الخميس 2016/02/11

آخر تحديث: 21:06 (بيروت)

ريفي – الحريري: الفراق المنتظر!

الخميس 2016/02/11
ريفي – الحريري: الفراق المنتظر!
ريفي يؤسس حزباً مستقلاً في الشمال...
increase حجم الخط decrease

بعد تراكمات سياسية على مدار الأشهر المنصرمة بين وزير العدل اشرف ريفي والرئيس سعد الحريري، انفجرت العلاقة بينهما، على خلفية قرار الأول تعليق مشاركته في الحكومة، على خلفية ملف إحالة قضية ميشال سماحة الى المجلس العدلي، على الرغم من أن هذه العلاقة شابها الكثير من التباعد في وجهات النظر، في ظل ابتعاد تيار "المستقبل" عن الشارع، وفي ظل ما يسميه البعض ضمن "المستقبل" بالسياسات الإنبطاحية، المتبعة مؤخراً، ومن بينها قرار تبني ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية.

وكان ريفي طلب مع بداية جلسة الحكومة مناقشة بند سماحة قبل أي بند آخر، لكن رئيس الحكومة تمام سلام قاطعه، وفق معلومات "المدن"، على اعتبار ان هناك بنوداً أكثر إلحاحاً، وفق ترتيب جدول الأعمال، ولأن بند سماحة لم يأت تسلسله بعد، فما كان من ريفي إلا أن قال لسلام انه مضطر لتسجيل موقف سياسي بالانسحاب من الجلسة.

ولوحظ، بحسب معلومات "المدن"، ان وزراء حزب "الكتائب اللبنانية" تضامنوا مع ريفي، لكنهم لم ينسحبوا، فيما حاول وزراء تيار "المستقبل" إظهار تمايزهم عن ريفي، اذ سجل دخول وزير محسوب على "المستقبل" فوراً من الخارج إلى القاعة، كما جلس وزير آخر، كي لا تفهم تصرفاتهما على أنها تضامن مع ريفي.

وخرج ريفي من الجلسة لافتاً إلى أن "هناك قوى سياسية تحاول ان تعطل وتؤجل طرح هذا البند، وهناك نية للقفز فوقه البند لربح وقت معين"، في إشارة مبطنة الى ما تردد عن نية لتسريع محاكمة سماحة، لإقفال الملف. وأكد أنه "لدينا خيارات في وزارة العدل نحضرها، وسنُطلع اللبنانيين عليها، ولن نستسلم مهما كلف الامر تجاه قاتلنا"، مشدداً على أنه لن يشارك في أي جلسة إلا أن كان هذا البند بنداً أولاً على جدول الاعمال.

وبعد دقائق غرد الحريري على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" شاناً هجوماً عنيفاً على ريفي، معتبراً أن موقفه لا يمثله، مضيفاً: "لا يزايدنّ احد علينا بإغتيال رئيس فرع المعلومات السابق وسام الحسن او محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة، فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه".

مواقف الحريري هذه أتت على الرغم من اللقاءات المكوكية، والتشاور، والزيارة الأخيرة لريفي الى الرياض. وعلمت "المدن" أنه خلال الإجتماع تم التوافق على ضرورة خوض معركة سماحة حتى النهاية، وبحثت الخيارات المطروحة، ومن بينها اعتكاف وزراء "المستقبل"، لكن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق رفض هذا الأمر، واقنع الحريري، ما دفع الأخير الى تعميم ضرورة عدم الإنسحاب من الحكومة تحت اي حجة.

وتشير مصادر "المدن" أن موقف الحريري المعمم تضمن شرحاً للأسباب التي تحتم التمسك بالحكومة، مشيراً إلى ضرورة عدم تفجير الحكومة، التي عادت الى العمل بعد أشهر طويلة من العرقلة. كما أن "المستقبل" لن يقبل بأي سبب أن يحذو حذو "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" في تعطيل الحكومة.

وتقول مصادر مطلعة على تفاصيل الملف لـ"المدن" أن استياء الحريري، وحِدة موقفه، أتت نظراً الى أن ريفي بات يزايد عليه، في أكثر من ملف، على الرغم من التعميمات والحوارات والنقاشات، بدءاً من لقاء باريس، وموقف الحريري من فرنجية، وصولاً الى ملف سماحة، وهو الأمر الذي يضر بالحريري على الساحة الشعبية.

هذه الخلافات التي بلغت حد تكرار قيادات "المستقبل" دوماً أن ريفي ليس عضواً في تيار "المستقبل" بل حليف لشرح أسباب تمايزه، توجتها خطوة ريفي ومحاولته تأسيس كيان حزبي خاص به في طرابس، معتمداً فيه على عنصر الشباب في طرابس المتململ من سياسات "التيار" الأخيرة. وعلمت "المدن" أن ريفي تقدم فعلياً الاسبوع الماضي أمام وزارة الداخلية والبلديات بطلب رخصة لانشاء الحزب، بالتزامن مع حادث تمزيق بعض صور الحريري الابن والاب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها