يتحسّس من حلافات معينة أكثر منه من غيرها.

هكذا في كلّ مرّة يقع خلاف بين الحزبين يسعى أحد منهما إلى تبريده. مرّة يأخذ الرئيس أمين الجميل الخلاف في صدره و"يطرّي" الأمور مع القوات، ومرّة يرسل الدكتور سمير جعجع من يقف على خاطر الكتائب، كما فعل الخميس الوزير ملحم الرياشي الذي زار بيت الكتائب في الصيفي والتقى النائب سامي الجميل بحضور النائب نديم الجميل والوزير آلان حكيم. وكان الموضوع الأساسي خلال اللقاء الخلاف القواتي الكتائبي الذي نشب أخيراً بعدما "سقطت سهواً" دعوة إذاعة صوت لبنان 100.3-100.5 (التابعة لحزب الكتائب) لحضور اجتماع تشاوري في وزارة الإعلام كان مخصصاً لبحث سبل "إنقاذ الإعلام اللبناني"، لتندلع بعدها المعارك الفايسبوكية بين "أولاد العم" القواتيين والكتائبيين "بتغطية نارية كثيفة" من رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات شارل جبور، الذي كتب على صفحته سلسلة مواقف يهاجم فيها الكتائب.

أوساط القوات تقول لـ"المدن" إن زيارة رياشي البيت المركزي الكتائبي في الصيفي تأتي في سياق حرص القوات على تبريد الأجواء مع الكتائب الذي تجمعنا به "قضية واحدة واستراتيجيا واحدة، وإن اختلفنا في اليوميات السياسية أحياناً. وهذا أمر طبيعي بين أي حزبين". تضيف إنّ "قيام رياشي بهذه الزيارة وليس سواه من القواتيين كان لأنّ الخلاف الأخير مع الكتائب أطلق شرارته التباين الذي حصل بشأن دعوة الكتائب لاجتماع عمل في وزارة الإعلام". لكن وبمعزل عمن قام بالزيارة فهي تعكس قرار جعجع بتهدئة الأمور مع الكتائب، ومنع تفاقهما إلى حد يصعّب ترميم العلاقة بين الحزبين مجدداً، ولاسيما أنّ الانتخابات النيابية على الأبواب ومن مصلحة الحزبين تبريد علاقتهما عشيتها لأنّ "الميدان الانتخابي" قد يضطرهما إلى التنسيق والتوافق في هذه الدائرة أو تلك.

أمّا أوساط الكتائب فهي أيضاً تصف الزيارة بالإيجابية وتضعها في إطار لملمة ذيول التجاذب الأخير بين الحزبين والذي أنذر بإمكان تدحرج العلاقة إلى مكان لا يريده الطرفان فيما لو لم يتّم تدارك الأمر. وعمّا إذا كانت هناك إمكانية لزيارة النائب الجميل معراب للقاء جعجع، تجيب هذه الأوساط بأنّ لا شيء يمنع مثل هذه الزيارة كما زيارة الدكتور جعجع إلى الصيفي، لكن اجتماع الخميس بحث في آلية عمل لترميم العلاقة بين الحزبين قد تكون نتيجتها تبادل الزيارات بين قيادتي الحزبين. وعمّا إذا كان هذا اللقاء تطرق لموضوع الانتخابات المقبلة وإمكان التسنيق والتعاون بين القوات والكتائب فيها، أجابت هذه الأوساط بأنّه مازال من المبكر البحث في موضوع الانتخابات، علماً بأنّ الرياشي نفسه قال إثر لقائه الجميل إنّ البحث خلال الزيارة تطرق إلى موضوع الانتخابات النيابية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها