الثلاثاء 2016/12/20

آخر تحديث: 02:00 (بيروت)

زحلة: "العراب" يرضي المطران وسكاف

الثلاثاء 2016/12/20
زحلة: "العراب" يرضي المطران وسكاف
ظهر جريصاتي كعراب لنشاطات سياسية للمطران درويش
increase حجم الخط decrease
لم يسمِ نواب زحلة وزيراً في الحكومة، مع ذلك جاءت تسمية الوزير سليم جريصاتي من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، لتنهي مرحلة من تغييب المدينة عن الحكومة الماضية. فـ"المهم أن الرجل مولود في زحلة، وهويته زحلاوية وهو يعتز أنه من زحلة"، كما تقول رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف، التي كانت من أكثر مسلطي الضوء "على تهميش زحلة وتغييبها عن الخريطة السياسية الوطنية في المرحلة الماضية".

في ظل رضا نواب المدينة المستمد من رضا الأحزاب التي تمثلهم في الحكومة، يخفت الكلام في أوساط الكتلة الشعبية عن "قرار المدينة الذي لم يعد بداخلها"، لمصلحة إعطاء الفرصة لحكومة العهد الأولى. فالواقعية بحسب هؤلاء تقتضي التسليم بالأمر الواقع، طالما أن "لا كتلة نيابية للكتلة الشعبية يمكنها أن تفرض إسم رئيستها أو أي إسم آخر في الحكومة".

وحتى لو لم يكن جريصاتي من المقربين من ميريم سكاف، فهي ترحب بتوزيره، وإن جاءت تذكيته "افتراضياً" من مطران المدينة الكاثوليكي عصام درويش. وتقول سكاف لـ"المدن" إنه "إذا كان المطران من ذكاه فنحن نهنئ المطران. واذا كان قد جاء بجدارته لكونه محسوباً على تكتل التغيير والإصلاح وعلى رئيس الجمهورية ميشال عون نقول له مبروك، لا بل نشكر الرئيس لأنه سمى شخصاً من زحلة، ونأمل منه أن يكون صوتها في الحكومة". وتعوّل سكاف "على إنجاز الحكومة مهمتها الوحيدة، أي اجراء انتخابات نيابية واعتماد قانون يؤمن التمثيل العادل لزحلة وغيرها، ولا يسمح للمحادل الكبيرة أن تلغي صوتها".

لكن قبل أن يجلس جريصاتي إلى طاولة الإصلاح والتغيير، كان يعد من مناصري الوزير الياس سكاف، وقد عمل على دعم حملته للانتخابات البلدية في العام 2010، التي خاضها سكاف وحيداً بوجه الأحزاب كلها وبما فيها التيار الوطني الحر.

لاحقاً، انضم جريصاتي إلى تكتل التغيير والاصلاح، وشكل حلقة وصل دائمة بين التيار والكتلة الشعبية قبل وفاة الياس سكاف، خصوصاً عندما نقل رسالة مؤيدة للحملة التي قادها سكاف في وجه انشاء معمل الاسمنت في زحلة.

إلا أنه بعد وفاة سكاف، تشنجت علاقات الكتلة الشعبية معه، ووجهت إليه بعض أصابع الاتهام بمحاولة "نقل الزعامة الكاثوليكية إلى مكان آخر"، خصوصاً بعد الصورة الشهيرة التي سربت من حفل غداء في السفارة السورية جمعته والمطران عصام درويش واللواء عباس إبراهيم ونائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي مع السفير السوري.

معركة "نكران الطمع بالزعامة" متنت علاقة جريصاتي برأس الكنسية الكاثوليكية في زحلة، الذي كانت علاقته بميريم سكاف قد مرت بمطبات، ليظهر جريصاتي لاحقاً كعراب لأكثر من نشاط سياسي للمطران عصام درويش، وكحلقة تواصل بينه وبين مؤسسات الدولة الرسمية والقيمين عليها.

لكن هذه العلاقة مع رأس الكنيسة الكاثوليكية، لا يبدو أنها توازي العلاقات الأقوى التي نسجها جريصاتي مع رأس الدولة اللبنانية. فوزير العدل الجديد كان الناطق بإسم تكتل التغيير والإصلاح في معظم اجتماعاته التي انعقدت برئاسة عون قبل انتخابه رئيساً، وعُدَّ بعد انتخابه من حلقة الرئيس الضيقة. والأهم أن جريصاتي يحظى بدعم حزب الله، وهو مؤتمن من قبل الحزب على ملفه في المحكمة الدولية المتعلق باغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما أعلن سابقاً. ما يجعل للتمسك بتوزير جريصاتي أبعاداً تتخطى تمثيل زحلة في الحكومة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها