السبت 2016/07/23

آخر تحديث: 00:18 (بيروت)

"حزب الله": معركة حلب مستمرة

السبت 2016/07/23
"حزب الله": معركة حلب مستمرة
المعركة الكبرى في حلب لم تبدأ بعد
increase حجم الخط decrease
يعرف "حزب الله" أن السيطرة على حلب ليست بالأمر السهل. حقّق بعضاً من هدفه الإستراتيجي بالسيطرة نارياً على طريق الكاستيلو، لكن السيطرة الميدانية لم تُنجز بعد. تقدّم حيناً إلى الدوار، لكنه ما لبث أن تراجع بفعل هجمات المعارضة وعمليات القصف التي استهدفته. لحلب أهميات متعددة بالنسبة إلى الحزب في سوريا، عسكرياً وسياسياً ومعنوياً على الصعيدين الداخلي والخارجي. وميزان المعارك هناك سيكون له الثقل في المفاوضات.

لم تتغيّر كثيراً خطة الحزب العسكرية في ثاني أكبر المدن السورية. يريد السيطرة عليها بأي ثمن. لكن ذلك مازال متعذراً. لم يستطع الحزب السيطرة على كامل الطريق الواصل بين الكاستيلو والليرمون شمالاً. ويريد الحزب الذهاب أبعد من الليرمون، نحو طريق غازي عنتاب. أي إلى ريف حلب الشمالي على الحدود التركية. يتضمّن ذلك أهدافاً متعددة، أبرزها ليّ الذراع التركية في سوريا، والسيطرة على هذه الطريق المؤدية من الناحية الجنوبية إلى غرب المدينة، وإلى الريف الغربي وصولاً إلى طريق دمشق حلب.

وفق التقديرات العسكرية لدى الحزب، لا يمكن التسرّع في التقدّم هناك. التسرّع قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الخسائر، كما جرى في السابق، ولاسيما في الريف الجنوبي. لذلك، لا مشكلة لدى الحزب في إرسال أعداد كبيرة من مقاتليه إلى هناك، ليس للمشاركة في شنّ الهجمات، بل للحفاظ في نقاط الرباط التي يجري استحداثها، تحسّباً لهجمات تشنّها قوى المعارضة.

وتفيد مصادر لـ"المدن" أن الحزب يدعّم وجوده في تلك المنطقة بشكل مكثّف، عبر استحداث نقاط ومراكز عسكرية ثابتة ومتقدّمة. ما يعني عدم استعداده للتراجع منها كما كان يجري في السابق. والتكتيك المتّبع هو تثبيت النقاط فيما تخوض فرق أخرى معارك في مناطق أكثر تقدّماً.

ولا يخفي الحزب توقّعه أن تستعد المعارضة لشن هجمات جديدة على مواقعه. لذلك، يقوم بحفر الأنفاق والخنادق لزيادة تحصيناته، ولاسيما أن الفصائل تسعى إلى توحيد نفسها وتشكيل غرفة عمليات مشتركة وشنّ هجمات لاستعادة النقاط التي خسرتها.

وقد أُعيق تقدّم الحزب في اتجاه الخطّ الشمالي، من خلال ضربات المعارضة، وبسبب الوصول إلى نقطة صعبة من الناحية الجغرافية ومكشوفة لمناطق المعارضة. وبالتالي، أي تقدّم للحزب سيكون عرضة للقصف. وتشير مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن فصائل المعارضة وجيش الفتح تقوم بالتحضير لشن عمليات ضد مواقع الحزب في تلك المنطقة، لافتةً إلى أن المنطقة الممتدة من الكاستيلو إلى الليرمون إلى ريف حلب الشمالي ستشهد معركة كبيرة جداً في الأيام المقبلة.

هي معركة جديدة تنتظرها حلب، تمتد من مزارع الملاح والليرمون إلى الأحياء الشرقية في منطقة بني زيد، وفي الريف الجنوبي، وتحديداً في خان طومان، العيس، والاوتستراد الواصل بين حلب وإدلب، حيث تستعد المعارضة للهجوم على طريق الراموسة. ومن جهة أخرى يريد "حزب الله" فتح معارك الأحياء الداخلية للمدينة، لإشغال المقاتلين عن الجبهات الأخرى، كي يستطيع السيطرة والتقدم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها