الحلفاء منقسمون في رابطة "الثانوي": لمن الرئاسة؟

فوجئت الأوساط النقابية بتأجيل الاجتماع، الذي كان مقرراً الجمعة، في 20 كانون الثاني، للهيئة الإدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، لتوزيع المهمات على الأعضاء، كما ينص النظام الداخلي للرابطة، أي بعد أسبوع من انتهاء عملية الانتخاب، التي جرت في 15 كانون الثاني.

وكشفت هذه الأوساط عن وجود عراقيل دخلت على الخط. ما استدعى التأجيل من دون تحديد موعد جديد، نظراً لوجود مرشح آخر غير النقابي نزيه جباوي (حركة أمل) لرئاسة الرابطة، وهو المرشح طوني حداد (التيار الوطني الحر).

واتهم بعض النقابيين الوطني الحر بعرقلة الاجتماع، كونه أعلن عن مرشحه في اللحظة الأخيرة، بغية الحصول على مواقع "وازنة" داخل الرابطة، وأن هذه المناورة ستضرب الوحدة الداخلية في الرابطة، بعدما كان التخوف من هذه "الضربة"، من قبل الأطراف المنافسة في الانتخابات.

وكشفت المعلومات أن ممثلي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة إلى أمل، يؤيدون المرشح جباوي، في حين أن ممثلي حزب الله لا يمكنهم التخلي عن مرشح أمل حتى ولو كان الموقف غير معلن رسمياً، وبذلك يكون مجموع الأصوات 12 مقابل ستة أصوات للوطني الحر (ثلاثة للتيار، وواحد للحزب القومي، وواحد للقوات اللبنانية، وواحد مشترك بين القوات والتيار).

وفي حين يستغرب نقابيون وجود مرشح آخر غير جباوي، مشيرين إلى أن الإتفاق قبيل انتخابات الهيئة الإدارية، كان التوافق على أن تكون الرئاسة لأمل، ينفي مسؤول المكتب التربوي في الوطني الحر روك مهنا وجود مثل هذا الإتفاق، مؤكداً أن التوافق حصل على السير بالعملية الانتخابية، بتحالف موحد وفي لائحة موحدة مكتملة، ثم يصار إلى توزيع المهمات، شرط الجلوس قبل ذلك إلى الطاولة مع الجميع للتوافق قبل التسمية. ويسأل: "كيف نوافق على أن تكون الرئاسة لأمل ولدينا مرشح معروف؟". يضيف: "موقع رئاسة الرابطة للوطني الحر، وقبل أسبوع طرح لأمل، فهل أصبح ذلك أمراً مسلماً به؟ علماً أننا تركنا الرئاسة مفتوحة وطلبنا وضع كل الأمور على الطاولة".

ويلفت مهنا إلى أن الموضوع الأهم من الرئاسة هو خط سير الرابطة، "لأننا لا نريد اتحاداً عمالياً آخر، وهناك الموقع الوظيفي للأستاذ الثانوي، وسلسلة الرتب والرواتب".

ورداً على القائلين إن تمسك التيار برئاسة الرابطة سينعكس على انتخابات رابطة التعليم المهني والتقني، المقررة في 29 كانون الثاني، خصوصاً أن الرئاسة هي لمسيحي تبعاً للنظام الداخلي لرابطة المهني، ينفي مهنا ترابط الموضوعين، أو وجود أي إنعكاسات، مؤكداً الإنفتاح على جميع الحلول.

بدوره رئيس السن أحمد الخير (المستقبل)، فضل تأجيل موعد توزيع المهمات لأسبوع، ريثما تثمر الاتصالات حلولاً، لافتاً إلى أنه سبق وسحب ترشيحه لمصلحة زميله جباوي، وهو غير مستعد للدخول في أي معركة حفاظاً على وحدة الرابطة.

أما جباوي فيرفض الخوض في التسريبات، مشيراً إلى أن الهيئة الإدارية ككل تبلغت بترشيح الوطني الحر طوني حداد، وأن ذلك شكل مفاجأة للجميع. مع ذلك "على استعداد للجلوس إلى الطاولة لبحث كل الأمور، بعيداً من التسريبات، لما فيه مصلحة الرابطة ووحدتها". ويشير جباوي إلى أن أحمد الخير، كونه رئيساً للسن، يتولى الاتصالات مع جميع الأعضاء المنتخبين، لتقريب وجهات النظر. لذلك كان تأجيل موعد توزيع المهمات.

وتتخوف المصادر النقابية، من تداعيات ما يحصل، مشيرة إلى أن البداية غير مشجعة، وأن لذلك إنعكاسات على الانتخابات المقبلة في رابطة المهني، ومن بعدها في رابطة معلمي التعليم الأساسي، وأن ذلك سيفتح الباب واسعاً أمام التيار النقابي المستقل للعودة مجدداً من باب الخلافات، والبدء بمعارضة واسعة.