الإثنين 2016/06/27

آخر تحديث: 15:46 (بيروت)

أصابع الاتهام إلى مشاريع القاع

الإثنين 2016/06/27
أصابع الاتهام إلى مشاريع القاع
يضع عدد من أهالي القاع التفجيرات في إطار "الترهيب كي نخرج من أرض أجدادنا" (Getty)
increase حجم الخط decrease
4 تفجيرات متتالية، بدءاً من الرابعة فجراً، أقلقت سكينة أهالي بلدة القاع البقاعية، وأودت بحياة 5 شهداء، بالإضافة إلى 15 جريحاً نقلوا إلى مستشفيات قرى بعلبك، التي استقبلت الجرحى من الهرمل وصولاً إلى رياق.


سلسلة التفجيرات هذه وقعت في الساحة الفاصلة بين كنيسة مار الياس ومركز الجمارك، على مقربة من منزل المختار شوقي التوم، الذي قال لـ"المدن" إنه "بعد وقوع التفجير الأول استنفر الأهالي وخرجوا من منازلهم لمعرفة ماذا يحصل، لكن الانفجار الأول ألحق بثلاثة انفجارات متتالية، كان يفصل بين كل واحد منها والآخر عشر دقائق".

لكن المختار لا يجزم إذا كانت القاع مستهدفة من تحرك الانتحاريين، أم أن انكشاف أمرهم أدى إلى وقوع المجزرة، "لكننا نؤكد أننا لن نبخل في تقديم التضحيات والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية اللبنانية". في المقابل، ترجح مصادر "المدن" أن تكون منطقة الهرمل هي المستهدفة، "لكونها كانت تشهد في الليلة الماضية مراسم دينية، لكن عندما كشف أمر الانتحاريين فجروا أنفسهم في القاع".

وكان بعض أهالي القاع قد جربوا التصدي للانتحاريين بعد انكشاف أمرهم، فأطلق رئيس البلدية بشير مطر النار على الانتحاري الرابع، إلا أن الأخير فجر نفسه في أثنائها. ويقول مطر لـ"المدن" إن "بلدتنا مفتوحة على الحدود بنحو 180 كلم. لذلك، طالبنا قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد اجتماعنا به أن تُعلن منطقة القاع منطقة عسكرية، وأن ينظم النزوح السوري في المشاريع بشكل دقيق، لأن البلدية كسلطة محلية لم يعد باستطاعتها منفردة ضبط الأمن في البلدة".

وفي كلام مطر، يبدو واضحاً الاتهام الضمني لمنطقة مشاريع القاع، حيث يقطن عدد من النازحين السوريين. وهذا ما يوضحه أكثر كلام المختار السابق للقاع منصور سعد، إذ قال لـ"المدن" إن "السياسيين بدأوا يتوافدون إلى بلدتنا ويطلقون التصاريح الشاجبة للتفجيرات والمتضامنة مع الأهالي. بيد أن ذلك لا يكفي، والحل يجب أن يكون أمنياً. فهل يعقل أن يكون في مشاريع القاع من النازحين أضعاف سكان البلدة، والدولة لا تدقق لا في سجلاتهم ولا في أعدادهم، فلتبدأ الدولة بالإجراءات العملية بعيداً من المواقف اللفظية".

ويلتقي مع سعد في موقفه هذا كاهن رعية القاع اليان نصرالله، الذي يعتبر أن القاع أصبحت في دائرة الإستهداف منذ نحوأربع سنوات، فـ"التفجيرات ليست سوى انعكاس للمشهد السوري. لكن ما تعرضنا له لن يثنينا عن الثبات في أرضنا، لأننا نضع التفجيرات في إطار الترهيب كي نخرج من أرض أجدادنا". ويروي نصرالله أنه عند وقوع الانفجار الأول "ظننا أن طيراناً حربياً يقصف البلدة، فتحركت سيارة الإسعاف التابعة لرعيتنا، لكن ما إن وصلت إلى المكان حتى استقبلها الإرهاب بتفجير آخر، فسقط المسعف بولس الأحمر على مذبح الواجب".

من جهة ذوي الجرحى، يقول شقيق المعاون الجريح في الجيش اللبناني جان خوري، أنيس خوري، لـ"المدن" إن "القاعيين محبطون فالناس في حالة ترقب، بيد أن الموقف الذي يجمع عليه أبناء البلدة أننا والأخوة السوريين أشقاء، لكن ما حصل يدفعنا إلى المطالبة بعدم التهاون مع حالة النازحين الموجودين في منطقة المشاريع، والذين يشكلون خاصرة رخوة للإختراقات الأمنية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها