الخميس 2016/12/29

آخر تحديث: 00:13 (بيروت)

5 أحزاب في 2016: انتفاضات ومؤتمرات وإقالات

الخميس 2016/12/29
5 أحزاب في 2016: انتفاضات ومؤتمرات وإقالات
انتخاب حنا غريب أميناً عاماً للشيوعي شكل محطة في مسيرة الحزب (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

شهد لبنان، في العام 2016، بعض التبدلات على صعيد العمل الحزبي، فشهدت بعض الأحزاب حالات اعتراضية، فيما أنتجت أحزاب أخرى مؤتمرات وورشاً تنظيمية. هكذا، تمكنت المعارضة في الحزب السوري القومي الاجتماعي من إبطال تعديل الدستور الحزبي وإعادة انتخاب أسعد حردان. كذلك تم فصل الكتائبي سجعان قزي من حزبه لمخالفته بعض القرارات، إضافة طبعاً إلى الأزمة التنظيمية التي شهدها التيار الوطني الحر التي أدت إلى فصل بعض أعضائه. أما على صعيد الحزب الشيوعي وتيار المستقبل، فشهدنا وصول النقابي حنا غريب إلى قيادة الشيوعي، فيما شهد المستقبل في مؤتمره الحزبي مشاركة واسعة للشباب والنساء.

الحزب القومي
في الحزب القومي، تمكنت حركة 8 تموز من الضغط لإبطال رئاسة حردان وانتخاب الوزير السابق علي قانصو رئيساً للحزب في 5 آب 2016. وفي حديث إلى "المدن"، يقول أحد رموز حركة 8 تموز نصير رماح: "حققنا إنجازاً بإسقاط عملية التعديل الدستوري. وهذا لم يكن ليحصل لولا المحكمة التي كان على رأسها أمناء نزيهون، فحركتنا الاعتراضية تلاقت مع نزاهة هؤلاء، ومع قوميين واعين للحالة الحزبية القائمة التي تتعارض مع نهج أنطون سعادة".

إلا أن رماح يعتبر أن الحراك الذي شهده الحزب القومي "كان يمكنه أن يكون أوسع، لولا تراجع مفهوم الحزب والحالة الحزبية بشكل عام في لبنان والعالم، خصوصاً أن هذه الحالة أصبحت محكومة بالدعم المالي والسياسي".

ويلفت رماح إلى أن "قيادة الروشة"، وفق وصفه، تغنت بالتزامها بقرار المحكمة الحزبية، إلا أن الاجراء الذي تلا "الالتزام"، وتمثل بإقالة عدد من أعضاء المحكمة، وتعيين صهر أسعد حردان عميداً للقضاء "يثير الريبة. من هنا فإن مسيرة نضالنا من أجل الوصول إلى حزب سوري قومي اجتماعي معافى مستمرة في العام 2017".

إلا أن مصدراً قيادياً في الحزب القومي يستغرب عبر "المدن" محاولة المعارضة اعتبار ما قامت به حدثاً حزبياً، فما حصل يعتبر "من ضمن المسائل الحزبية الداخلية، ولا يمكن اعتباره قضية عامة".

حزب الكتائب
لم يقتصر الحراك الحزبي في العام 2016 بالحزب القومي، فقد وصل إلى خصمهم التاريخي، أي حزب الكتائب. ففي 20 حزيران 2016 اجتمع المكتب السياسي الكتائبي، وأعلن جوزف بوخليل فصل الوزير السابق سجعان قزي من موقعه.

واذا كان قزي يرفض، في حديث إلى "المدن"، التعليق على قرار الفصل، إذ إنه "أصبح من الماضي"، فإن عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر يرى أن قرار فصل قزي لا يعتبر حدث العام، فـ"حزبنا يتمتع بمستوى عال من الديمقراطية. وهذا القرار جاء ككل القرارات بعد نقاشات مستفيضة في المكتب السياسي الذي أخذ تدبيراً مسلكياً بحق قيادي لم يخضع لرأي الأكثرية الحزبية فأقصى نفسه".

يضيف داغر: "كان العام 2016 حافلاً بالنسبة إلى حزبنا، فقد قدنا العديد من المعارك، بدءاً بمعركة النفايات، ثم خروجنا من الحكومة، مروراً بموقفنا المعارض في الانتخابات الرئاسية". ويؤكد داغر أن ورشة العام 2017 الإصلاحية ستستكمل، وسيكون عاماً مليئاً بالإستحقاقات، "بدءاً بمعركة قانون الانتخاب، وصولاً إلى مشاريع قوانين تسعى إلى تحرير المجالس الرقابية من قبضة السلطة السياسية".

التيار الوطني الحر
في التيار الوطني الحر، أصبح جبران باسيل الإسم الأول في العام 2016. ما خلق حالة اعتراضية انتهت بمحاكمات حزبية، أدت إلى فصل قيادات تاريخية كزياد عبس وأنطوان نصرالله ونعيم عون وغيرهم.

لكن أمين سر التيار الوطني الحر إبراهيم سمراني يحاول تلطيف الواقع الحزبي المستجد، فيقول لـ"المدن" إن "أي شخص ينتسب إلى حزب عليه الالتزام بقوانين حزبه وأنظمته. لكن ما جرى في العام 2016 لا يتعدى حدود التدابير المسلكية، التي اتخذتها اللجان التأديبية بحق من لم يستطع الإلتزام بالأنظمة".

في المقابل، يرى القيادي المفصول من التيار أنطوان نصرالله أن "ما جرى في العام 2016 هو محاولة لإخضاع التيار لتأمين انتقال السلطة من شخص المؤسس ومن معه إلى جبران باسيل. من هنا، أتى قرار فصلنا الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير، خصوصاً أنه استبق بتغيير النظام الداخلي بشكل غير قانوني وجرى تحويل الحزب إلى حزب أحادي".

ويؤكد نصرالله أن "الذين أقصوا من التيار سيكملون عملهم السياسي في العام 2017، وليست فرملة نشاطنا سوى ترجمة للحلم الذي تمثل بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية على اعتبار أن وصوله إلى بعبدا حقق جزءاً مما ناضلنا من أجله في عهد الوصاية".

الشيوعي والمستقبل
يعتبر العام 2016، في تيار المستقبل والحزب الشيوعي اللبناني، عام المؤتمرات والورش الحزبية. ففي المستقبل، شهدت نهاية العام 2016، وتحديداً الأيام الأخيرة من شهر تشرين الأول، مؤتمراً حزبياً، يكاد يكون تأسيساً، بعد أزمة التيار التي سببها غياب رئيسه سعد الحريري، والتحديات الإقليمية والدولية التي استجدت خلال السنوات الست الماضية.

ويقول عضو المكتب السياسي في المستقبل مصطفى علوش لـ"المدن" إن "المؤتمر جاء لإعادة إحياء المطبخ السياسي في التيار من خلال المكتب السياسي الجديد، وهو سيطلق سلسلة من الاستحقاقات الديمقراطية، التي ستعمم الانتخابات على مختلف مواقع المسؤولية في التيار".

وشكل العام 2016 نقلة داخل الحزب الشيوعي. فبعدما عانى هذا الحزب من أزمة تنظيمية منذ مؤتمره ما قبل الماضي، في العام 2009، نظم الشيوعيون مؤتمراً في نيسان 2016، انتخب فيه النقابي حنا غريب أميناً عاماً. ما اعتبر حدث العام في نظر الشيوعيين.

ويقول عضو المكتب السياسي في الشيوعي عمر ديب لـ"المدن" إنه "لا يمكن اعتبار أن المؤتمر شكل حدث العام بالنسبة إلينا، فما جرى ليس سوى ترجمة لتجديد الحياة الحزبية داخل تنظيمنا". إلا أن ديب يلفت إلى أن "وصول غريب إلى الأمانة العامة شكل رافعة للحزب لما يتمتع به غريب من صدقية كرستها نضالاته النقابية". ويعتبر ديب أن عملية التجديد مستمرة في العام 2017، "خصوصاً أن نسبة التجديد في القيادة الحزبية بلغت 70%".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها