الجمعة 2017/01/20

آخر تحديث: 01:15 (بيروت)

هادي مهدد بفقدان وركه.. مراكز التزلج غير آمنة

الجمعة 2017/01/20
هادي مهدد بفقدان وركه.. مراكز التزلج غير آمنة
ما حصل مع هادي يمكن أن يتعرض له أي شخص آخر (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

أراد هادي مكي (16 عاماً) أن يمارس رياضة التزلج على الثلج، فأرسله والداه برفقة مدربٍ خاص إلى فاريا. لكن حرص الوالدين على سلامة ابنهما وسعادته لم ينقذه من خطر يهدده اليوم. فرغم وجود مدرب خاص برفقة هادي، وقع أثناء التزلج، في ما يمكن اعتباره حادثاً عادياً. لكن المشكلة بدأت مع تعقُّد عملية نقل هادي إلى المستشفى، لناحية طلب سيارة الإسعاف واختيار المستشفى الذي سيُنقل إليه.

في بادئ الأمر، نقل الإسعاف هادي إلى مستشفى السان جورج في عجلتون الأقرب إلى منطقة التزلج والوحيد في منطقة كسروان. أظهرت صور الأشعة انفصال عضمة الورك عن مكانها. هال الوالدين ما أصاب هادي، فقررا نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لرغبتهما بتأمين أفضل علاج لابنهما. لم يعرف الوالدان حينها أن حالة هادي تستوجب إرجاع عضمة الورك إلى مكانها بأسرع وقت ممكن، لأن اصابته تمنع وصول الدماء إلى هذه العضمة، من دون أن يخبرهما الطبيب المناوب في الطوارئ "هذه المعلومة الطبية البسيطة"، على ما تقول رجاء، والدة هادي.

"لم يأت أي طبيب مختص للحديث معنا قبل أن يستعين مدرب هادي بطبيب عضم في المستشفى نفسه تربطه به معرفة سابقة"، تقول رجاء. بعد اطلاعه على الصور، أخبر الطبيب الأهل أنه يجب إجراء عملية في أسرع وقت ممكن، "لكن حينها كان الإسعاف قد وصل إلى الجامعة الأميركية، ولم نكن في وعينا الكامل".

بقي هادي أكثر من ٨ ساعات من دون العلاج المناسب، بسبب تعقد الاجراءات في مستشفى الأميركية، التي لم توافق على استقباله في البداية. ما أدى إلى توقف سيارة الإسعاف بشكل متكرر على الطريق خلال عملية الأخذ والرد بين الأهل والمستشفى. لكن معرفة والدي هادي بطبيب في المستشفى ساعدهما على إدخاله، "وإلا لاستغرقت العملية أكثر بكثير"، تقول رجاء.

أرسلت عائلة هادي تقارير مستشفى الأميركية إلى بريطانيا فتطابقت التوصيات البريطانية مع الأميركية، بأنه لا يمكن اجراء عملية جراحية لهادي حالياً لأن كسر عضمة الورك موجود في مكان خطر. خرج هادي من المستشفى، يوم السبت في 14 كانون الثاني، من دون أن يسترد قدرته على السير، وهو يخضع لعلاج فيزيائي في المنزل. حتى اليوم، لا يعرف هادي أو أهله أو الأطباء مصيره، إذ هو مهدد بالإصابة بـNecrosis أي موت الخلايا في عضمة الورك بسبب انقطاع الدماء عنها لمدة طويلة. لكن تأكيد ذلك يحتاج مزيداً من الوقت. أما إذا أصيب هادي بـNecrosis فعلاً فالحل الوحيد أمامه هو استبدال وركه بآخر اصطناعي، وهو مازل في 16 من عمره فقط.

بالنسبة إلى الوالدة، "طبيب الطوارئ هو المذنب، إذ عندما اطّلع على الصور لم يخبرنا بضرورة إعادة عضمة الورك إلى مكانها بأسرع وقت ممكن، وأن نقله إلى مستتشفى آخر سيكون خطراً". لكن في حديث إلى "المدن"، يشرح مساعد رئيس مستشفى السان جورج عجلتون روبير أبي فاضل أن "المستشفى قدم لهادي كل الطبابة اللازمة عند وصوله إليها، لكن العائلة أصرت على نقله إلى مستشفى الأميركية". في ضوء ذلك، أوضح أبي فاضل أنه مستعد للقيام بكل الاجراءات اللازمة لفتح تحقيق، وتحويله إلى نقابة الأطباء أو الجهات المعنية.

لكن ما حصل مع هادي يمكن أن يتعرض له أي شخص آخر، نظراً لضعف الخدمات الصحية الموجودة في المنطقة المحيطة بمراكز التزلج. وهذا ما يعرفه جيداً رئيس بلدية فاريا ميشال سلامة. فالبلدية لا تقدم أي خدمات صحية في منطقة التزلج، إذ "ليس لدينا فريق طبي"، على ما قال لـ"المدن". أما مستشفى السان جورج فتبعد نحو 15 كلم عن منطقة التزلج، أي نحو ثلث ساعة، إذا لم تكن الطريقة مكتظة. لكن تحويل السير إلى داخل بلدة كفرذبيان، الذي تقوم به بلدية كفرذبيان من خلال شرطتها، "يؤدي إلى ازدحام السير نزولاً من فاريا. ما يؤخر سيارات الإسعاف أيضاً".

تحيط بفاريا، فضلاً عن مستشفى عجلتون، بعض المراكز الصحية مثل مركز حراجل التابع لوزارة الصحة والمستوصفات مثل مستوصف ميروبا. ويقول عضو بلدية فاريا جورج عقيقي والمشرف على مركز حراجل الطبي إن "مركزنا هو الأقرب إلى منطقة التزلج، لكن لا يمكننا إنقاذ المصابين، إذ ليس لدينا سيارة إسعاف وينتهي الدوام الرسمي في مركزنا عند الثانية ظهراً. وبشكل عام، العنصر البشري موجود في المنطقة، لكن هناك فقر في المعدات".

وكانت "المدن" قد حاولت التواصل مع وزارة الصحة، لسؤالها عن دورها في تأمين الخدمات الصحية في فاريا وسائر منطقة كسروان، خصوصاً في موسم التزلج، لكن وزير الصحة غسان حاصباني رفض ذلك. ما يرجح فرضية تراجع الخدمات الصحية، خصوصاً الحكومية في المنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها