الأربعاء 2016/09/28

آخر تحديث: 03:34 (بيروت)

|7/24| فرنجية.. كومبارس سياسي

الأربعاء 2016/09/28
|7/24| فرنجية.. كومبارس سياسي
ماذا يمكن لفرنجية أن يفعل الآن؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

قبل أشهر، كانت مبادرة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الغامضة، بترشيح النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية تحريكاً لثبات مصير المنصب المعلق. وإذا كان لا شيء، حتى الساعة، يشي بتراجع الحريري عن مبادرته هذه، رغم تسريبات لقاء الإثنين المتضاربة بينهما، فإن فرنجية مستمر في تأدية دوره في السياسة ومراكزها. وهو دور هامشي يتسق مع هامشية نفوذه وحضوره السياسيين، ممثلاً لنموذج سائد نسبياً في السياسة المحلية، أي السياسي المناطقي.

ولئن كان فرنجية، على ما هو عليه، من ضيق نفوذ، جغرافياً وشعبياً، فإن المجال يتاح له، ولا يتيحه لنفسه. وهو في ذلك، كما كان عليه قبل أشهر، يُحرِّك ولا يغير شيئاً، في ما يفترض أنه مفاوضات وتنازلت على مكاسب وحصص وأحوال المستقبل. كأنه يقف على طرف نقيض من المرشح الآخر، الأقوى نفوذاً وشعبية، ميشال عون، الذي لا يبدو ترشحه الدائم إلى الرئاسة، إلا شكلاً من أشكال الإستيلاء على السلطة، لا الانتخاب واحتمالته، وتهديداً لنفوذ آخرين- هم شركاء- فيها.

على أن اللجوء إلى ساسة المناطق، كمنفذ في وجه الإنغلاق، لا يبدو قليل المعنى. بل يبدو في الأزمات ضرورياً. فهؤلاء يعيدون السياسة إلى أولها. أي إلى ذاك التواطؤ، في الحدة والتبادل، بين الفاعلين الرئيسين فيها، على مصالحهم وإنحيازاتهم. وهذا ما يوصف، في يومياتنا، بالإستقرار، وهو مصطلح ملغمٌ في توريته دوره في الحفاظ على السائد ومكاسبه. وإذا كان تقييم ذلك، ومدى ديمقراطيته وشفافيته، غير مفيد، فإنه في أسوأ الأحوال يقلل من خطر شعبوية، يبدو نموذجها الأسوأ ممثلاً بعون وتياره، في جنوحهما غير المبرر.

لكن، ماذا يمكن لفرنجية أن يفعل الآن؟

منذ مساء الإثنين، يصر الناطقون بإسم تيار المردة أن فرنجية لم يتراجع عن ترشحه، وأن الحريري لم يبلغه شيئاً في هذا السياق. وهذا الموقف، بغض النظر عما قيل فعلاً في اللقاء، كاف لإبقاء على شيء من دور السياسة المحلية، وآلياتها الهشة، في تقرير مصير رئاسة الجمهورية. وفي الأساس، يبدو ضعف الحريري المستجد دافع ترشيحه ضعيفاً آخر، في السياسة ونفوذها، يحفظ له نصيبه من التواطؤ ومكانته فيه، في المرحلة المقبلة، طالما أنه أكثر مرونة وأقل طموحاً. وهذا شغل كومبارس السياسة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها