الجمعة 2016/12/09

آخر تحديث: 00:11 (بيروت)

حزب الله.. الأمور ستتغير

الجمعة 2016/12/09
حزب الله.. الأمور ستتغير
يسعى حزب الله إلى حصول التفاهم بين حلفائه
increase حجم الخط decrease
قبل تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب السلطة، ستكون معركة حلب منتهية. هكذا يختصر حزب الله واقع الأمر في سوريا. على أن يبدأ بعدها الحديث عن الحل السياسي في سوريا. بانهاء حلب، وفق ما يعتبر الحزب، تكون معظم المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة والآهلة بالسكان، قد أصبحت تحت سيطرة النظام السوري، بعضها بفضل التقدم العسكري والبعض الآخر بفعل المصالحات التي تجري. وسط ذلك، لا يرى الحزب إنعكاساً مباشراً للتطورات الحلبية على لبنان، إذ يقول أحد المسؤولين فيه ممازحاً: "قبل حلب، كنّا سنحصل على وزارة البيئة، أو وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، أما بعدها فيتحسن الأمر لنحصل على وزارة الشباب والرياضة".

لا يقيّم الحزب التضحيات التي يبذلها في سوريا، مقارنة بتحصيل مكاسب لبنانية تحاصصية. يعتبر أن الصراع في سوريا أكبر وأعمق ونتاجه سيكون على المدى الطويل. لذلك، هو لا يفضّل أن تكون التشكيلة الحكومية عالقة وسط تناتش حلفائه على الحقائب. لدى سؤال المسؤول عن الأزمة الحكومية وما آلت إليه آخر الاتصالات، يجيب: "مطرحك يا واقف"، ليس هناك من تقدّم في ظل تشبّث الجميع بمواقفهم ومطالبهم. لافتاً إلى الإتصالات عادت لتتكثف لأجل تسهيل التشكيل، وهذا ما سيشدد عليه الأمين العم للحزب السيد حسن نصر الله في كلمته. 

منذ أيام، يسعى الحزب إلى رأب الصدع بين حلفائه، لكن حتى الآن لم تصل الأمور إلى النتيجة المرجوة. النائب سليمان فرنجية متمسك بوزارة الأشغال، فيما رئيس الجمهورية ميشال عون يصرّ على إعطائه وزارة الثقافة أو التربية. وهذا ما يدفع بفرنجية إلى التشبث بموقفه، بهدف التعاطي معه بشكل آخر، ولو معنوياً عبر محاورته مباشرة من جانب عون أو الوزير جبران باسيل. وهنا، تحرّك الحزب قبل أيام، لتخرج الرئاسة ببيانها الأبوي الذي يدعو الجميع إلى تسجيل اعتراضاتهم أو شكاويهم لدى الرئيس. وهذه جاءت نتاجاً لتدخل حزب الله خلال اللقاء بين الحاج وفيق صفا والوزير جبران باسيل. الرسالة في البيان إلى فرنجية، لكنه لم يعتبرها كافية أو ملائمة لأنه غلب عليها الطابع التعميمي، فيما هو يريدها أن تكون مخصصة له.

وسط هذه العقد، ينقل المقربون من عون أنه بدأ يعاني من إستفزاز حلفائه. وهناك من يتخوف من أن يتخذ خطوة تفاجئ الجميع، والذهاب نحو إعلان تشكيلة حكومية لا تحظى برضى الجميع، وحينها فإن الرئيس نبيه بري لن يسير بهذه التشكيلة، خصوصاً في ظل تأكيده أنه كان يجب الإتفاق على السلّة قبل الانتخاب. ولا تخفي مصادر متابعة أن عون متفائل رغم العرقلة، لافتة إلى أنه يعول على دور حزب الله لحل الأزمة الحكومية في القريب العاجل، معتبراً أنه لن يخضع لأي إبتزاز ولن يوجه دعوة شخصية إلى فرنجية، ولن يوفد أي ممثل عنه ليزوره. كلام عون هذا يأتي لدحض ما قيل عن سوء علاقته بحزب الله. وفي وقت ينفي الحزب سياسة تمرير الرسائل لعون، تشير المصادر إلى أن الحزب لا يتعاطى مع حلفائه بهذه الطريقة، والاعتراضات لدى الحزب على أي حليف يتم التبليغ بها عبر الحاج وفيق صفا. وهذا ما جرى خلال اللقاء الذي عقد بين صفا وباسيل. وقد توقف الموضوع عند حدّه.

يعود الحزب إلى حلب، هي "القبلة والوجهة"، وهي التي ستؤشّر إلى متغيرات سياسية واستراتيجية في الأيام المقبلة. على الجميع أن يتعاطى مع ما جرى بأنه تغيّر للوقائع القديمة، فموازين القوى تغيّرت، ورغم محاولة المعارضة السورية والأوروبيين التقليل من حجم الخسائر في حلب، باعتبار أنها خسارة معركة لا خسارة الحرب، إلا أن هذا لا يعني دخول الأزمة في منعطف جديد، سيحمل كثيراً من المستجدات في الأيام المقبلة، وأهمها أن فكرة إسقاط النظام ولّت إلى غير رجعة، على أن يطرح الروس في مرحلة ما بعد حلب، الشروع في دخول الحل السياسي بموجب الإتفاق الذي يريدونه مع حلفائهم. وهذا يبدو واضحاً من خلال التخّلي الإقليمي والدولي عن المعارضة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها