الخميس 2017/01/19

آخر تحديث: 17:54 (بيروت)

من يحمي خاطفي سعد ريشا؟

الخميس 2017/01/19
من يحمي خاطفي سعد ريشا؟
نجحت عائلة ريشا في جعل اختطاف سعد قضية وطنية (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
كالجمر تحت الرماد بدت زحلة والبقاع بعد اختطاف رجل الأعمال سعد ريشا مساء الأربعاء، في 18 كانون الثاني، في إنتظار أن يأتيها الخبر اليقين بتحرير الرجل السبعيني "الآدمي"، الذي لم يقم الخاطفون حساباً لعمره وما يمر به من ظروف صحية قد لا تسمح له بتحمل التوتر الناتج عن عملية خطفه. 


هكذا، استيقظ أبناء زحلة والبقاع عموماً على تصعيد سريع، بدأ صباحاً مع قطع مستديرة اوتوستراد زحلة– سعدنايل في الاتجاهين، ليتنقل دخان الاطارات التي اشعلت والرمول التي استخدمت في اغلاق الطرق إلى جميع المفارق التي تربط زحلة بقرى البقاع الأوسط والشمالي، إلى جانب إغلاق طريق ضهر البيدر الحيوية، التي يسلكها آلاف البقاعيين كل يوم، في محاولة لجعل الصرخة تصل إلى لبنان عموماً، وبالتالي حض الأجهزة الأمنية على بذل جهد إضافي لاستعادة ريشا سالماً وبأسرع وقت.

وقد صعبت ردة الفعل التي استدرجتها عملية الخطف هذه المرة، مهمة الخاطفين في تحديد طلبهم، إذ أكدت عائلة المخطوف أنها حتى ظهر الخميس، في 19 كانون الثاني، لم تتلق أي اتصال يطالب بفدية مالية أو غيرها. فيما بدت عائلة ريشا مصرة على استعادة مخطوفها، رافضة الخضوع لمنطق الإبتزاز، بل وضعت الأجهزة الأمنية أمام مسؤوليتها باستعادة سعد سالماً، خصوصاً أن أسماء الخاطفين وهوياتهم حددت كما أكد نجل ريشا منذ مساء الأربعاء.

ونجحت عائلة ريشا في جعل اختطاف سعد قضية وطنية من خلال ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة التي استدرجتها من الجهات السياسية، إلى حد اعتبار رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عملية الخطف "استهدافاً للأمن الوطني"، فيما اعتبرها حزب القوات اللبنانية جريمة موصوفة معولاً على العهد الجديد في زوال هذه الأعمال الاجرامية. وطالب التيار الوطني الحر بسوق الفاعلين إلى العدالة.

في المقابل، بدا قادة الأجهزة الأمنية في حالة إحراج تجاه محاولة اقناع المعتصمين على إعادة فتح الطرق قبل أن يحملوا ما يطمئن العائلة، التي ذكر مقرب منها لـ"المدن" أنها واثقة من "جدية" الأجهزة الأمنية في الضغوط والمداهمات التي بدأتها في منطقة بريتال وجرودها، إلى جانب الاتصالات التي نشطت مع الجهات السياسية المعنية في منطقة بعلبك الهرمل التي تشكل ملاذ هذه الجماعات، ووضعها أمام مسؤولية الضغط على الخاطفين لإعادة ريشا سالماً أولاً، وبالتالي العمل الجدي على انهاء الحالة الشاذة التي تجد في منطقة البقاع "بؤرها الحامية".

وما لمح إليه معظم المتحدثين في الاعتصام، قاله صهر ريشا رشيد قاعي صراحة معتبراً أنه "لو لم يكن لهؤلاء من يحميهم لا يجرؤون أن يأتوا بوضح النهار في سيارة داكنة الزجاج وبدون لوحة، ويعتدون على ضحيتهم ببرودة أعصاب مبرزين سلاحهم على طريق عام، في منطقة هي تحت نظر الأجهزة الأمنية. إذ لا يمكن أن يكون لديهم هذا الشعور من دون تغطية، ومن يغطيهم إذا كان يريد فعلاً أن تقوم الدولة فليرفع الغطاء عنهم، وإلا سيبقى كل منا معرضاً للخطف إذا لم يكن هناك رادع. وهذا ما يعيدنا إلى أيام الفوضى حيث يحق لكل واحد أن يحمي نفسه بنفسه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها