الجمعة 2016/04/29

آخر تحديث: 08:24 (بيروت)

جرود عرسال: عملية عسكرية ناجحة بأهداف متعددة

الجمعة 2016/04/29
جرود عرسال: عملية عسكرية ناجحة بأهداف متعددة
الوضع الأمني ممسوك
increase حجم الخط decrease
رسالة جديدة وجّهها الجيش اللبناني إلى الداخل والخارج وباتجاه جميع الأطراف، من جرود السلسلة الشرقية. مجدداً اختارت الوحدات العسكرية المرابضة في الخطّ الأمامي الممتد من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك، توقيتاً مناسباً لتوجيه ضربة استباقية إلى المجموعات المسلّحة في تلك المنطقة، وإيصال رسالة لهم بأن كل تحرّكاتهم خاضعة لرصد دقيق. وعلى الرغم من أن الضربة نجحت في الميدان، لكن اهدافها تخطّت ذلك، لا سيما قبل أيام من فتح صناديق الإقتراع لإجراء الإنتخابات البلدية، ووسط توقعات تفيد بإمكانية حدوث أي عمل أمني يؤجل هذا الإستحقاق، وعليه اختار الجيش توجيه ضربته للتأكيد على أن الأمن ممسوك والحدود مضبوطة.

وبحسب ما تقول مصادر عسكرية لـ"المدن" فإن عمليات الرصد المستمرة من قبل الجيش منذ أشهر في تلك المنطقة، استطاعت تحديد مكان وجود أحد أبرز قياديي تنظيم داعش في المنطقة، وهو المسؤول عن اغتيال عدد من العلماء المسلمين في القلمون قبل فترة بتفجير دراجة نارية بغرفة كانوا يجتمعون بها في عرسال. وتشير المصادر إلى أن نايف الشعلان والملقب بأبو الفوز كان مع احد مرافقيه ينتقل من إحدى مغاور وادي الحصن في جرود عرسال، إلى أحد مواقع التنظيم في المنطقة، فكان لدى الوحدات العسكرية أوامر واضحة بتصفيته.

وفي التفاصيل تكشف المصادر أن قطعات الجيش قسّمت مسرح العمليات إلى مربعات أمنية لتكون دوائر حماية للقوة المهاجمة التي باغتت ابو الفوز ومجموعته في مكان تمركزهم ليحصل اشتباك محدود، يؤدي إلى مقتل المسؤول الداعشي وأحد مرافقيه، واعتقال شخص آخر ينتمي إلى التنظيم. وبحسب ما تؤكد مصادر "المدن" فإن أبو الفوز، هو أحد المقربين من أمير التنظيم في القلمون موفق أبو السوس، الذي كان مسؤولاً سابقاً عن الهجوم الذي شنّه عناصر التنظيم ضد أحد مواقع الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك.

وتلفت المصادر إلى أن الجيش كان يرصد أبو الفوز قبل فترة، والتحقيقات توصلت إلى كل الجرائم التي ارتكبها في المنطقة، بحق أبناء عرسال والجيش اللبناني، ولكنه كان يتخذ من النساء والأطفال دروعاً بشرية، ولذلك تمّ رصده، واختيار التوقيت المناسب لتنفيذ الهجوم. 
هي الضربة الثانية التي يوجهها للجيش لتنظيم داعش في تلك المنطقة، وفي دلالاتها العسكرية، تؤشّر على أن الوحدات العسكرية قادرة على التقدم أكثر فأكثر في الجرود، وبسط السيطرة على بقع جديدة، خصوصاً أن كل تحركات المجموعات المسلّحة مرصودة هناك، ولكن الجيش يتحيّن الفرص المناسبة دوماً لتنفيذ ضرباته. 

وتعتبر المصادر العسكرية أن هذه العملية تثبت أن الجيش هو الذي يمسك بزمام المبادرة في وجه المجموعات الإرهابية، "ومن هنا تندرج عملية عرسال في سياق العمل اليومي للجيش الذي وضع "بنك أهداف" يعمل على رصدها واصطيادها في الزمان والمكان المناسبين، بالإضافة إلى الإستمرار في التوسع هناك وإن بشكل غير سريع أو ملحوظ، متّبعاً تكتيك القضم البطيء. 

كما تشدد المصادر على أنّ "الوضع الأمني في عرسال ومحيطها بات يختلف عن السابق، وأنَّ الأمور ذاهبة نحو مزيد من الإرتياح"، لافتاً إلى أنّ "الجيش يُسيّر منذ الصباح الباكر دوريات داخل البلدة تزامناً مع إقتراب الإستحقاق الإنتخابي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها