الجمعة 2016/04/29

آخر تحديث: 13:33 (بيروت)

همّ جونية من الإنتخابات البلدية!

الجمعة 2016/04/29
همّ جونية من الإنتخابات البلدية!
3 لوائح حتى الساعة!
increase حجم الخط decrease

صحيح أن جونية لا يهمها هدير البحر، كما تردد الأمثال الشعبية، إلا ان همّها اليوم إنتخابي – بلدي بإمتياز، بعد أن تعثرت المساعي التوافقية في المدينة، التي تعتبر عاصمة للطائفة المارونية في قضاء لطالما شهد صراعات سياسية لتحديد الزعامة المارونية في البلاد، بما أن من يسيطر عليه يطوب في عداد الأقوى مارونياً.

نظراً الى دور جونية وكسروان هذا تتخذ المعركة البلدية طابعاً مختلفاً، على مجلس مؤلف من 18 عضواً يمثل أحياء المدينة الأربعة: غادير، صربا، ساحل علما، حارة صخر. وعلى الرغم من أن المعركة محصورة بنحو 17 الف ناخب، إلا أن دور البلدية الذي يخدم ما يقارب الـ150 الف مواطن، يجعلها ذات أهمية مضاعفة.

في جونية تحضر كل الأحزاب المسيحية الرئيسية، اضافة الى العائلات التي تعتبر في كسروان ذات حظوة وقوة تجييرية، خصوصاً ان أغلبها ينشط اجتماعياً، ومن المتمولين القادرين على التأثير في الشارع، ولذلك يصعب على طرف أو شخصية مستقلة الفوز منفردة في العاصمة الكسروانية، لأن ذلك يتطلب نسج تحالفات دقيقة.

تعقيدات المشهد الجوني هي ما دفعت عملياً أكثر من طرف إلى تلمس طريق التوافق، لتجنيب المدينة معركة يختلط فيها الحابل بالنابل. لكن التعقيدات ذاتها هي ما حولت مهمة "سعاة الخير" الى مهمة مستحيلة، ودفعت الجميع الى الإستعداد لمعركة كسر عظم ستشهدها المدينة، بين ثلاث لوائح حتى الساعة.

القصة بدأت بمساعٍ حثيثة بين "القوات اللبنانية" وبين رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة افرام. وبالفعل نجح هذا الثنائي في تحقيق خرق، والتوافق على منح 9 أعضاء لافرام و"القوات" والنائب السابق فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور غانم البون، و9 أعضاء لرئيس البلدية الأسبق جوان حبيش و"التيار". ولتأكيد صدق النية، وفق ما تقول مصادر "المدن"، فقد تنازل افرام عن رئاسة البلدية، التي تردد أن يوسف حبيش - شقيق جوان - سيتولاها بعد أن رفضت "القوات" ترشحه نظرا لملفاته القضائية، على أن يعهد منصب نائب الرئيس الى فادي فياض، المقرب من افرام.

هذه المفاوضات استفزت الثنائي البون – الخازن الذي رأى فيها، وفق مصادر "المدن"، تهميشاً، خصوصاً أن "التيار" حاول التدخل أيضاً في الأسماء المحسوبة من حصة الفريق الآخر، اذ تم إبعاد ربيع بويز لصالح إيلي بويز، وإقصاء المرشح الكاثوليكي جوزيف عودة، إلى جانب إقصاء عدد من الاسماء الأخرى.

هذه التطورات اضافة الى خلاف آخر بين افرام ونائب الرئيس الحالي فؤاد البواري، بعد أن اختار الأول فياض لمنصب نائب الرئيس، دفعت الى تأليف لائحة ثالثة برئاسة البواري، وبدعم من الثنائي البون – الخازن، قاطعين الطريق بذلك على كل مساعي التوافق، على الرغم من أن المحاولات لا تزال مستمرة.

ومع وضوح الصورة لجهة اللوائح الثلاث، إلا أن موقف "القوات" لا يزال الأشد حرجاً، خصوصاً أن البعض يتهم روكز بأنه يقف خلف فرط محاولة التوافق، والتشدد في الشروط التعجيزية، وبالتالي باتت "القوات" أمام إما خيار دعم لائحة إفرام التي حملت اسم "التجدد"، او البقاء على الحياد انتخابياً، بما أن احتمال انضمام "القوات" الى لائحة حبيش يبدو مستحيلاً، لجملة من الأسباب أولها العلاقة بإفرام، وثانيها موقف روكز السلبي من "القوات" ومن "اعلان النوايا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها