السبت 2016/12/24

آخر تحديث: 01:56 (بيروت)

العيد: تكاليف كثيرة إضافيّة

السبت 2016/12/24
العيد: تكاليف كثيرة إضافيّة
موسم الأعياد يفرض وجود عطلة طويلة وعائلة تنتظر الترفيه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

حلّ موسم الأعياد ومعه حلّ ثقله على جيوب اللبنانيّين. فعبر الأزمنة، تطوّرت التقاليد لتضع واجبات لا يمكن تخطّيها في هذه المناسبات، لكنّ هذه الواجبات تصبح همّاً حقيقياً إذا كانت الظروف الإقتصاديّة بالكاد تسمح بتأمين الحد الأدنى من الحاجيّات والتكاليف اليوميّة. قابلت "المدن" عيّنة من الأُسر المتأثّرة بكلفة هذا الموسم، لمحاولة تحديد أثره المادّي عليها.

تقول ريما صقر، وهي ربّة منزل لعائلة من أربعة أولاد، إنّ حاجيّات المناسبة تبدأ من تأمين عشاء محترم ليلة العيد. وعشاء العيد يختلف عن العشاء العادي، إذ يفترض وجود أطباق ومشروب ومازات مميّزة، خصوصاً أن إستقبال العائلة الممتدّة التي تشمل الأحفاد أو بعض الأقارب تقليد سنوي في كثير من العائلات. ووفق ريما، تكلّفها حاجيّات هذا العشاء كمعدّل عام كل سنة نحو 350 ألف ليرة، تشمل ثمن المشروب.

بالإضافة إلى العشاء، لا يمكن أن يمر العيد من دون شراء ملابس جديدة، خصوصاً للأولاد، وهو تقليد أصبح بمثابة واجب على كل أسرة. هذه السنة، كلّفت هذه الملابس مبالغ بين 150 و200 ألف ليرة للولد الواحد، أي بميزانيّة تجاوزت 700 ألف ليرة لألبسة الأولاد فحسب. أمّا الحسومات التي تعلن عنها المتاجر كل سنة في هذا الموسم، فهي تشمل في أغلب الأحيان البضاعة الصيفيّة الباقية من الموسم المنتهي، ولا تناسب الطقس في الأعياد.

يعمل جان رزق في مصرف بأجر ثابت، ويعتبر العيد مناسبة سنويّة سعيدة لجمع العائلة، لكنّه يعاني من تكاليفها بالنظر إلى دخله المحدود. مثلاً، يفرض العيد على جان تقديم الهدايا للأولاد الثلاثة في عائلته، وتكلّفه الهديّة الواحدة نحو 50 ألف ليرة كل سنة. لذلك، وضع هذه السنة ميزانيّة بنحو 180 ألف ليرة للهدايا. أمّا شجرة العيد، فلا يمكن أن يجد واحدة بأقل من 150 ألف ليرة، لتكلّفه نحو 200 ألف ليرة مع زينتها. باختصار، يتوقّع جان أن يكلّفه العيد من خلال الهدايا والزينة 380 ألف ليرة فقط.

يعتبر جان أن المشكلة في أن الميزانيّة الشهريّة منظّمة بحسب التكاليف المتوقّعة العاديّة لكل شهر، بينما يرمي شهر الأعياد بثقله من خلال تكاليف كثيرة إضافيّة لا يمكن استيعابها في ظل الدخل الثابت والمحدود. لذلك، يعتمد بشكلٍ أساسي على بطاقته الإئتمانيّة، "التي يتضخّم حجم دينها في هذا الشهر، وبالتأكيد يتضخّم حجم الفوائد التي تستحق كل شهر".

لا تنتهي الحكاية هنا، إذ إن موسم الأعياد يفرض وجود عطلة طويلة وعائلة تنتظر الترفيه. يحاول جاد نعمة قدر الإمكان التوفير في مصاريف هذه العطلة، من خلال التعويض عن الرحلات المكلفة بزياراتٍ للأصدقاء والعائلة، مع بعض النزهات. لكن العطلة تفرض تكاليف لا يمكن تفاديها، خصوصاً "مصروف الأكل خارج المنزل مرّتين أو ثلاثة على الأقل خلال العطلة، ونفقات التنقّل التي تكثر في هذه الفترة". بالنسبة إلى جاد، وضع هذه السنة ميزانيّة بـ300 ألف ليرة لنفقات رحلات العطلة. يعلم جاد أنّه سيتخطّى هذا المبلغ مثل كل سنة، لكن "عليّ أن أضع سقفاً منخفضاً لأضغط نفسي في صرف الأموال قدر الأمكان".

من مصروف الطعام إلى الملبوسات والهدايا والزينة ومصاريف الترفيه في عطلة العيد، تكاليف لها وقع خاص على ميزانيّة المواطن المحدودة. فالتقاليد تحدّد حاجاتها والعادات الاجتماعيّة تفرض نفقات متزايدة كل سنة. بينما لا يشهد الدخل الفردي أو الوضع الإقتصادي أي تحسّن يُذكر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها