الأربعاء 2016/02/10

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

بكركي تلغي الإجتماع الوزاري: المرحلة ليست للحسابات الضيقة!

الأربعاء 2016/02/10
بكركي تلغي الإجتماع الوزاري: المرحلة ليست للحسابات الضيقة!
التحضيرات للقاء كانت شبه منجزة...
increase حجم الخط decrease

في الساعات الأخيرة، وقبل الموعد المنتظر يوم الجمعة، ألغي إجتماع الوزراء المحسوبين على الأحزاب المسيحية، في بكركي، لمتابعة ما يسمى الخلل في توزيع المراكز في الوزارات والادارات الرسمية، إضافة الى الإنماء غير المتوازن، والتي تتعارض مع الميثاقية، إثر الخلافات التي نشبت على خلفية المناقلات التي أجراها وزير المال علي حسن خليل في وزارته، والحديث عن غبن لبعض المناطق من قبل وزارة الأشغال العامة والنقل.

التحضيرات للقاء كانت شبه منجزة، ومن بينها اعداد فيلم وثائقي عن واقع الحضور المسيحي في الادارات العامة في السنوات العشر الاخيرة، على أن يفتح ذلك نقاشاً بين الوزراء، للوقوف عند رأيهم، وشرح ما هو حاصل في المؤسسات العامة وفي الوزارات من "تهميش" و"غُبن" بحق الطوائف المسحيية، وفقاً لبعض التقارير والدراسات التي اعدتها "لابورا" وبعض المؤسسات الأخرى عن الوضع المسيحي في الإدارات العامة والمؤسسات الرسمية، ليخلص إلى توصيات ودعوات الى تصحيح الخلل القائم لحماية العيش المشترك.

لكن العقبة الأساسية التي واجهتها اللجنة التي تضم وجوهاً سياسياً ورئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا ، ويرأسها المطران بولس الصياح، واجهة عقبة رئيسية، خصوصاً أن هذا الملف أخذ طابعاً مذهبياً وطائفياً، على خلفية الإشتباك الأخير بين تكتل "التغيير والإصلاح"، ووزراء حركة "أمل".

ما ساهم عملياً، في الغاء الإجتماع تزامنه مع التقارب بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، اثر تبني رئيس "القوات" سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الرئاسي، والريبة لدى بعض الأطراف من هذا التقارب الذي أعاد الساحة السياسية الى انقسامات وطنية، خالطاً الأوراق، ومنهياً مرحلة "14 آذار" و"8 آذار".

ويؤكد ممثل حزب "الكتائب اللبنانية" في اللجنة، النائب إيلي ماروني لـ"المدن" ان "الحديث عن الاجتماع في بكركي أتى تتويجا لعمل اللجنة التي انبثقت عن لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة، سابقا في الصرح البطريريكي، للبحث في واقع الحضور المسيحي داخل إدارات الدولة، بيد أن ما حصل في الآونة الأخيرة في بعض الوزارات دفع الى البحث جدياً في ضرورة إجتماع الوزراء المسيحيين في بكركي، من أجل التداول في الواقع المسيحي داخل الإدارات"، لكنه في المقابل يرفض الإشارة الى أن الإجتماع حدد يوم الجمعة، معتبراً أن الملف لا يزال في إطار التداول، على الرغم من ان معلومات "المدن" تؤكد أن الدعوات وجهت بالفعل للوزراء.

كما أن مدير المكتب الإعلامي  في بكركي وليد غياض يؤكد لـ"المدن" ان "ما تم تسريبه في الإعلام عن لقاء للوزراء المسيحيين في بكركي غير دقيق، وجل ما في الأمر ان الموضوع كان بمثابة فكرة للتداول، وبعد ان تم استمزاج الأراء الغي اللقاء حرصا على عدم تحويل الموضوع، وخوفاً من أن يأخذ أبعادا في غير مكانها".

وعلمت "المدن" أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ناقش هذا الأمر مع قوى عديدة من بينها الرئيس ميشال سليمان، الذي تقول مصادر مقربة منه لـ"المدن" انه تم الاتفاق خلال الإجتماع الإيجابي على مقاربة مختلفة للملف تأخذ أبعادا وطنية وليس مذهبية.

ولفت مصدر سياسي مطلع على الملف عبر "المدن" الى أن البطريرك تبلغ رسائل سياسية، تتخوف من هذا اللقاء، وأبعاده، وخلفياته، خصوصاً أن "الحقوق الوطنية لا تبدأ بمطالب طائفية ضيقة، والأجدى ان يتم الضغط من أجل حل المعضلة الأساس، وإنتخاب رئيس للجمهورية، وابعاد شبح الفراغ، وعدم الإنزلاق إلى نظرية الستة وستة مكرر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها