الجمعة 2017/01/13

آخر تحديث: 06:21 (بيروت)

مفرقعات و"كشاشون" لإبعاد الطيور عن المطار

الجمعة 2017/01/13
مفرقعات و"كشاشون" لإبعاد الطيور عن المطار
يجزم مجلس الانماء والاعمار أن مطمر كوستابرافا ليس السبب الوحيد لتكاثر الطيور قرب المطار (المدن)
increase حجم الخط decrease

توقف نقل النفايات إلى مطمر كوستابرافا لفترة مؤقتة، في انتظار التقارير التي كلفت بها الإدارات المعنية، الصحة والزراعة والمديرية العامة للطيران والمدني، وفق قرار قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا حسن حمدان. وبعد ساعات على بدء تنفيذ القرار أنجزت الإدارات المعنية، فجأة، تقاريرها وقدمتها إلى القاضي حمدان، الخميس 12 كانون الأول.

هذا السلوك، يشي بضغوط سياسية تمارس حالياً على القضاء للرجوع عن قرار وقف الأعمال في كوستابرافا. إلا أن حمدان نوه في قرار الوقف أن هناك إمكانية لتمديد هذه المدة، حتى بعد إنجاز التقارير المطلوبة عن واقع المطمر وآثاره السلبية الصحية والبيئية وعلى الملاحة الجوية. في حين قرر القاضي حمدان تكليف المساعدين القضائيين، طارق عويدات وطارق جابر إنفاذ القرار الصادر عنه.

حتى الساعة، لم تنتشر النفايات في الشوارع بعد، لكنها ستظهر حتماً في الأيام القليلة المقبلة، في مكبات عشوائية في حال لم تتراكم في الحاويات على الطرقات. هذه هي الإجابة الحتمية على التساؤلات التي تطرح حالياً في شأن مصير النفايات في بعبدا والشويفات وعرمون وجزء من بيروت الإدارية، وتبلغ نحو 1400 طن، وكانت تطمر يومياً في مطمر النفايات المؤقت في كوستابرافا، بعدما تفرز في معملي الكرنتينا والعمروسية.

ويؤكد المكتب الإعلامي لشركة سوكلين في اتصال مع "المدن" أن الشركة لاتزال تلتزم كنس النفايات وجمعها ونقلها من مناطق خدمتها إلى معملي الفرز، في انتظار أي قرار جديد من الحكومة اللبنانية.

هكذا، سيبقى المعملان وجهة النفايات إلى حين انتهاء قدرتهما الاستيعابية. حينها سيبحث المعنيون في إدارة ملف النفايات عن مواقف مؤقته للنفايات بديلة من كوستابرافا. وسترمى الكرة في ملعب البلديات لاختيار مكب تجمع فيه النفايات، وستعود ظاهرة أكياس "ستوكات" النفايات في زوايا الطرقات، هنا وهناك. أما الحل البيئي والعلمي فإنه سيبقى مغيباً، على الأرجح. إذ لا حلول منطقية اختارتها الحكومة منذ بدء أزمة النفايات منتصف العام 2015.

سؤال آخر فرض نفسه: هل سيقبل القيمون على المطمر المؤقت في برج حمود إدخال كميات إضافية من النفايات في حال تقرر الابقاء على إيقاف نقل النفايات إلى كوستابرافا أم أنهم سيتمسكون بالحصة المتفق عليها وفق خطة الحكومة.

وفي الاطار ذاته، عقد في السراي الحكومي، الخميس 12 كانون الثاني، اجتماع برئاسة الرئيس سعد الحريري، حضره وزيرا البيئة طارق الخطيب والأشغال يوسف فنيانوس، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الإنمائية فادي فواز. وقد بحث مشكلة طيور النورس قرب مدارج المطار، ما يهدد حركة الملاحة.

منذ صباح الخميس، توجه بعض المعنيين من مجلس الإنماء والإعمار إلى موقع المطمر، لاتخاذ اجراءات تُبعد طيور النورس. وقد جرى تثبيت جهازين صوتيين عند الجسر البحري على أن يضاف الجمعة جهازين جديدين ليعاد بعدها فتح هذا الجسر. وتشير مصادر المجلس لـ"المدن" إلى أن الجهازين أسهما في إبعاد الطيور عن المدارج، لافتة إلى أن هذه الخيارات معتمدة في العديد من الدول، لكنها قد لا تبدو كافية وحدها. وتؤكد مصادر المجلس أن ليس المسبب الأساسي للوجود الكثيف لهذه الأسراب من الطيور هو إستحداث المطمر، لأن وجودها مزمن في تلك المنطقة، ولكن أعدادها في ازدياد بسبب التلوث الذي يشهده نهر الغدير، حيث يصب في تلك المنطقة القريبة من المطار.

وتعتبر المصادر أن السبب الأساسي هو مجرى نهر الغدير الذي تحول إلى شبه مجرور مكشوف تُرمى فيه مختلف أنواع المخلفات والنفايات. وهناك عوامل أخرى لوجود الطيور، هي أنشطة تربية الطيور في محيط المطار وتجمع مياه الأمطار داخل حرم المطار ووجود مساحات مغطاة بالعشب قرب المدارج. أما في شان المطمر فتعتبر المصادر أن المركز الموقت للطمر الصحي للنفايات لا يشكل مصدر جذب للطيور، نظرا للاجراءات المتخذة ولوجود حركة دائمة داخل موقع المشروع.

وتفيد مصادر المجتمعين في السراي بأن الحريري شدد على وجوب اتخاذ الاجراءات اللازمة لتجنّب أي كارثة قد تسببها هذه الأزمة المستجدة. وقد طرح البعض استكمال تجهيز المطار بمعدات صوتية وضوئية مخصصة لإبعاد الطيور عن تلك المنطقة. وهناك إقتراح بتوظيف عدد من العمال بدوام كامل، يعملون على طرد الطيور، ولاسيما عند إقلاع الطائرات وهبوطها، باعتبار أن هذا الاجراء متبّع في عدد من مطارات العالم.

وأكد وزير الأشغال يوسف فنيانوس بعد الاجتماع أنه تمت الاستعانة بخبراء طرحوا أفكاراً لحماية الطائرات، مثل إطلاق مفرقعات لإخافة الطيور وإصدار أصوات مزعجة لإبعادها. وتمّ إقفال الحفر الكبيرة التي تتجمع فيها المياه في أرض المطار وستتم معالجة موضوع تربية الدواجن في محيطة. ولفت إلى أن التعديات على منبع نهر الغدير تشكل أزمة إضافية في ما يخص سلامة الطيران المدني.

ولكن، إذا ما تمت معالجة الإشكال بإقفال مطمر كوستابرافا، وفق ما يطالب أكثر من طرف منهم النائب وليد جنبلاط، فإن أزمة جديدة قد تلوح في الأفق، وسيؤثر ذلك سلباً على خطة النفايات، إذ لن يكون هناك مكان لنفايات العاصمة بيروت، في ظل تعذّر نقلها إلى مطامر أخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها