الثلاثاء 2016/09/27

آخر تحديث: 07:51 (بيروت)

|7/24| الحريري الضعيف.. حاجة

الثلاثاء 2016/09/27
|7/24| الحريري الضعيف.. حاجة
الظروف الإقليمية لم تأت لمصلحة الحريري (Getty)
increase حجم الخط decrease

لم يعد مهمّا القول إن تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري قد ضعفا وتراجعا. الانتخابات البلدية في أيار الماضي صدّقت على ذلك. والأخبار السياسية والمالية الآتية من السعودية وتضرب بقوّة على مقياس ريختر مؤسسات المستقبل- الحريري الإعلاميّة والأمنية والاجتماعية تثبت ذلك، وبشكل درامي مآسوي إنساني واجتماعي.

كذلك، لزوم ما لا يلزم السؤال عمّن أضعف المستقبل والحريري. الظروف الإقليمية لم تأتِ لمصلحتهما، فيما تنمو المجموعات المتطرّفة ويتمدّد في ظلّها خصمهما المحلّي، حزب الله. والمتغيّرات في المملكة السعودية يتمتهما وجعلتهما، أو بالأحرى جعلت الحريري وحده، يواجه السوق والمصارف والعملاء والموظفين بجيب فارغ وديون ثقيلة.

رغم ذلك، ووسط ذلك، الحريري- المستقبل، في لبنان، أسير زواج ماروني مع النظام أو مع شركاء لا يجمعه بهم كافة إنسجام أو تشابه أو تلاقٍ أو عاطفة تجعل الزواج ممكناً أو سعيداً. وكما هو في السعودية محكوم بالعلاقة التاريخية والعقود والديون، هو في لبنان محكوم بنظام وشركاء وتوازنات. وحتى لو أراد الفكاك من ذلك لا يمكنه. الشركاء "المحبّون" له لا يستطيعون الاستغناء عنه، والشركاء الآخرون يعتبرونه حاجة، وهو شخصيّاً وحزبيّاً ممن يؤمنون بأن الطلاق "عن" النظام والشركاء أبغض الحلال، لاسيما أن الحريري بالنسبة إلى الشركاء ونفسه عنوان ميثاقي نظراً لتمثيله المذهب السنّي وللدور الذي إضطلع به الرئيس رفيق الحريري في مرحلة اتفاق الطائف.

هكذا، هو الحريري الضعيف حاجة للشركاء على أنواعهم. فهو تارة ناخب ميثاقي كما هي المعادلة في انتخاب رئيس الجمهورية إذ يتزعّم الكتلة السنيّة، وتارة أخرى هو الغطاء الميثاقي في تركيبة يتراجع فيها الدور الذي حازه الحريري- السنة- السعودية سابقاً، لمصلحة حزب الله.

لكن، ما المقابل الذي يجنيه الحريري من لعب هذا الدور أو أداء تلك الخدمات، إضافة إلى استمرار زعامته وتياره في الحكم؟ لعل المصالح السياسية والإقتصادية تجيب عن ذلك، والبلد الذي يتآكل، دولة وإقتصاداً ومجتمعاً، بالفساد، مقبل على الثروة النفطية، حيث تتكرّس المحاصصة كصيغة ميثاقية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها